الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

وزير الرياضة الفلسطيني: قهرنا المستحيل من أجل كأس آسيا.. ولن ننسى مَن دعّم قضيتنا (حوار)

  • مشاركة :
post-title
الفريق جبريل الرجوب

القاهرة الإخبارية - محمد سعيد

"بعزمي وناري وبركان ثأري، وأشواق دمي لأرضي وداري، صعدت الجبالَ وخضت النضالَ، قهرت المحالا حطمت القيود، فدائي فدائي فدائي يا أرضي يا أرض الجدود".. ليست مجرد كلمات من النشيد الوطني الفلسطيني يرددها لاعبو الفدائي قبل المباريات، بل عهد ووعد قطعوه لرسم البسمة على وجوه شعب يعاني ويلات الحرب ويتجرع العذاب ألوانًا.. قصفًا وجوعًا وعطشًا وبردًا، إلا أنه أبى الركوع.

ومن رحم المعاناة يولد الأمل، وبالفعل حجز المنتخب الفلسطيني مقعده في ثُمن نهائي بطولة آسيا 2023 المقامة في قطر، لأول مرة في تاريخه بعد التفوق على هونج كونج بثلاثية نظيفة، أمس الثلاثاء، في ختام دور المجموعات.

إنجاز "الفدائي" جاء بعد صعوبات وتحديات لا يواجهها إلا المنتخب الفلسطيني بسبب العدوان الذي حوّل غزة إلى ركام، إذ توقف النشاط الكروي منذ أكثر من 100 يوم، وبذل اللاعبون جهدًا مضاعفًا في التنقل من مكان إلى آخر، حتى إن منازل بعض لاعبي المنتخب الفلسطيني دُمرت، وآخرون فقدوا التواصل مع أسرهم لفترات طويلة، حسبما كتبوا عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

التأهل إلى ثُمن النهائي لم يكن مصادفة أو ضربة حظ، بل نتاج تخطيط بدأته وزارة الرياضة الفلسطينية برئاسة الفريق جبريل الرجوب ورئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم في الوقت نفسه، وجهد بذله الجهاز الفني واللاعبون.

الفريق جبريل الرجوب، وزير الرياضة الفلسطيني، فتح قلبه لموقع "القاهرة الإخبارية"، وتحدث حول إنجاز منتخب فلسطين في كأس آسيا، والعقبات التي واجهت الفدائي قبل البطولة، والشكاوى المقدمة ضد الاحتلال الإسرائيلي جراء تدمير ملاعب كرة القدم والمنشآت الرياضية.. إلى نص الحوار.

في البداية.. صف لنا شعورك بعد التأهل التاريخي؟

التأهل جاء في ظل ظروف صعبة، إذ يتعرض شعبنا لإبادة جماعية من جانب الاحتلال، وهذا الصعود هو مجرد رسم بسمة على شفاه شعبنا.

وماذا عن أبرز العقبات التي واجهت المنتخب الفلسطيني قبل البطولة؟

واجهنا مليون عقبة، مجرد حركتنا عقبة.. ومأساة شعبنا عقبة.. وإمكانياتنا عقبة.. لكن إرادة اللاعبين الأبطال هي سبب العبور للدور القادم.

ما رسالتك للجماهير الفلسطينية بعد الإنجاز الآسيوي؟

هذا التأهل هو نتاج لجهود وإرادة وطنية وشعبية، ومنظومة عمل الكل ساهم فيها من إرادة سياسية ووطنية ولاعبين أبطال، ورغم التحديات تُرجمت هذه الجهود إلى إنجاز تاريخي، الكل شارك في هذه الرسالة الوطنية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.

منتخب فلسطين
ما طموحات المنتخب الفلسطيني في البطولة؟

مشاركتنا في بطولة آسيا كانت من المستحيلات، لكن بالرغم من الظروف الصعبة إلا أننا حققنا إنجازًا نفخر بها، ونضع كامل ثقتنا في المنتخب والجهاز الفني لمواصلة المشوار.

ما تعليقك على الدعم الجماهيري "غير المسبوق" لمنتخب فلسطين في كأس آسيا 2023؟

هذا يؤكد الوعي العربي والعالمي لأهمية القضية الفلسطينية، لأن المنتخب هو أحد رموز الهوية الفلسطينية التي هي محور اهتمام كل أحرار العالم، وهذا الفوز أكّد من جديد أن القضية الفلسطينية لا تزال القضية الرئيسية لكل الشعوب العربية، وهذا يعزز ثقتنا في أنفسنا ويشجعنا على مواصلة تطوير القطاع الرياضي كأحد العناصر والمنابر الذي نقدم من خلاله رسائل حول معاناة شعبنا.

إلى مدى يمكن أن يكون تأثير كرة القدم على القضية الفلسطينية من وجهة نظرك؟

الرياضة أصبحت لغة العالم، وكرة القدم هي اللعبة الأكثر شعبية، ويمكن أن تصنع جسورًا تبنى علاقات مع دول العالم أو منبر لإبراز قضيتنا، لذا فإن كرة القدم تلعب دوريًا محوريًا في إيصال رسالتنا.

هل هناك ملاعب صالحة في فلسطين للعب كرة القدم بعد الآن؟

كل الملاعب في غزة دُمرت لم يبق هناك أي بنية تحتية رياضية، والأمور مٌعطلة أيضأ في الضفة الغربية المحتلة، ورغم ذلك سطر منتخبنا تاريخًا في كأس آسيا رغم الظروف الصعبة.

ملعب اليرموك في غزة
ماذا عن أن آخر تطورات الشكاوى المقدمة تجاه جرائم الاحتلال ضد المنشآت الرياضية الفلسطينية وتعذيب فلسطينيين بداخلها؟

نحن نتابع هذا الأمر قانونيًا مع الاتحادين الآسيوي والدولي بشأن جميع خروقات الاحتلال ضد كرة القدم الفلسطينية، ومحاولاته شل حركتنا الرياضية، وهذا موضوع على جدول أعمالنا بالتنسيق مع الاتحاد العربي والاتحاد الإسلامي واتحاد غرب آسيا والاتحاد الآسيوي.

ماذا طلبتم في شكواكم للفيفا جراء انتهاكات الاحتلال؟

طلبنا توفير الظروف الآمنة التي تنص عليها لوائح الفيفا والميثاق الأولمبي ومنع أي خروقات من جانب الاحتلال.

كيف ترى دعم عدد من نجوم كرة القدم العالمية للقضية الفلسطينية؟

أوجه التحية لجميع اللاعبين الذي وقفوا بجانب القضية الفلسطينية، ومنهم جزء تعرض لعقوبات وضغوطات ورغم ذلك تضامنوا مع قضيتنا والرياضة الفلسطينية، ونتمنى أن نستضيفهم قريبًا في فلسطين الحرة.