جرائم العدوان الإسرائيلي متواصلة على قطاع غزة، ويرتكبها كل يوم بل كل ساعة، وهو ما كشفته المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة "سيما بحوث"، بأن هناك أُمّين تقتلان في قطاع غزة كل ساعة.
وكشف المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن نحو 3 آلاف امرأة فقدن أزواجهن، أو أصبحن معيلات لأسرهن.
أوضحت "بحوث"، في بيان صدر اليوم السبت، أن النساء والأطفال هم أول ضحايا المأساة، في غزة، إذ تشكل النساء والفتيات غالبية القتلى.
وبلغ عدد شهداء غزة نحو 25 ألف شهيد، غالبيتهم من النساء والأطفال، وتقول "بحوث"، إنه مقارنة بالأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فقبل السابع من أكتوبر كانت الأرقام تشير إلى أن 67% من الضحايا كانوا من الرجال، وأقل من 14% من النساء والفتيات، إلا أنه في الحرب الحالية، نحو 70% من الشهداء من النساء والأطفال.
مليون امرأة
وبحسب المسؤولة الأممية، يبلغ عدد النازحين من النساء نحو مليون امرأة، فيما تٌقتل أمَّان كل ساعة، كما فقد نحو 10 آلاف طفل آباءهم.
وقالت المسؤولة الأممية، إن "هؤلاء أشخاص وليسوا أرقامًا ونحن نخذلهم"، داعية إلى تقديم مساعدات إنسانية غير مقيدة ووضع حد للتدمير والقتل، مضيفة: "الصدمة التي يعانيها الشعب الفلسطيني، سوف تطاردنا جميعًا لأجيال قادمة".
وقف فوري
ودعت "بحوث"، لوقف فوري لإطلاق النار، لأسباب إنسانية، والسماح بوصول المساعدات دون عوائق لجميع سكان غزة، وتوفير الخدمات الحيوية للنساء والفتيات، وأكدت المسؤولة الأممية أن العالم مطالب بالعمل من أجل السلام.
3 آلاف امرأة
أما المتحدث الأممي دوجاريك، فقال إن النساء والفتيات في غزة يفقدن حياتهن ويواجهن مستويات "كارثية" من الاحتياجات الإنسانية.
وأوضح المتحدث الأممي أن نحو 3 آلاف امرأة، فقدن أزواجهن في الحرب، أو أصبحن معيلات لأسرهن، مشيرًا إلى أن التقديرات تشير إلى أن 70% ممن قتلوا في غزة من النساء والأطفال.
وأكد أن النساء ممن نجوا في غزة بحاجة للحماية والمساعدات الغذائية، في وقت يشكل الأطفال أكثر من نصف سكان القطاع، وتتخطى نسبة النازحين 90%.
نزيف حتى الموت
وروت المتحدثة باسم اليونسف تيس إنجرام، التي عادت أخيرًا من زيارة لغزة، إنها رأت أمهات ينزفن حتى الموت، وممرضة اضطرت لإجراء عمليات ولادة قيصرية لـ6 نساء حوامل متوفيات.
وأشارت إلى مولد نحو 20 ألف طفل في ظل "جحيم الحرب"، وأن هناك طفلًا يولد كل 10 دقائق، مشيرة إلى أن الوضع في غزة تحول من "مناسبة للاحتفال"، إلى "طفل آخر يخرج للجحيم".
وطالبت بتحرك دولي عاجل، قائلة: "رؤية أطفال حديثي الولادة وهم يعانون، بينما تنزف بعض الأمهات حتى الموت، يجب أن يقض مضاجعنا جميعًا".
ظروف ولادة كارثية
أما باسكال كويسار، منسقة الطوارئ بمنظمة أطباء بلا حدود في القطاع الفلسطيني، فتحدثت عن المحنة الكارثية التي تعشيها نساء غزة، الحوامل، بين القصف والمستشفيات المكتظة، في ظل نقص المعدات فبالإضافة لإرهاق الناتج عن الولادة، يتعين على هؤلاء النساء أن يتعاملن مع الضغط المستمر الناتج عن التفجيرات والتهجير والظروف المعيشية الكارثية، مع عدم اليقين بشأن ما يخبئه الغد.
تقول "كويسار"، إنه في ظل الشتاء وبرودة الطقس والأمطار، تم تهجيز تهجير هؤلاء النساء، ليعشن في خيام بلاستيكية نصبنها مع عائلاتهن.
أما عن ظروف الولادة للنساء في غزة فتصفها "كويسار"، بأنها مرعبة حاليًا، إذ إن معظم المستشفيات غير صالحة للعمل، ولم يتبق سوى عدد قليل، خاصة في الجنوب، لكنها مثقلة للغاية، ولذلك فإن العديد من النساء يلدن في مكان آخر غير المستشفى، والتقيت بعض اللاتي ولدن في خيامهن، والبعض الآخر ولدن في المراحيض في مواقع النازحين المنتشرة في أنحاء رفح".