بمجرد إعلان وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة "الأونروا"، أمس الجمعة، فصل عدد من موظفيها بزعم مشاركتهم في الهجوم على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي، حتى أصبحت المنظمة الإنسانية في مرمى الغضب الغربي والأوروبي.
"الأونروا" أعلنت فصل العديد من موظفيها بعد أن زودت السلطات الإسرائيلية الوكالة بمعلومات تزعم مشاركتهم في الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر داخل إسرائيل.
فصل فوري
وقال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني، في بيان: "من أجل حماية قدرة الوكالة على تقديم المساعدة الإنسانية، اتخذت قرارًا بإنهاء عقود هؤلاء الموظفين على الفور، وإجراء تحقيق من أجل التوصل إلى الحقيقة دون تأخير، وأي موظف في الأونروا متورط في أعمال إرهابية سيتم محاسبته، بما في ذلك من خلال الملاحقة الجنائية".
ويعمل لدى الوكالة التابعة للأمم المتحدة نحو 13 ألف موظف فلسطيني في قطاع غزة.
أنطونيو جوتيريش
كان أول المعلقين هو المفوض للوكالة فيليب لازاريني، فقال: "إن الأمين العام يشعر بالفزع من هذه الأخبار، وقد طلب التحقيق في هذه المسألة بسرعة والتأكد من إنهاء خدمة أي موظف في الأونروا يظهر أنه شارك أو حرض فيما حدث في 7 أكتوبر، أو في أي نشاط إجرامي آخر"، فيما قال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، في بيان: "على الفور تتم إحالته إلى محاكمة جنائية محتملة"، وفق شبكة راديو "صوت أمريكا".
أمريكا توقف التمويل
وبينما اكتفت الأمم المتحدة بذكر أن عدة موظفين من "الأونروا" تورطوا وتم فصلهم، قالت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان، أن عدد الموظفين بلغ 12 موظفًا، وأضافت الولايات المتحدة، أكبر ممول منفرد للأونروا: "إنها أوقفت التمويل الإضافي مؤقتًا بينما تقوم بمراجعة الادعاءات والخطوات التي تتخذها الأمم المتحدة لمعالجتها".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، "إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن تحدث مع جوتيريش للتأكيد على ضرورة إجراء تحقيق شامل وسريع في هذا الأمر، ويجب أن تكون هناك محاسبة كاملة لأي شخص شارك في الهجمات الشنيعة التي وقعت في 7 أكتوبر".
وأوضح "ميلر" أن "واشنطن تواصلت مع الحكومة الإسرائيلية للحصول على مزيد من المعلومات حول هذه المزاعم وأطلعت أعضاء الكونجرس على الأمر".
النائب كريس سميث، وهو جمهوري من نيوجيرسي ورئيس اللجنة الفرعية لحقوق الإنسان العالمية والمنظمات الدولية، انتقد تعليق التمويل الجديد للأونروا ووصفه بأنه غير كافٍ على الإطلاق، وقال: "ما نحتاج إليه هو نهج شامل وقائم على الحقائق تجاه الأونروا، والذي يوقف كل التمويل ويشترط التمويل المستقبلي بإصلاح كامل وإعادة هيكلة الأونروا من الرأس إلى أخمص القدمين".
أستراليا
قالت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونج، اليوم السبت، إنها "تشعر بقلق عميق"، وكتبت على منصة التواصل الاجتماعي إكس: "نحن نتحدث مع الشركاء وسنوقف مؤقتًا صرف التمويل الأخير".
كندا
وقالت كندا إنها ستوقف التمويل مؤقتا حتى يتم التحقيق مع "الأونروا" في هذه المزاعم، وكتب أحمد حسين، وزير التنمية الدولية الكندي، على موقع إكس: "إن كندا تأخذ هذه التقارير على محمل الجد للغاية وتتعاون بشكل وثيق مع الأونروا والجهات المانحة الأخرى بشأن هذه القضية".
إيطاليا
انضم وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، إلى قافلة الداعين إلى وقف التمويل، وكتب عبر منصة التواصل الاجتماعي إكس: "إن إيطاليا قررت تعليق تمويل وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين أونروا، وأن بعض حلفاء إيطاليا اتخذوا نفس القرار بالفعل"، فيما لم يشر بشكل مباشر إلى السبب، وفق رويترز.
تعليق إسرائيلي
وتنتقد إسرائيل الأونروا لعدة سنوات، زاعمة أن المدارس التي تديرها الوكالة استخدمت من قبل حماس للقيام بأنشطة عنيفة وأنها تروج لمناهج مناهضة لإسرائيل، ومنذ هجمات 7 أكتوبر، اتهم المسؤولون الإسرائيليون بعض الموظفين بالاحتفال بالهجمات على وسائل التواصل الاجتماعي.
وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، قال: "إن إسرائيل ستسعى إلى منع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين من العمل في غزة بعد الحرب، وألا تكون جزءًا من اليوم التالي".
"كاتس" قال على موقع "إكس"، إنه "سيحاول جمع الدعم من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والجهات المانحة الرئيسية الأخرى للوكالة، وقد أوقف العديد منهم التمويل في أعقاب الكشف"، مضيفًا "لقد حذرنا منذ سنوات أن الأونروا تعرقل السلام، وتعمل كذراع مدني لحماس في غزة”.
"كاتس" أصدر بيانًا قال فيه: "الأونروا ليست الحل، فالعديد من موظفيها ينتمون إلى حماس ويحملون أيديولوجيات قاتلة، ويساعدون في الأنشطة الإرهابية ويحافظون على سلطتها، وأطالب الأمم المتحدة باتخاذ إجراءات فورية ضد قيادة الأونروا"، وفق "تايمز أوف إسرائيل".
وتساءل سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان: "ما مدى رمزية أنه في اليوم العالمي لإحياء ذكرى المحرقة، تم الكشف عن مشاركة موظفي الأونروا في المذبحة؟"، مضيفًا: "لم يتم تمويل الأمم المتحدة لنزع الشرعية عن وجودنا فحسب، بل لإبادتنا جسديًا أيضًا"، وفق "تايمز أوف إسرائيل".
التحرير الفلسطينية ترد
أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ في تدوينة على منصة إكس، قال: "إن قرار بعض الدول وقف تمويلها لمنظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ينطوي على مخاطر كبيرة سياسية وإغاثية، ونطالب الدول التي أعلنت عن وقف دعمها بالعودة فورا عن قرارها".