الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"الدعاية السلبية".. سلاح مرشحي الرئاسة الأمريكية للفوز في الانتخابات الأشرس

  • مشاركة :
post-title
الرئيسان.. السابق دونالد ترامب والحالي جو بايدن

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

مع دخول الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة عامها الحاسم، تلعب الدعاية السلبية، و"تبادل الاتهامات" عاملًا كبيرًا في الماراثون الرئاسي الأمريكي، قبل موعد الاقتراع العام المقرر في نوفمبر المقبل.

ويستخدم المرشحون الأمريكيون الدعاية السلبية والتقاط نقاط الضعف، سواء خلال المؤتمرات الحزبية من أجل كسب دعم الأعضاء للوصول إلى السباق النهائي، أو لإبعاد الجمهور عن اختيار مرشح الحزب المنافس.

بدا هذا واضحًا قبيل انتخابات 2020، عندما أطلق الرئيس السابق دونالد ترامب اتهامات للمؤسسات الأمريكية بتزوير الانتخابات، وحثَّ أنصاره على مراقبة مراكز الاقتراع، بعد أن تبادل المرشحان -آنذاك- الاتهامات والانتقادات بشأن التعامل مع جائحة فيروس كورونا.

وتتبلور النقاط السلبية التي يركز عليها المرشحون في الملفات المستعصية لدى الإدارة الموجودة في السلطة الحالية، مثل التضخم وأزمة الهجرة غير الشرعية. أو الأزمات الدولية التي تنخرط فيها واشنطن، مثل التعامل مع الصين أو الضربات الأخيرة على اليمن، وحتى للحياة الشخصية أو العمر.

تبادل الاتهامات

ودائمًا ما يكرر ترامب انتقاداته لعمر المرشح الديمقراطي جو بايدن (81 عامًا)، ويتهكم كثيرًا عليه بقوله أنه لا يعرف إلى أين يذهب؟، أو لا يدري ماذا يقول؟، ملمحًا إلى تقدمه في العمر، وإصابته بأمراض الشيخوخة.

في مطلع يناير الجاري، كرر المرشح الجمهوري المحتمل دونالد ترامب أمام تجمع حاشد لأنصاره في ماسون سيتي بولاية آيوا، الادعاء بأن انتخابات 2020 سُرقت منه.

وأضاف: "لن نسمح بحدوث هذا مجددًا. عليكم جميعًا البقاء في مراكز الاقتراع ومراقبتها، وإذا رأيتم أكياس قمامة تصل لمراكز التصويت عليكم إيقافها، لأن هؤلاء الأشخاص ملتوون ويعرفون كيفية الغش".

في اللقاء نفسه، اتهم ترامب خلفه جو بايدن بـ"إثارة المخاوف"، بعد أن قارن الرئيس الديمقراطي خطاب الملياردير الجمهوري بخطاب "ألمانيا النازية".

وقال "ترامب"، الذي وصف غريمه بـ"المحتال"، لأنصاره في آيوا إن "سجل بايدن هو عبارة عن سلسلة متواصلة من الضعف وعدم الكفاءة والفساد والفشل".

في المقابل، حذّر بايدن من "خطر" سلفه ومنافسه المرجح دونالد ترامب، على الديمقراطية في الولايات المتحدة، بعد ثلاثة أعوام من هجوم الكابيتول.

المرشح الحتمي

في أعقاب الضربات الأمريكية- البريطانية المشتركة على جماعة الحوثيين في اليمن، وجد ترامب سببًا مقنعًا لمهاجمة خصمه الديمقراطي جو بايدن.

وكتب الرئيس السابق على منصته: "نحن نُسقط القنابل في جميع أنحاء الشرق الأوسط، مرة أخرى -حيث هزمت داعش- ووزير دفاعنا، الذي اختفى للتو لمدة خمسة أيام، يدير الحرب من الكمبيوتر المحمول الخاص به في غرفة المستشفى".

وأضاف: "تذكروا أن هذه هي نفس العصابة التي "استسلمت" في أفغانستان، حيث لم تتم محاسبة أو طرد أحد. لقد كانت تلك اللحظة الأكثر إحراجًا في تاريخ الولايات المتحدة".

في المقابل، أشار بايدن إلى أن ترامب "يرفض إدانة العنف السياسي"، واصفًا ما حدث في الهجوم على الكونجرس الأمريكي في يناير عام 2021، والمعروف باسم "أحداث الكابيتول" بأنه "محاولة انقلاب".

وأشار بايدن إلى أن "أحد أفراد عصابات ترامب كان يحمل مطرقة ويبحث عن نانسي بيلوسي لقتلها"، لافتًا إلى أن "ترامب كان يلقب أفراد العصابات بالوطنيين".

مع هذا، اعتبر محللون أمريكيون أن فوز ترامب في ولاية أيوا يحمل رسائل مهمة، من بينها أنه أصبح "المرشح الحتمي"، وأن إنكاره المستمر لنتيجة انتخابات 2020 أقنع ملايين الأمريكيين، وأن الاتهامات القانونية الموجهة إليه غير كافية لصرف الناخبين عنه.

وبدا هذا جليًا في نتائج الانتخابات التمهيدية في آيوا، عندما قال ابن الرئيس السابق لبودكاست بي بي سي أمريكا: "الناس يريدون الرخاء والقوة لهذا البلد. كان لدى والدي أعظم اقتصاد في تاريخ الأمة، وأدنى معدل بطالة، وأدنى تضخم، وأدنى أسعار للوقود".

عدم الامتنان

منذ أيام، أشهر ترامب سلاحه الدعائي في وجه القاضية فاني ويليس -التي تعرف بأنها مهاجمة شرسة للرئيس السابق- بسبب علاقة عاطفية وصفت بـ"غير اللائقة" مع ناثان ويد، المحامي الذي عينته كمدعٍ خاص في إحدى القضايا المرفوعة ضد الرئيس السابق.

كما طارد ترامب القاضية "ويليس" بعبارات شخصية للغاية، واتهمها في أغسطس الماضي بإقامة "علاقة غرامية"، ووصفها بأنها "ملتوية وحزبية للغاية"، كما كتب على منصته الاجتماعية Truth Social.

بهذه الطريقة، شكك المرشح الجمهوري في صحة تهم الابتزاز التي وجهتها ضده القاضية ومتهمين آخرين العام الماضي، ما رفع أسهمه لدى الناخبين.

أيضا، قبل عام، وصف ترامب سفيرة الأمم المتحدة السابقة نيكى هالى بأنها "طموحة بشكل مفرط"، فيما اتهم حاكم فلوريدا رون ديسانتس وحاكمة فرجينيا جلين يونجكين بـ"عدم الامتنان".

وبحسب ما ذكرت صحيفة "ذا هيل"، يعتقد الرئيس السابق أن "هالى" و"ديسانتس" لا ينبغى أن يترشحا ضده بسبب علاقات ترامب السابقة معهما، على الرغم من أنه اعترف بأن هذا لن يوقفهما على الأرجح.

وأضاف ترامب: "أعرف كيف تمضي الحياة، وأعرف كيف تعمل السياسة، فالسياسة صورة مصغرة، لكنها أكثر شراسة من الحياة".

وتابع: "لقد ساعدت كل هؤلاء الناس. يمر الوقت ثم يريدون الترشح، لأنهم أشخاص طموحين، لكن استطلاعاتهم سيئة للغاية".

وخلال مناظرة المرشحين المحتملين للحزب الجمهوري، رون ديسانتيس ونيكي هالي، يناير الجاري. سأل جيك تابر، منسق المناظرة، المرشحة "نيكي" عما إذا كان الرئيس السابق دونالد ترامب "يتمتع بالشخصية التي تؤهله ليكون رئيسًا مرة أخرى".

عندها، عبّرت بوجهها عن "ازدرائها للفكرة لكن بمهارة شديدة"، حسب تحليل العميل الفيدرالي السابق جو نافارو للغة جسدها خلال المناظرة.