تزداد المخاوف في دول أوروبا من انتشار مرض الحصبة بعد ما ارتفع معدل انتشاره سنويًا إلى أكثر من 30 ضعفًا، ومع زيادة حالات الإصابة أصدر مسؤولو الصحة تحذيرات من تواصل انتشار المرض بين الأشخاص حول العالم، مشيرين إلى الحاجة لاتخاذ تدابير عاجلة للسيطرة عليه.
ارتفاع عدد الإصابات
ووفقًا لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية، ارتفعت معدلات انتشار الحصبة في الدول الأوروبية سنويًا بما يزيد على 30 ضعفًا، ورصدت منظمة الصحة العالمية العديد من حالات الإصابة بالمرض حول العالم، مطالبة بالتطعيم الفوري ضد المرض في محاولة لمنع انتشاره.
وأظهرت البيانات التي نشرتها منظمة الصحة العالمية، تسجيل 42200 حالة خلال عام 2023 في 41 من 53 دولة عضو في المنطقة الممتدة إلى آسيا الوسطى، أي نحو 45 مرة أكثر من عام 2022، الذي أفيد عن تسجيل 941 إصابة خلاله، مشيرة إلى أن من بين كل خمس إصابات يوجد طفلان في سن ما بين العام والأربعة أعوام، بينما توجد حالة واحدة من بين كل خمس حالات في سن العشرين وأكثر.
الدول الأكثر تضررًا
وجاءت كازاخستان وروسيا على رأس الدول الأكثر تضررًا من المرض، إذ سُجلت أكثر من 10 آلاف حالة في كل منهما. وسجلت المملكة المتحدة 183 حالة. وحذّرت منظمة الصحة العالمية من أن هذه الأرقام قابلة للزيادة في حالة عدم تطعيم الأطفال ضد الحصبة.
وقال الدكتور هانز كلوج، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا، إن: "المنطقة لم تشهد فقط زيادة في عدد الحالات لأكثر من 30 ضعفًا إلا أنها شهدت كذلك نحو 21 ألف حالة تحت الرعاية الطبية داخل المستشفيات، فضلًا عن خمس حالات وفاة في دولتين من دول أوروبا".
وذكر "كلوج" أن التطعيم هو السبيل الوحيد للحفاظ على حياة الأطفال من المرض، مشيرًا إلى ضرورة البدء الفوري في عملية التطعيم للحيلولة دون انتشار المرض بشكل أكبر، مؤكدًا أهمية بذل جميع الدول الأوروبية قصارى جهدها والاستعداد الجيد للكشف المبكر للمرض، وكذلك الاستجابة الفورية لمنع انتشاره في محاولة للقضاء على المرض نهائيًا.
طوارئ في بريطانيا
كانت هيئة الصحة العامة في بريطانيا حذرت، الجمعة الماضي، من أن تفشي مرض الحصبة في وسط إنجلترا قد ينتشر إلى مدن وبلدات أخرى، ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لزيادة الإقبال على تلقي اللقاح. وأعلنت وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة حالة الطوارئ الوطنية، مشيرة إلى 216 حالة مؤكدة و103 حالات محتملة في وستميدلاندز منذ مطلع أكتوبر من العام الماضي، وأغلبها لأطفال تقل أعمارهم عن 10 سنوات.
يٌذكر أن الحصبة مرض شديد العدوى ويعد أحد أكثر الفيروسات قدرة على نقل العدوى في العالم. وينتقل المرض عن طريق الهواء، وينتج عنه مضاعفات خطيرة منها العجز مدى الحياة وتأثيرها على الرئتين والمخ وقد تؤدي إلى الإصابة بالالتهاب السحائي وفقدان البصر، وقد تسفر عن وقوع حالات وفاة.