ترتفع كمية غازات الدفيئة في الغلاف الجوي باستمرار، بسبب الأنشطة البشرية والزيادة المستمرة في الإنتاج والاستخدام المفرط للوقود الأحفوري، الأمر الذي تسبب في زيادة معدل ثاني أكسيد الكربون بنسبة قُدرت 45% مقارنة بأعوام ما قبل الثورة الصناعية.
زيادة هائلة
وفقًا للمعلومات التي تم جمعها من بيانات الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، كان معدل ثاني أكسيد الكربون (CO2) في الغلاف الجوي في آخر 400 ألف سنة قبل الثورة الصناعية نحو 200 إلى 280 جزءًا في المليون.
وبينما كانت قيمة ثاني أكسيد الكربون، الذي يعد أحد الغازات الرئيسية التي تسبب ظاهرة الاحتباس الحراري، نحو 291 جزءًا في المليون في عام 1880، وصلت هذه القيمة إلى 421 جزءًا في المليون عام 2023 بزيادة قدرها 45%.
وقال الأستاذ الدكتور حسين طوروس، من جامعة إسطنبول التقنية "ITU" كلية الملاحة الجوية والفضائية، قسم هندسة الأرصاد الجوية، إن عدد الجسيمات في الغلاف الجوي لم يزداد كثيرًا حتى الثورة الصناعية، وأن هذه الكمية كانت أقل من 300 جزء في المليون، وفقًا لموقع "TRT" الإخباري التركي.
وصرّح "طوروس" بأن الأنشطة البشرية تزيد من مستوى ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي كل عام، وذكر أنه "يستخدم الأشخاص الوقود الأحفوري الذي يتراكم تحت الأرض لملايين السنين، منذ أواخر القرن الثامن عشر، وأدى استخدام الوقود الأحفوري إلى زيادة إنتاج الطاقة، وقد تم تطوير التقنيات للحصول عليه بشكل أسرع وأكثر سهولة، ما أدى إلى مزيد من تلوث الغلاف الجوي بجانب زيادة سريعة في معدل ثاني أكسيد الكربون".
وأشار إلى أن الزيادة في معدل ثاني أكسيد الكربون تؤثر على العديد من الأحداث المناخية، وقال إنه: "تؤثر موجات الهواء الساخنة وكذلك الباردة وكوارث الفيضانات وذوبان الأنهار الجليدية على ارتفاع منسوب المياه في المحيط. نرى التأثير الأكبر على زيادة ثاني أكسيد الكربون في الزيادة في درجة الحرارة. وبالنظر إلى أواخر القرن الثامن عشر ارتفعت درجة الحرارة بأكثر من 1 درجة على نطاق عالمي حتى الوقت الحاضر".
مصادر طاقة آمنة
وشدد "طوروس" على أن مصدر الطاقة الرئيسي للأرض هو الشمس وأن الإشعاع قصير الطول الموجي من الشمس يمر بسهولة عبر الغازات الموجودة في الغلاف الجوي.
وأوضح طوروس أنه مع زيادة معدل ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، تزداد كمية الاحتفاظ بالإشعاع طويل الطول الموجي المنبعث من الأرض بسبب غازات الدفيئة في الغلاف الجوي، مضيفًا: "مع زيادة كميته ترتفع درجة حرارة الأرض. فيجب علينا معدل ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي. وإذا استطعنا فعل ذلك، فلن يتعرض الكوكب للمزيد من درجات الحرارة".
وأكد "طوروس" الحاجة إلى تقليل معدل الكربون المنبعث في الغلاف الجوي، مضيفًا أنه "يجب استخدام الموارد بكفاءة وبطرقة من شأنها أن تقلل من استخدام الوقود الأحفوري. فنحن بحاجة إلى استخدام مصادر الطاقة المتجددة بشكل أكثر كفاءة. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن نتوقع المخاطر المحتملة وكل من الحكومات والأفراد لديهم واجبات".