حثَّ أكثر من عشرة مشرّعين ديمقراطيين أمريكيين قادة الكونجرس على وقف الإعادة المحتملة لـ"مبادرة الصين"، وهو برنامج مثير للجدل في عهد ترامب، أدى في وقت سابق إلى اتهامات بالتنميط العنصري تجاه العلماء الآسيويين في الولايات المتحدة.
وفي رسالة نشرتها شبكة "ان بي سي نيوز" الإخبارية، دعت مجموعة المشرّعين قادة مجلسي النواب والشيوخ إلى "محو اللهجة التي كتبها مشرّعون من الحزب الجمهوري، فيما يتعلق بمشروع قانون الإنفاق الرئيسي في مجلس النواب، الذي طالب بإعادة تنشيط "مبادرة الصين".
وأشارت الرسالة الموجهة إلى قادة الكونجرس: "سيكون إعادة إطلاق مبادرة الصين بمثابة سوء تخصيص للموارد، وتراجع للحقوق المدنية".
كانت "مبادرة الصين"، التي تم إقرارها لمنع بكين من سرقة الأسرار العلمية والتكنولوجية الأمريكية، انتهت في عام 2022، بعد مخاوف كبيرة من المجتمع الأكاديمي الأمريكي بشأن التمييز واستهداف العلماء من أصل آسيوي.
استهداف الآسيويين
جاء في الرسالة التي قادتها النواب جريس مينج -النائبة الديمقراطية من نيويورك- والنائبة جودي تشو -ديمقراطية من كاليفورنيا- والسيناتور مازي هيرونو -ديمقراطية من هاواي- أن "الميزانية هي تمثيل لأولوياتنا وقيمنا".
وأضافت الرسالة: "سيكون من سوء تخصيص الموارد، وتراجع للحقوق المدنية، إعادة إطلاق مبادرة الصين".
وحذّرت "مينج" من أن استئناف مبادرة الصين "يمكن أن يجعل الأمريكيين الآسيويين هدفًا".
وقالت في بيان لها: "جاءت مبادرة الصين على حساب الأمريكيين الآسيويين الأبرياء، من خلال التشكيك في ولائهم وتعزيز الصور النمطية السلبية والضارة. لا يمكننا العودة إلى هذا".
وكتبت مجموعة الديمقراطيين الرافضين للمبادرة أنهم يعترضون على توصيف "مبادرة الصين" في المواد التوضيحية، ودعوا إلى إلغاء إعادة تشغيل البرنامج. وجادلوا بأن البرنامج "أدى إلى عواقب وخيمة على المجتمع الأمريكي الآسيوي، وقليل من الشفافية من وزارة العدل".
وجاء في الرسالة: "كانت مبادرة الادعاء هذه أداة فظة تم استخدامها ضد أي شخص لديه علاقة ما بالصين. انتهى عدد كبير غير مقبول من القضايا بإسقاط التهم والبراءة، لأن المدعين العامين لم يتمكنوا من إثبات الادعاءات".
اتهامات بالخيانة
في خطاب ألقاه عام 2022 في جامعة جورج ماسون، تحدث ماثيو أولسن، رئيس قسم الأمن القومي في وزارة العدل الأمريكية، عن نهاية "مبادرة الصين"، وتناول المخاوف السابقة بشأن التمييز والتنميط العنصري وتأثيرها على مجتمع البحث.
وقال: "بينما أركز على التهديد الكبير المتطور الذي تشكله حكومة الصين، فقد خلصت إلى أن هذه المبادرة ليست النهج الصحيح".
لكن قبلها، ونتيجة "مبادرة الصين"، تم اتهام العديد من الأكاديميين والعلماء الأمريكيين الآسيويين زورًا بالتجسس بموجب مبادرة عهد ترامب.
وحصلت إحدى هؤلاء العلماء (عالمة الهيدرولوجيا.. علم أبحاث المياه) شيري تشين، على تعويضات تزيد على 1.5 مليون دولار بسبب ملاحقتها القضائية غير المشروعة، وإنهاء وظيفتها في هيئة الأرصاد الجوية الوطنية، بعد القبض عليها في عام 2014.
وفي يناير 2022، تم إسقاط التهم الموجهة إلى عالم آخر، وهو الأستاذ في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا جانج تشن، في عام 2014. لكنه ابتعد منذ ذلك الحين عن أي بحث ممول من الحكومة الفيدرالية، بسبب المخاوف من تصنيفه على أساس عنصري.
وتشير شبكة "ان بي سي نيوز" إلى أن أكثر من 50% من العلماء من أصل صيني في الولايات المتحدة "يشعرون بالخوف أو القلق الكبير من كونهم تحت مراقبة الحكومة"، وفقًا لبحث أجرته "لجنة الـ100" غير الربحية في عام 2021.