الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بعد أيام من التوتر.. استئناف العلاقات الرسمية بين إيران وباكستان

  • مشاركة :
post-title
علما إيران وباكستان

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

بعد أيام من التوترات السياسية والعسكرية بين دولتي إيران وباكستان، والتي تسببت في قلق عالمي إثر الضربات الجوية المتبادلة على الحدود بين البلدين، خاصة بعد سحب السفراء المتبادل والتصريحات الهجومية بين القادة، يبدو أن الأمور تسير في طريق عودة العلاقات مرة أخرى، واستئناف الدبلوماسية.

ضربات مُتبادلة

وشهدت الأيام الماضية ضربات متبادلة بين البلدين، والتي اعتبرت الأكبر من حيث التوغل عبر الحدود في السنوات الأخيرة، إذ أثارت تلك الخطوة، وفقًا لـ"رويترز"، قلقًا عالميًا بالغًا؛ خوفًا من اتساع رقعة عدم الاستقرار في المنطقة، بعد قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي بشن عملية عسكرية مميتة في قطاع غزة بعد أحداث "طوفان الأقصى".

وشن الحرس الثوري الإيراني يوم 16 يناير الماضي، هجمات بصواريخ وطائرات بدون طيار على قاعدتين لجماعة «جيش العدل» البلوشية المعارضة، حيث استهدف الهجوم منطقة الجبل الأخضر الواقعة في الأراضي الباكستانية، وتم تدمير القاعدتين، وأكدت باكستان أن ذلك الهجوم أسفر عن مقتل طفلين.

صاروخ إيراني في طريقه للجارة باكستان

في المقابل ردت القوات المسلحة الباكستانية، على تلك الضربات الإيرانية، بضربات مماثلة، حيث أكدت إسلام آباد أنها ضربت قواعد لجبهة تحرير بلوشستان الانفصالية وجيشها على قرية إيرانية حدودية، وأكدت إيران أن تلك الضربات أسفرت عن مقتل 9 أشخاص بينهم 4 أطفال.

وفي المحصلة أدت تلك الضربات إلى قيام الدولتين، بسحب السفراء وقطع العلاقات وجميع الارتباطات الدبلوماسية والتجارية رفيعة المستوى بين البلدين المتجاورتين.

عودة العلاقات

ويبدو أنها ستعود إلى طبيعتها من جديد، دون تصعيد محتمل بين الجانبين، ونقلت رويترز عن الخارجية الباكستانية، تأكيدها بوجود زيارة محتملة لوزير الخارجية الإيراني الأسبوع المقبل إلى إسلام آباد، كما أكدت على أنه طلب من سفراء البلدين العودة إلى مناصبهم بحلول الخميس المقبل لاستئناف مهام عملهم.

إيران بدورها أكدت المعلومات حول الزيارة المرتقبة، وكشفت أن وزير خارجيتها سيقوم بالزيارة، كما أن السفير سيعود إلى إسلام آباد مرة أخرى، وهو ما وصفته الوكالة بأن ذلك يأتي ضمن جهود إصلاح العلاقات التي توترت خلال الأيام الماضية، كما أعلن وزيرا خارجية البلدين عقب محادثة هاتفية بينهما على ضرورة تعزيز التعاون على مستوى العمل والتنسيق الوثيق، بشأن مكافحة الإرهاب وجوانب أخرى ذات اهتمام مشترك، واتفقا في النهاية على تهدئة الوضع.

خلافات سابقة

يتمتع البلدان بتاريخ من العلاقات المتوترة، لكن الضربات الأخيرة، كانت الأكبر منذ عقود، ووفقًا لـ"بي بي سي" فإن تاريخ الخلافات يعود إلى ما بعد الثورة الإيرانية عام 1979، حيث تبادلت البلدان الاتهامات بدعم وتمويل الجماعات المسلحة لدى الطرف الآخر، وكان التعاون الإيراني مع الهند، والتعاون الباكستاني مع الولايات المتحدة الأمريكية، أحد أهم الخلافات التي تصاعدت بين الطرفين.

ويعود سبب الضربات الأخيرة على الحدود بين البلدين، إلى النشاط المستمر للجماعات الانفصالية المسلحة في إقليم بلوشستان جنوب غرب باكستان، وفي إقليم "سيستان-بلوشستان" جنوب شرق إيران، ووفقًا لـ"رويترز" فإن كلتا المنطقتين مضطربان وغنيتان بالمعادن، إلا أنهما متخلفتان حضاريًا بشكل كبير.