بعد 115 يومًا من الحرب الوحشية ضد غزة، يبدو أن اليمين المتطرف في حكومة الاحتلال الإسرائيلي يريد التصعيد من نغمة الاستيطان في قطاع غزة، رغم تحذيرات الولايات المتحدة الأمريكية من محاولات احتلال القطاع.
أمام جمهور من آلاف الناشطين اليمينيين، خلال مؤتمر عقد أمس الأحد، تعهد 11 وزيرًا حكوميًا و15 مشرعًا من الائتلاف الحاكم، بإعادة بناء المستوطنات اليهودية الإسرائيلية في قلب قطاع غزة، والهجرة الطوعية لسكان غزة، بحسب "تايمز أوف إسرائيل".
وعلى الرغم من دعاوى التهجير الرائدة بين اليمين المتطرف في إسرائيل، منذ اندلاع الحرب، أكدت مصر والأردن رفضهما مثل تلك المخططات في أكثر من مناسبة، وعدم السماح مطلقًا بتنفيذها.
"غوش قطيف"
ودعا وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، زعيم الحزب الصهيوني الديني المتطرف، بإنشاء مستوطنات جديدة، إضافة إلى ما أكد عليه وزير الأمن القومي إيتمار بن جفير، زعيم حزب عوتسما يهوديت اليميني المتطرف، أنه حان الوقت للعودة إلى ديارنا في "غوش قطيف" اسم المستوطنة الإسرائيلية بغزة التي تم إخلاؤها في أعقاب عام 2005.
فك الارتباط أحادي الجانب
وتعد "غوش قطيف" كتلة من 21 مستوطنة إسرائيلية في جنوب قطاع غزة، التي قام جيش الاحتلال بإبعاد 8600 مستوطن، كجزء من الانسحاب الإسرائيلي أحادي الجانب من قطاع غزة في خطة فك الارتباط الأحادية الإسرائيلية.
ميثاق النصر وتجديد الاستيطان
ووقّع سموتريتش وبن جفير، إلى جانب ستة من أعضاء الكنيست من الائتلاف، ما أُطلق عليه اسم ميثاق النصر وتجديد الاستيطان، الذي تعهد بأن الموقعين سيعملون على تنمية المستوطنات اليهودية المليئة بالحياة في قطاع غزة.
وإلى جانبهم، دعا وزير الاتصالات شلومو كارهي، من حزب الليكود الحاكم بزعامة نتنياهو، أيضًا إلى بناء المستوطنات في غزة وتشجيع الهجرة الطوعية.
غضب الشارع الإسرائيلي
أثارت لقطات المؤتمر ردود فعل عنيفة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أشار المنتقدون إلى أن وزراء الحكومة والائتلاف كانوا يرقصون بسعادة بينما كانت الحرب مستعرة، رغم الخسائر اليومية التي يتعرض لها جيش الاحتلال.
رفض نتنياهو
رفض رئيس وزراء إسرائيل حضور المؤتمر، مشيرًا إلى أنه يعارض إعادة التوطين في غزة وأن هذه ليست سياسة حكومية مقبولة.
قال رئيس الوزراء إن المشرعين والوزراء مسموح لهم بالتعبير عن آرائهم، لكن سياسة إسرائيل بشأن غزة ما بعد الحرب تم تحديدها من قِبل مجلس الوزراء الأمني بكامل هيئته، وهي الهيئة المخولة باتخاذ مثل هذه القرارات، ولا يوجد أي قرار لإعادة توطين غزة، وأن معارضته لإحياء الاستيطان اليهودي في غزة لم تتغير.