القاهرة الإخباريةـ آلاء عوض
يتمتع التراث الفلسطيني بمكانة خاصة في الوجدان العربي بما يحمله من معانٍ سامية ترمز إلى التجارب التي خاضها الأجداد الذين سكنوا فلسطين التاريخية على مر السنوات، وتشير تفاصيله إلى النضال والقوة التي تحلَت بهما أرض السلام التي لم تر سلامًا قط، يشمل "الكوفية" التي تحولت من مجرد غطاء للرأس إلى رمز سياسي.
إلى ما ترمز الرسوم المنقوشة على الكوفية الفلسطينية؟
ترمز الرسوم المنقوشة على الكوفية بدقة متناهية إلى عدة أشياء، على سبيل المثال، تعبر أوراق شجر الزيتون التي تشتهر بها القدس إلى القوة والمرونة والعزيمة، كما تشير شباك الصيد المنقوشة بدقة متناهية إلى العلاقة القوية بين البحارة الفلسطينين والبحر المتوسط، أما الخط العريض في المنتصف فهو يمثل خطوط التجارة الممتدة في فلسطين وتاريخها الحافل بالتبادل التجاري والثقافي.
رحلة الكوفية الفلسطينية
كانت الكوفية الفلسطينية أو "الشال" مجرد غطاء للرأس في المناطق الريفية، حتى اندلاع الثورة الفلسطينية عام 1936، وقرر زعماء الثورة توحيد غطاء الرأس للفلسطينيين واستبدال "الطربوش" و"العمة" بالكوفية ذات اللونين الأبيض والأسود، حتى يصعب على سلطات الانتداب البريطاني آنذاك تمييز الثوار واعتقالهم، ومنذ ذلك الحين أصبحت الكوفية رمزًا للمقاومة الفلسطينية ضد سلطات الانتداب البريطاني سابقًا، والاحتلال الإسرائيلي لاحقًا.
رافقت الكوفية الممزوجة باللونين الأسود والأبيض، محطات النضال الوطني الفلسطيني، وأصبحت رمزًا سياسيًا يعرفه العالم والحكومات من شرقه إلى غربه، وكانت تلازم الفدائي كسلاحه، وأصبح السبب الرئيسي لارتدائها بعد ذلك هو إخفاء وجهه حتى لا يتم التعرف عليه ويقع في قبضة الاحتلال.
الكوفية الفلسطينية في السياسة الداخلية
اقتحمت الكوفية بعد ذلك السياسية الداخلية الفلسطينية، وأصبحت تعبر عن الفصائل السياسية المختلفة، فعلى سبيل المثال، تميل حركة "فتح" إلى ارتداء الكوفية الأصلية ذات اللونين الأبيض والأسود، بينما تُفضل حركة "حماس" ارتداءها باللون الأخضر، فيما لجأ مؤيدوا اليسار الفلسطيني إلى الكوفيات الحمراء الممزوجة باللون الأبيض.
ردود الفعل الصهيونية
لم يفوت الاحتلال الإسرائيلي فرصة انتقاد الكوفية باعتبارها رمزًا سياسيًا قويًا يعبر عن فلسطين، فبدأو باضطهاد الطلاب الذين يرتدون الكوفية في المدارس والجامعات، وقدموا شكاوى في كل المصانع والشركات التي تنتج الوشاح الفلسطيني في الولايات المتحدة الأمريكية باعتبار أنها تعبر عن التعاطف مع الشعب الفلسطيني ضدهم.
وتجاوز استخدام الكوفية الفلسطينية المنطقة العربية واكتسبت شعبية بين الناشطين المتضامنين مع الشعب الفلسطيني في صراعه مع إسرائيل، وبين ناشطي اليسار الأممي عمومًا.