كسرت الحرب "الروسية الأوكرانية"، حاجز 700 يوم، مع استمرار القتال العنيف بين الجانبين على مستوى كل محاور الصراع، خاصة منطقتي خاركيف ولوهانسك، ومع فشل هجوم كييف المضاد منذ أشهر، يحاول الكرملين الضغط بكل السبل لتنفيذ أجندتها، وذلك في الوقت الذي تراجع فيه الجيش الأوكراني، متخذًا مواقف دفاعية كبيرة، إلا إن حرب السماء تعتبر هي الأكثر سخونة بين الجانبين.
ووصف العديد من القادة الأوكرانيين الموقف الحالي على الأرض، على طول جزء كبير من خط المواجهة بـ"المحتدم"، فقد كشفوا عن اشتعال القتال في الشمال الشرقي على طول منطقة مهمة حيوية تلتقي فيها منطقتي خاركيف ولوهانسك الاستراتيجيتين، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
الأرض المفقودة
وفي الوقت الذي تواصل فيه القوات الروسية الضغط في تلك المنطقة، اضطرت أوكرانيا إلى سحب قواتها من قرية "كورخمالين"، ويرجع ذلك وفقًا للشبكة، بهدف تولي الجيش مواقع دفاعية أكثر فائدة على الأراضي المرتفعة بدلًا من المكشوفة.
المتحدث باسم القوات البرية الأوكرانية، أكد أن قواته تصدت لـ13 هجومًا على منطقتي تاباييفكا وستيلماخيفكا، على بعد حوالي 100 كيلومتر شرقي خاركيف، والتي كان فقدها الروس منذ أشهر، لافتًا إلى أن القوات المعادية تركز على التقدم للأمام بغطاء كبير من الهجمات المدفعية.
هجوم يومي
أما في الجنوب الشرقي من المنطقة المحيطة بمدينة باخموت الأوكرانية المهمة، والذي كان الجيش الروسي شنّ هجومًا ساحقًا شتويًا عليها بكل الوسائل الهجومية العام الماضي، فأكد ضابط أوكراني على الجبهة، أنها تتعرض هي الأخرى لضغوط متزايدة من قبل الجيش الروسي، لافتًا إلى أنهم يهجمون كل يوم دون توقف.
الأطراف الشرقية
وتتطلع القوات الروسية إلى استعادة العديد مما وصفته صحيفة "ذا جارديان" البريطانية، بأنه "جيوب صغيرة " من الأراضي التي استعادتها منها كييف منذ شهر يونيو الماضي في الأطراف الشرقية للجبهة، وأهمها منطقتا "كليششيفكا وأندرييفكا"، واللتان كانتا حجر الأساس في الهجوم الأوكراني المضاد.
العام الماضي، أطلقت القوات الأوكرانية خطة لكسر الممر البري الروسي إلى شبه جزيرة القرم، من خلال التقدم باتجاه منطقة توكماك، إلا أن مسؤول عمليات الجنوب في الجيش الأوكراني أكد أن تلك الخطة لم تصل إلى مسافة أكثر من 20 كيلو متر فقط.
روسيا في المقدمة
وسلطت "ذا جارديان" الضوء على التهديد الهائل الذي تشكله الطائرات بدون طيار (المُسيّرة)، والذي زاد تأثيره في ساحة المعركة بشكل ملحوظ خلال العام الماضي، حيث أكد العسكريون الأوكران أن الروس لديهم طائرات بدون طيار أكثر بكثير من أوكرانيا، بما في ذلك المجهزة بالرؤية الليلية.
وبشكل عام، كما تشير الشبكة وفقًا للقادة الأوكران، فإن روسيا الآن أصبحت في المقدمة، ووصفوها بـ"النشيطة للغاية"، وتزيد العمليات الهجومية بصفة يومية في كل الاتجاهات، حيث ينفذ الجيش الروسي أكثر من 50 اشتباكًا قتاليًا يوميًا.
خسائر فادحة
في المقابل، أكدت وزارة الدفاع الروسية، وفقًا لوكالة سبوتنيك في بيان بالإنجليزية، أن قواتها حققت نجاحًا كبيرًا في صد الهجمات الأوكرانية عبر جبهات متعددة، وتسببت الاشتباكات العنيفة في تكبد القوات الأوكرانية خسائر كبيرة، ما أثر على قواتها والمعدات العسكرية في كييف.
ومنذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، تمكنت موسكو من تدمير 568 طائرة، و265 مروحية، و11283 طائرة مسيرة، و456 منظومة دفاع جوي، كما تمكنت من تدمير 14805 دبابة ومدرعات، وأكثر من 1200 مركبة قتالية، و7881 مدفعية ميدانية وقذائف هاون، إلى جانب 17940 وحدة من المركبات العسكرية الخاصة، بحسب وزارة الدفاع الروسية.