كشفت دراسة طبية جديدة، عن التأثير المستمر لفيروس "كوفيد 19"، الذي اجتاح العالم وأصاب أكثر من 702 مليون إنسان، وتوفى بسببه ما يقرب من 7 ملايين آخرين، حيث أشارت الأبحاث إلى وجود مخاوف صحية مستمرة لهؤلاء المرضى بعد تعافيهم، ما دفع العلماء لتسميته بـ "فيروس كورونا طويل الأمد".
عشرات المرضى
واعتبر العلماء، وفقًا للدراسة التي نشرتها شبكة "أي بي سي نيوز" الأمريكية، أن فيروس كورونا الطويل هو متلازمة، أو مجموعة من الأعراض، التي تستمر أو تتطور بعد الإصابة الحادة بكوفيد-19 ويمكن أن تستمر لأسابيع أو أشهر أو سنوات.
وأشار العلماء إلى أن مرض كوفيد الطويل الأمد، يحدث بسبب فرط نشاط الخلايا المناعية، لكن السبب الدقيق لا يزال غير واضح، حيث تابعت الدراسة عشرات المرضى في مستشفيات مختلفة في سويسرا مصابين بكوفيد "الخفيف والشديد".
200 عرض
وفقًا لأحدث المعلومات من مركز السيطرة على الأمراض، التي نشرتها الشبكة، فيمكن أن يسبب فيروس كورونا الطويل ما يصل إلى 200 عرض، بما في ذلك التعب المزمن، وجلطات الدم، ومشاكل الجهاز الهضمي، وجلطات الدماغ، ومشاكل القلب، ويمكن أن تستمر الأعراض من أشهر إلى سنوات، خاصة مع المصابين ببعض الحالات الصحية الأساسية مثل الربو أو السكري أو السمنة أو أمراض المناعة الذاتية.
واكتشف الباحثون أن 40 % من المرضى ظهرت عليهم أعراض كوفيد طويل الأمد لمدة ستة أشهر، وكان 22 % منهم يعانون من أعراض مستمرة لمدة 12 شهرًا، كما وجدوا دليلًا في عينات الدم المختلفة لهؤلاء، بعد مقارنتها بعينات لمجموعات غير مصابة، أنهم مصابون بالتهاب وخلل في تنظيم خلايا الدم، ووجود تنشيط في الصفائح الدموية، وإصابات الأنسجة في الدم.
واعتبرت الشبكة أن تلك التفاصيل والنتائج التي توصلت إليها الدراسة الحديثة، سوف تعتبر أساسًا لتشخيصات جديدة، يمكن أن تؤدي إلى إنتاج العديد من الأدوية الجديدة التي لم تكن معتمدة من إدارة الدواء والغذاء الأمريكية، كما تعتبر خطوة للأمام في تحديد سبب كوفيد طويل الأمد.
الشيوخ الأمريكي
وحظيت تلك الدراسة باهتمام لجنة مجلس الشيوخ الأمريكي المعنية بالصحة والتعليم والعمل، حيث دعت المرضى والخبراء للإدلاء بشهاداتهم حول آثار فيروس كورونا الطويل، أمام مجموعة من أعضاء المجلس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
وأمام جلسة الاستماع أكد الخبراء الطبيون أن الإصابة بمتلازمة كورونا طويل الأمد لا تختص بعمر معين أو خلفيات مرضية معينة، لافتين إلى أن خطر الإصابة به يزداد مع حالات العدوى المتعددة، وتكون أعلى وظاهرة في مجتمعات الأقليات.
إيجاد حلول
ويحاول العلماء إيجاد وتطوير حلول مستدامة، بما في ذلك إجراء تغيير واسع النطاق في الرعاية الصحية والصحة العامة والهياكل غير العادلة التي تجلب مخاطر استثنائية للمرض والمعاناة والعجز والوفيات المستمرة.
ووصف العلماء العبء الذي يتحمله المريض والإعاقة الناتجة عن فيروس كورونا طويل الأمد، بأنه يتساوى مع عبء السرطان وأمراض القلب، داعين القادة السياسيين للتعاون مع خبراء الطب لمعالجة تلك الأزمة الصحية المستمرة.