مع الصراعات العالمية المنتشرة، التي يمكن أن تتسبب في تغيير جذري للنظام العالمي وتحوله من دولة القطب الواحد إلى عالم متعدد الأقطاب، برزت العديد من التحليلات حول مستقبل كوريا الشمالية، وسط تلك التحديات والتغيرات، باعتبارها طرفًا مؤثرًا في توترات الشرق والغرب، وتهديدًا متواصلاً لاندلاع صراع نووي واسع المجال.
بحسب مجلة نيوزويك الأمريكية، فإن هناك مجموعة من الأحداث التي يمكن أن تغير مستقبل تلك الدولة، إذ وضع خبراء عدة سيناريوهات، أهمها الحرب والاقتصاد، باعتبارهما عاملين مؤثرين على كوريا الشمالية.
النظام الوراثي
تعتبر وفاة كيم، البالغ من العمر 40 عامًا، واحدة من تلك السيناريوهات، التي وفقًا للمجلة يمكن أن تكون سببًا في إضعاف كوريا الشمالية، ولأنه أصغر بعقود من زعماء العالم مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أو الرئيس الأمريكي جو بايدن، فإن تأثير وفاة كيم في المستقبل يتعلق بالتوقيت.
ومع عدم وجود خليفة ثابت، يعتقد الخبراء أن ذلك سيعد منعطفًا خطيرًا وحرجًا لكوريا الشمالية، لكنها في نفس الوقت تمتلك سلالة عائلية راسخة، ما يظهر أنها قادرة على تسليم السلطة إلى الجيل القادم مع القليل من العقبات، مشددين على أن النظام الوراثي قوي في كوريا الشمالية.
التهديدات الداخلية
يرى المحللون أن سقوط كوريا الشمالية بسبب المعارضة العامة الداخلية بعيدة المنال، إلا أن جارتها الجنوبية تحاول بشتى الطرق، دعم المنشقين، ونشر المعلومات بين مواطني جارتها الشمالية، وإلقاء الضوء على قضايا حقوق الإنسان، التي من الممكن أن تؤدي إلى تحول عقول الكوريين الشماليين بعيدًا عن دعاية النظام.
لكن، وفقًا للمجلة فإن جهود أجهزة الدولة الشمالية تجعل من المستحيل على السكان أن يتمكنوا من تنظيم أنفسهم بعيدًا عن أعين الدولة، التي تحشد دائمًا ضد أمريكا وشيطنتها أمام الشعب، ما يستبعد حدوث أي تمرد بشكل كبير في المستقبل.
الأسواق الحرة
ومن الممكن أن تصبح التهديدات القادمة من داخل حدود البلاد الشمالية أكثر واقعية، إذا اختار كيم وفقًا للمحللين، النهج على الطريقة الصينية في التعامل مع اقتصاد كوريا الشمالية، مثل احتضان الأسواق والتخلي عن القبضة الحديدية على الاقتصاد المركزي.
ويرى المحللون، أن ذلك أيضًا يندرج خلفه مخاطر جسيمة، إذا حاول الإصلاح على النمط الصيني، التي تهدد استقرار وإدامة نظام عائلة كيم، فمن المرجح أن تضطر إلى جذب الاستثمار الأجنبي، كما سيكون هناك المزيد من التبادلات مع العالم الخارجي، كما يمكن أن يقوض إحدى الركائز الأيديولوجية لكوريا المتمثلة في الاكتفاء الذاتي.
الحرب مع الجارة
تعد كوريا الشمالية واحدة من أكثر الدول عسكرة في العالم، وجيشها يفوق جارتها الجنوبية عدديًا، إذ أعلنت منذ أيام أنها الآن في حالة حرب، وزادت إنتاجها الدفاعي، ومضت قدمًا في تجارب الصواريخ الباليستية التي تثير قلقًا عميقًا لكوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة.
جاء كل هذا في سياق إعلان بيونج يانج أنها تخلت عن أهداف التوحيد، وأطلقت قذائف مدفعية بالقرب من جزر كوريا الجنوبية، بداية العام، واستثمرت في أنظمة توصيل مخبأ الأسلحة لديها، وهدمت نصبًا تذكاريًا لذلك الهدف الخاص بالوحدة، وهو ما يراه المحللون وفقًا للمجلة، خطرًا يمكن أن يهدد مستقبل كيم وعائلته.