اتهمت إسرائيل، أمس الجمعة، وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة "الأونروا"، بمشاركة موظفيها في الهجوم على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي، واليوم تطلق اتهامات مشابهة إلى منظمة الصحة العالمية، فيما يبدو أنه إعلان حرب إسرائيلية على كل المنظمات الإنسانية العاملة في القطاع.
اتهام منظمة الصحة
وحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، اتهمت إسرائيل منظمة الصحة العالمية بالتواطؤ مع الحركة الفلسطينية حماس من خلال تجاهل الأدلة على الاستخدام العسكري للمستشفيات في قطاع غزة، وقالت السفيرة الإسرائيلية ميراف إيلون شاهار للمجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية: "إنه لا يمكن أن تكون هناك رعاية صحية في الأراضي الفلسطينية عندما تضع حماس نفسها في المستشفيات وتستخدم الدروع البشرية".
وقالت: "في كل مستشفى قام جيش الدفاع الإسرائيلي بتفتيشه في غزة، وجد أدلة على الاستخدام العسكري لحماس، هذه حقائق لا يمكن إنكارها، وقد اختارت منظمة الصحة العالمية تجاهلها مرارًا وتكرارًا، وهذا ليس عدم كفاءة؛ إنه التواطؤ”.
منظمة الصحة ترد
المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس نفى ادعاءات إسرائيل بأنها متواطئة مع حماس، قائلًا إن مثل هذه الاتهامات قد تعرّض موظفي الوكالة على الأرض للخطر، وقال في منشور له على منصة إكس: "منظمة الصحة العالمية تدحض اتهامات إسرائيل في اجتماع المجلس التنفيذي أمس بأن منظمة الصحة العالمية متواطئة مع حماس، ومثل هذه الادعاءات الكاذبة ضارة ويمكن أن تعرّض للخطر موظفينا الذين يخاطرون بحياتهم لخدمة الضعفاء".
وأضاف: "إن منظمة الصحة العالمية، باعتبارها إحدى وكالات الأمم المتحدة، محايدة وتعمل من أجل صحة ورفاهية جميع الناس".
اتهامات الأونروا
وأمس الجمعة، أعلنت "الأونروا" فصل العديد من موظفيها بعد أن زوّدت السلطات الإسرائيلية الوكالة بمعلومات تزعم مشاركتهم في الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر داخل إسرائيل.
وقال فيليب لازاريني، المفوض العام للأونروا، في بيان له: "من أجل حماية قدرة الوكالة على تقديم المساعدة الإنسانية، اتخذت قرارًا بإنهاء عقود هؤلاء الموظفين على الفور وإجراء تحقيق من أجل التوصل إلى الحقيقة دون تأخير، وأي موظف في الأونروا متورط في أعمال إرهابية ستتم محاسبته، بما في ذلك من خلال الملاحقة الجنائية".
وتنتقد إسرائيل الأونروا لعدة سنوات، زاعمة أن المدارس التي تديرها الوكالة استخدمت من قِبل حماس للقيام بأنشطة عنيفة، وأنها تروّج لمناهج مناهضة لإسرائيل، منذ هجمات 7 أكتوبر الماضي، اتهم المسؤولون الإسرائيليون بعض الموظفين بالاحتفال بالهجمات على وسائل التواصل الاجتماعي.
وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس قال: "إن إسرائيل ستسعى إلى منع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين من العمل في غزة بعد الحرب، وألا تكون جزءًا من اليوم التالي".
"كاتس" قال على موقع "إكس": "أنه سيحاول جمع الدعم من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والجهات المانحة الرئيسية الأخرى للوكالة، وقد أوقف العديد منهم التمويل في أعقاب الكشف"، مضيفًا "لقد حذّرنا منذ سنوات أن الأونروا تعرقل السلام، وتعمل كذراع مدنية لحماس في غزة".
"كاتس" أصدر بيانًا علنيًا قال فيه: "الأونروا ليست الحل، فالعديد من موظفيها ينتمون إلى حماس ويحملون أيديولوجيات قاتلة، ويساعدون في الأنشطة الإرهابية ويحافظون على سلطتها، وأطالب الأمم المتحدة باتخاذ إجراءات فورية ضد قيادة الأونروا"، وفق "تايمز أوف إسرائيل".
وتساءل سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان: "ما مدى رمزية أنه في اليوم العالمي لإحياء ذكرى المحرقة، تم الكشف عن مشاركة موظفي الأونروا في المذبحة؟"، مضيفًا "لم يتم تمويل الأمم المتحدة لنزع الشرعية عن وجودنا فحسب، بل لإبادتنا جسديًا أيضًا"، وفق مجلة "تايمز أوف إسرائيل" العبرية.
حماس ترد
حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" نددت، في بيان لها، بـ"التهديدات الإسرائيلية ضد أونروا"، وقالت: "ندعو الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية إلى عدم الرضوخ لتهديدات وابتزازات إسرائيل".