دعت "سارا فاجنكنشت"، زعيمة حزب شعبوي يساري ألماني جديد، اليوم السبت، الحكومة الألمانية للتفاوض مع روسيا لوقف الحرب في أوكرانيا، والتوقف عن توريد الأسلحة إلى كييف.
وقالت فاجنكنشت، في كلمتها خلال المؤتمر التأسيسي للحزب، أمام 450 من الأعضاء المؤسسين للحزب الراديكالي الذي يحمل اسمها، إن برلين تسلم الأسلحة إلى أوكرانيا، لتحقيق النصر الذي للأسف حتى الجنرالات الأوكرانيين لم يعودوا يؤمنون به، بحسب "فاينانشيال تايمز".
ووسط تصفيق حار من الحضور، داخل دار سينما كوزموس السابقة في جادة كارل ماركس في برلين، قالت إنه يجب إنهاء الحرب بسرعة كبيرة من خلال المفاوضات.
وأكدت فاجنكنشت، أن الحزب يسعى لتغيير سياسة ألمانيا، إذ إن برنامج الحزب الجديد يجمع بين السياسات اليسارية التقليدية، مثل زيادة الضرائب على الأغنياء مع رسالة مناهضة للهجرة، ضمن استراتيجية يأمل الحزب أن تسمح له بالتنافس مع حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف وربما إبعاد الدعم عنه.
سباقات التسلح
وأضافت خلال كلمتها التي استمرت 30 دقيقة، أن الحزب الجديد يدافع عن المنطق الاقتصادي السليم والعدالة الاجتماعية والسلام، بدلًا من سباقات التسلح والمزيد من الحرب.
ويأمل الحزب الجديد، في إحداث تغيير جذري في انتخابات البرلمان الأوروبي المقبلة، وكذلك الانتخابات المقرر إجراؤها في سبتمبر المقبل في ولايات ألمانيا الشرقية الثلاث، ساكسونيا وبراندنبورج وتورينجيا، التي من المتوقع أن يفوز بها حزب البديل من أجل ألمانيا.
وتشير "فاينانشيال تايمز"، إلى أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن الحزب الجديد يمكن أن يسرق بعض الأصوات من حزب البديل من أجل ألمانيا، خاصة في الشرق، إلا أن قدرته على تعطيل السياسة الألمانية لا تزال صغيرة نسبيًا.
انتقاد شولتس
وفي استطلاع رأي أجرته شركة Infratest dimap، بولاية ساكسونيا حصل حزب فاجنكنشت، على 8% متقدمًا على الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة شولتس، وحزب الخضر الذي حصل على 7%، فيما حلَّ حزب البديل أولًا بنسبة 35%.
وهاجمت فاجنكنشت في خطابها، ائتلاف شولتس من الحزب الاشتراكي الديمقراطي والخضر الليبرالي، ووصفت الحكومة بأنها "الأكثر غباء" في أوروبا، كما انتقدت القانون الخاص باستبدال غلايات النفط والغاز بمضخات حرارية، والقرار الأخير بخفض دعم الوقود للمزارعين.
وتسعى فاجنكنشت أيضًا لجذب أصوات ناخبي حزب البديل من أجل ألمانيا الذين يعارضون العقوبات الاقتصادية ضد روسيا والدعم الألماني للسلطات في كييف.
وبحسب التقرير، من الملحوظ أن الحزب الجديد يتمتع بنبرة متشككة في الاتحاد الأوروبي بشكل ملحوظ، وهو ما يمكن أن يجذب أيضًا ناخبي حزب البديل من أجل ألمانيا.
ويقول الحزب إن المبادئ التوجيهية للاتحاد الأوروبي لا ينبغي تنفيذها على المستوى الوطني إذا كانت "تتعارض مع المنطق الاقتصادي السليم والعدالة الاجتماعية والسلام والديمقراطية وحرية الرأي".
وانتقدت زعيمة الحزب الجديد، الأحزاب الحكومية لانتقادها لليمينيين الذين أرادوا رؤية السلام في أوكرانيا، ودافعوا عن المزارعين المحتجين، مشيرة إلى أن أفضل طريقة أمام الحكومة لإضعاف حزب البديل من أجل ألمانيا هي "تغيير سياساتها البائسة".