الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الحوثيون يواصلون الرد على الضربات الأمريكية.. وتحذيرات من مواجهة طويلة

  • مشاركة :
post-title
السفينة الأمريكية كيم رينجر

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

بيد أن الضربات الأمريكية فشلت في ردع الحوثيين في اليمن، إذ أعلنت الجماعة، الليلة الماضية، استهداف سفينة أمريكية في خليج عدن، في الهجوم الثاني من نوعه خلال أيام بالمنطقة ذاتها.

استهداف السفينة "كيم رينجر" الأمريكية

وجاء في بيان نشرته حسابات تابعة للحوثيين على مواقع التواصل الاجتماعي، مساء أمس الخميس، أن القوات البحرية التابعة للجماعة نفذت عملية استهداف لسفينة كيم رينجر الأمريكية في خليج عدن، وذلك بصواريخ بحرية مناسبة، وكانت الإصابة مباشرة، وفق ما ذكرت وكالة" فرانس 24".

وأكد الحوثيون أن هذه العملية تأتي "انتصارًا لمظلومية الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وضمن الرد على العدوان الأمريكي البريطاني على بلدنا".

ومن جهته، قال الجيش الأمريكي إن جماعة الحوثي أطلقت صاروخين باليستيين مضادين للسفن على ناقلة مملوكة للولايات المتحدة، مساء الخميس، ووقعا في المياه بالقرب من السفينة دون أن يتسببا في إصابات أو أضرار.

وبحسب موقع "مارين ترافيك" لرصد حركة الملاحة، فإن السفينة "كيم رينجر" هي ناقلة مواد كيميائية ترفع علم جزر مارشال.

الهجوم الثاني خلال أيام

ويعد هذا الاستهداف الحوثي للسفن الأمريكية هو الثاني من نوعه، خلال أيام، في خليج عدن. وأعلن الحوثيون، الاثنين الماضي، مسؤوليتهم عن الهجوم الذي استهدف سفينة أمريكية في خليج عدن، قائلين إنهم أطلقوا عددًا من الصواريخ عليها.

وذكر المتحدث العسكري باسم الحوثيين، العميد يحيى سريع، في بيان الاثنين الماضي، أن جماعته "نفذت عملية عسكرية استهدفت سفينة أمريكية في خليج عدن بعدد من الصواريخ"، وأضاف أن الضربات كانت "دقيقة ومباشرة".

وتعهد سريع بأن أي ضربات مستقبلية على اليمن "لن تمر دون رد"، وقال إن جماعة الحوثي تعتبر أي سفن أمريكية وبريطانية "تشارك في العدوان على بلادنا أهدافًا معادية".

وفي وقت سابق من يوم الاثنين الماضي، قال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام، إن موقف الجماعة "لم يتغير" في أعقاب الضربات الأمريكية على اليمن. ونشرت قناة "المسيرة" الإعلامية التي يديرها الحوثيون بيانا أدلى به عبد السلام لوكالة "رويترز" للأنباء تعهد فيه بمواصلة الهجمات في البحر الأحمر "حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي في غزة".

الضربات الأمريكية في اليمن

وفي أقل من أسبوع، شن الجيش الأمريكي خمس مرات ضربات في اليمن على مواقع عسكرية للحوثيين، آخرها استهدف، فجر أمس الخميس، صواريخ كانت معدة لإطلاقها على خطوط الملاحة البحرية.

ونفذ الحوثيون عشرات الهجمات في الأسابيع الماضية على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب، مرتبطة بدولة الاحتلال الإسرائيلي، أو متجهة إليها، دعما لقطاع غزة، الذي يتعرض للعدوان المدمر منذ السابع من أكتوبر، وخلف دمارًا واسعًا، وعشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، ولا يزال الآلاف مدفونين تحت الأنقاض جراء القصف الإسرائيلي.

وبالتوازي مع مواصلة توجيه الضربات للجماعة في اليمن، أعادت الولايات المتحدة إدراج جماعة" أنصار الله" الحوثية على لائحتها للكيانات "الإرهابية" بهدف الضغط على الجماعة لوقف هجماتها على الملاحة البحرية في البحر الأحمر، لكن الجماعة تعهدت على الفور بمواصلة هجماتها.

زعيم الحوثيين يتحدى

وقال زعيم الجماعة اليمنية عبد الملك الحوثي، أمس الخميس، إنه "لشرف عظيم" أن نكون في مواجهة مباشرة مع الإسرائيليين والأمريكيين والبريطانيين، واصفًا ذلك بأنه جزء من محاولات الحوثيين، والتدخل لدعم الفلسطينيين في غزة - وهي قضية أخلاقية سيكون من الصعب التراجع عنها سياسيًا.

بايدن يعترف بالفشل

من جهته، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الضربات على الحوثيين ستستمر في البحر الأحمر، حتى مع اعترافه إلى الآن بأنها لا تردع الجماعة عن العدوان في المنطقة.

وعندما سُئل في البيت الأبيض، أمس الخميس، عما إذا كانت الضربات ناجحة، أجاب الرئيس: "عندما تقول إنها ناجحة، هل ستوقف الضربات الحوثيين عن هجماتهم؟" وقال: "لا". "هل ستستمر؟"، وأضاف: "نعم".

خطورة التصعيد

وتشير صحيفة "الجارديان" البريطانية، إلى أن الولايات المتحدة وحلفائها لديهم القدرة على الاستمرار في قصف أهداف الحوثيين في اليمن لفترة طويلة، في حين لا يزال الحوثيون يحتفظون بالقدرة على إغلاق جنوب البحر الأحمر أمام السفن التجارية.

واستشهدت الصحيفة بالغموض الذي اكتنف تصريحات المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" اللواء باتريك رايدر، في مؤتمر صحفي في وقت سابق من هذا الأسبوع، بشأن حجم الضرر الذي تعتقد الولايات المتحدة أنها ألحقته بقدرة الحوثيين على إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار، ورفض رايدر تأييد التسريبات لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، التي تشير إلى أن حوالي 25٪ من القدرة الهجومية للحوثيين، تدهورت جراء الضربات الأمريكية ضدهم.

وذكرت الصحيفة، أن تجنب التهويل في النتائج كان أمرًا حكيمًا، خاصة وأن تدمير قدرات الإطلاق يستغرق وقتًا أطول من المتوقع. وتساءلت الصحيفة، إلى أي مدى سوف تستمر الضربات الأمريكية للحوثيين، مشيرة إلى أن الأمر قد يتطلب المزيد من الهجمات لمنع الحوثيين من استهداف السفن الغربية.

في الوقت نفسه، حذرت الصحيفة من أن استمرار الضربات المتبادلة بين الحوثيين والولايات المتحدة، ينطوي على خطر متزايد من قيام أي من الجانبين بشن هجوم له عواقب مدمرة على المدنيين اليمنيين أو البحارة الأمريكيين أو البريطانيين - مما يجلب معه المزيد من الدعوات للتصعيد والانتقام.