تصدرت رئيسة البنك المركزي التركي، حفيظة غاية أركان، عناوين الصحف التركية، والتي ظل اسمها في الكلمات الأكثر بحثا منذ أمس الخميس والمستمر حتى كتابة هذا التقرير في مؤشرات البحث في البلاد، إثر اتهامات ضد والدها بتعيينه بشكل غير رسمي مديرًا للبنك، واستغلاله منصبه في العديد من الإجراءات غير القانونية بحق الموظفين.
طرد موظفة
تقدمت بشرى بوزكورت موظفة بالبنك المركزي التركي، بشكوى إلى مركز الاتصال الرئاسي، قائلة إن والد حفيظة أركان، إيرول أركان، طردها من عملها، مشيرة إلى العديد من الإجراءات غير القانونية مثل تخصيص غرفة وحارس شخصي وسيارة له، وأضافت أنه تم تعيينه بشكل غير رسمي مديرًا في المصرف، وأنه مفوض في أمور مثل تعيين الموظفين وفصلهم، وفقًا لصحيفة "سوزجز" التركية.
وقالت "بوزكورت"، التي ذكرت أنها تعمل مسؤولة بروتوكول في الطابق الرئاسي للبنك المركزي منذ 4 سنوات، في شكواها، إنه أثناء مرور والد رئيسة البنك حفيظة أركان ووالدتها، قال لها: "هل يمكنك أن تأتي لزيارتي، أريد أن يدخل ويخرج مكتب الرئيس أشخاص موثوقون وأنت موظفة نثق بها"، ثم اتصل بقسم الموارد البشرية وأخبرهم أنني سأخدمهم من الآن فصاعدًا.
تفاصيل الواقعة
وبحسب صحيفة سوزجو، قالت "بوزكورت" "أجبت على "إيرول" بأنه لديّ طفل يبلغ من العمر 7 سنوات يجب أن أقله من المدرسة كل يوم. وأنا امرأة متزوجة، قد يكون من الصعب عليّ العمل حتى ساعات متأخرة، فغضب وقال بصوت عالٍ أنا أعتبر الموظف الذي يقول هذا لا يعمل.. لقد جئنا من أمريكا من أجلك.. لقد تعطل برنامجنا بالكامل.
وأضافت "بوزكورت": هددني إيرول قائلًا "لن أسمح لك بالبقاء في مكان عملك"، وبعد الواقعة، تلقيت تعليمات بمغادرة البنك. وعندما تحدثت إلى مدير خدمات الدعم لدينا، قال لي إنها تعليمات والد رئيسة البنك ولسوء الحظ، ليس هناك ما يمكننا القيام به.. أطلب بكل احترام إعادتي إلى منصبي".
اتهامات تلاحق والد "حفيظة"
قالت "بوزكورت" في التماسها عن والد رئيسة البنك، إيرول أركان: "إن ما أجده غريبًا هو أن هناك غرفة مخصصة له ويمكنه السيطرة علينا بهذه الطريقة.. حتى إنه يعطي الأوامر للمديرين العامين"، مضيفة أن إيرول يستفيد من جميع أنواع الفرص التي يوفرها البنك، وأنه جاء إلى البنك بسيارة حفيظة الرسمية في حين أنها بالولايات المتحدة الأمريكية.
وذكرت "بوزكورت" أن "إيرول أركان" استخدم غرفة نائب الرئيس، وساعد في رعاية ابن الرئيسة حفيظة مع جليسة أطفال خاصة في هذه الغرفة، وأنه تم تشرد العديد من الموظفين وطردهم بناء على تعليماته.
تأكيد مسؤول
وقال أحد مسؤول البنك، إن المنشأة الاجتماعية للبنك في أنقرة والتي تم إغلاقها بحجة التجديد بناء على تعليمات "حفيظة"، وأن الطهاة والنادلين العاملين هناك تم تخصيصهم بالكامل لأوامر الرئيسة وعائلتها، مضيفًا أن السبب الرئيسي لإغلاق هذا المكان حتى يعملون بشكل كامل لخدمتهم.
وذكر المسؤول أنه ليس الأب فحسب، بل والدة حفيظة أركان، غامزي أركان، غالبًا ما تكون في البنك لرعاية الطفل وإعطاء التعليمات لموظفي البنك على الرغم من أنه ليس مصرحًا لها بالقيام بذلك، وأضاف أن المعلومات التي تفيد بأنه تم تخصيص سيارة رسمية وغرفة مكتب لوالد الرئيسة حفيظة، إيرول أركان، صحيحة، قائلًا: "على الرغم من أنه لم يكن لديه أي واجب رسمي في البنك، إلا إن والد الرئيسة حفيظة عمل سكرتيرًا خاصًا للبنك، ويتدخل في شؤون العديد من الوحدات الإدارية، وخاصة الموارد البشرية، ويتلقى المعلومات من رؤساء هذه الوحدات ويعطي تعليمات مباشرة لهم، ويطبق بشكل خاص العنف النفسي الشديد على العديد من الموظفين".
وأشار المسؤول إلى أن الموظفين العاملين في الطابق الرئاسي يغيرون واجباتهم باستمرار بين إسطنبول وأنقرة، متجاهلين سلامة أسرهم، وأن العديد من الموظفين يتم الاحتفاظ بهم بشكل تعسفي في البنك حتى ساعات الصباح وإجبارهم على العمل الإضافي، وأضاف أنه يتم إعداد وجبات الطعام الخاص لابن الرئيسة وأمها وأبيها بشكل منفصل وفي أوقات مختلفة.
ردّ حفيظة
وبعد أن نشرت الصحيفة التركية تصريحات "بوزكورت"، أدلت رئيسة البنك المركزي حفيظة أركان بتصريح على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "إكس"، عبرت فيها عن صدمتها وحزنها، قائلة: "في الآونة الأخيرة، ومن خلال استهدافي وعائلتي، تم تداول أخبار تزعزع الثقة في مصرفنا، وهي أخبار كاذبة ولا تتوافق مع الحقائق".
وأكملت: أود أن أشارك الجمهور دهشتي وحزني إزاء هذه الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة، والتي علمت بها خلال الاجتماعات المثمرة للغاية التي عقدناها مع شخصيات مهمة في عالم الاقتصاد والأعمال أثناء وجودي في الولايات المتحدة". مضيفة: "الأخبار التي لا أساس لها من الصحة والتي تتهمني وتتهم مصرفنا غير مقبولة على الإطلاق، وسأستخدم حقوقي القانونية اللازمة ضد المغرضين".
استقالة قريبة
وذكر موقع " 10Haber "إن أركان موجودة في الولايات المتحدة منذ 18 يومًا، وأن النقاش بدأ على نطاق واسع بين الموظفين حول أن الرئيس رجب طيب أردوغان لديه أيضًا مخاوف بشأن أركان، وأنها ستضطر إلى تقديم استقالتها ومغادرة البنك المركزي في المستقبل القريب.
ونشر الموقع أنه على الرغم من أن المقابلة التي أجرتها رئيسة البنك المركزي مع أحمد هاكان من صحيفة "حريت" كان لها تأثير كبير على الجمهور، إلا إنه يقال إن الأمور تغيرت بعد ذلك. وأخيرًا، جاءت أحدث الضربات لأركان في الأخبار التي نشرتها صحيفة "سوزجو" أمس الخميس، والتي تفيد بطرد موظفة لأنه لم تقبل المنصب الذي أراده لها والد "أركان"، ومن ثم بدأت تعود الشائعات التي كانت تنتشر خلف الكواليس منذ فترة، وأبرزها حصول عائلتها على مكتب في البنك المركزي وتدخلهم في شؤون الموظفين.
ووفقًا للموقع، انتشرت الأقاويل أن والد أركان كان يشارك باستمرار في شؤون البنك في مكاتب البنك المركزي في إسطنبول وأنقرة. وتم الحديث مرارًا وتكرارًا عن أنه أخذ زمام الأمور بمفرده وقدم وعودًا للموظفين بشأن العديد من القضايا.
وذكر الموقع أنه لم ير موظفو البنك المركزي "أركان" في الأيام الأخيرة، لكن لم تكن هناك معلومات حول مكان وجودها وعلمنا أنها ذهبت إلى الولايات المتحدة عشية رأس السنة الجديدة، قبل اجتماعات 10-11 يناير، مضيفًا أن أركان ربما تنوي البقاء في الولايات المتحدة بعد اجتماعات نيويورك.