في الوقت الذي تشير فيه استطلاعات رأي الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة إلى تأخر الرئيس الأمريكي جو بايدن، مقارنة مع الرئيس السابق دونالد ترامب، منحت ثلاثة مقاييس اقتصادية رئيسية، سارت في الاتجاه الصحيح بشكل مفاجئ، دفعة لحملة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بعد أشهر من التوقعات السيئة.
وبينما يروج بايدن، إلى أن الاقتصاد الأمريكي يواصل النمو، أظهر انخفاض نتائج الاستطلاع افتقارًا للتفاؤل.
وبحسب "أكسيوس"، تشير الدلائل إلى أن الفترة المقبلة ستكون أفضل بالنسبة للبيت الأبيض، إذ سجّل كل من مؤشري S&P 500 وDow، الصناعيين ارتفاعات جديدة، ما يؤكد أن أمريكا تتمتع بسوق صاعدة، فيما أغلق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 مرتفعًا بنسبة 1% تقريبًا، عن الرقم القياسي المسجل في 3 يناير 2022.
ويرى الاقتصاديون أن التضخم المرتفع تم التغلب عليه، فيما أظهرت أرقام التجزئة هذا الأسبوع إنفاقًا كبيرًا في العطلات فاق التوقعات المتفائلة، وهو ما يشير إلى أن الأمريكيين واثقون بما يكفي لمواصلة الإنفاق.
توقع بفوز ترامب
ويشير رون كلاين، كبير موظفي بايدن السابق، إلى تقرير من دافوس مفاده أن قادة الأعمال العالميين يتوقعون أن يفوز ترامب في مباراة العودة مع بايدن.
وكتب كلاين: "أعتقد أن العمالقة المتذمرين في دافوس هم بالتأكيد وراء المنحنى، الناس دائمًا يقللون من شأن جو بايدن وقد فعلوا ذلك مرة أخرى".
ويساعد انخفاض التضخم على رفع سوق الأسهم، وكلاهما يساعد على رفع معنويات المستهلك، فيما أظهرت نتائج انتخابات 2016 أن ترامب لا يحتاج لاقتصاد سيئ للفوز.
ويقول ديفيد أكسلرود، مستشار كبير سابق لباراك أوباما، إن هذا هو السيناريو المأمول لبايدن، مشيرًا إلى أن معنويات المستهلكين بشكل عام متأخرة عن الإحصاءات الاقتصادية، بينما لا يزال هناك 10 أشهر حتى الانتخابات، وقد تتحول المواقف بشأن الاقتصاد في اتجاه بايدن بحلول الوقت الذي يدلي فيه الأمريكيون بأصواتهم.
وتساءل: "هل يمكنك أن تتخيل كيف سيتباهى ترامب لو حصل على هذه الإحصائيات؟.. إلا أنه قال إنه من الأفضل أن تدع الناس يعرفون أنك تركز عليهم وليس على نفسك، وعلى إحراز التقدم بدلًا من انتزاع الفضل".
أسوأ رئيس
ويتبادل كل من، ترامب وبايدن، الاتهامات، في إطار السباق الانتخابي، الذي يتقدم فيه ترامب باستطلاعات الرأي حتى الآن.
وكشف استطلاع رأي في ديسمبر الماضي، أن بايدن يتمتع بأدنى نسبة تأييد مقارنة بآخر 7 رؤساء أمريكيين ترشحوا لإعادة انتخابهم لفترة رئاسية جديدة.
وذكرت مؤسسة "جالوب" للأبحاث، أن بايدن بدأ عام 2024 بمعدل تأييد منخفض وهو الأسوأ من أي رئيس، إذ بلغت نسبة تأييده في ديسمبر 39%.
فيما بلغت نسبة تأييد دونالد ترامب خلال الدورة الانتخابية الثانية له في 2019، 45%، وباراك أوباما في 2011 نسبة 43%، وجورج بوش في 2003 بنسبة 58%.
ودائمًا ما يعمد ترامب لمهاجمة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، ووصفه في يناير الحالي بأنه أسوأ رئيس للولايات المتحدة، متعهدًا بالفوز في الانتخابات الرئاسية المقبلة و"إنقاذ أمريكا".
وقال ترامب في خطاب استمر لساعتين أمام أنصاره في نيوتن بولاية آيوا، إن بايدن فاسد ويقود البلاد لحرب عالمية ثالثة، واصفًا عهد بايدن بأنه "سلسلة متواصلة من الضعف وعدم الكفاية والفساد والفشل".
فيما اتهم بايدن سلفه دونالد ترامب باستخدام خطاب "ألمانيا النازية"، وحذر من ترامب ووصفه بأنه خطر على الديمقراطية في الولايات المتحدة بعد ثلاثة أعوام من الهجوم على الكابيتول.
وقال بايدن، إن ترامب "تهديد للبلاد"، وأكد أنه وأنصاره "يتوسلون العنف السياسي"، وقال إن الرئيس السابق "يتحدث عن دماء الأمريكيين المسمومة، مستخدما بالضبط الخطاب نفسه الذي استخدم في ألمانيا النازية".