يواجه الجيش الأمريكي نقصًا حادًا في المعلومات الاستخباراتية حول الأهداف المهمة لمواقع إطلاق النار الحوثية، التي أعلن عنها بهدف حماية حركة الملاحة في البحر الأحمر، وعلى الرغم من الهجمات المتتالية التي شنّها الأسطول الأمريكي والبريطاني بصورة مشتركة يومي الخميس والجمعة الماضيين، إلا إن تلك الضربات لم تتمكن من تقليص قدرة الحوثيين على مهاجمة أهداف أخرى.
ونفذ الجيش الأمريكي والبريطاني، يومي الخميس والجمعة الماضيين، عشرات الغارات الجوية المتتالية، على 60 هدفًا للحوثيين في أربع محافظات بأجزاء مختلفة من اليمن، بما في ذلك العاصمة صنعاء ومدن الحديدة وتعز وصعدة، والتي وصفتها القيادة المركزية الأمريكية بأنها مواقع مرتبطة بهجمات الطائرات بدون طيار والصواريخ، والتي استهدفت السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن.
القدرات الهجومية للحوثيين
وكشفت صحيفة نيويورك تايمز نقًلا عن مسئولين أمريكيين، أن تلك الضربات الجوية التي استهدفت مواقع الحوثيين في اليمن لم تؤثر بشكل مباشر، على القدرات الهجومية لجماعة الحوثي، مشيرين إلى أنها تسببت في أضرار بـ90% من الأهداف المستهدفة، ولكن مع ذلك لا تزال جماعة الحوثي تحتفظ بثلاث أرباع قدرتها، والتي تمكنها من إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار مرة أخرى على السفن التي تعبر البحر الأحمر.
وحذر المسؤولون الأمريكيون من أن الحوثيين ما زالوا يحتفظون بمنصات متنقلة للصواريخ، والتي يمكن تحريكها وإخفاؤها بسهولة عن أعين الأجهزة، لافتين إلى أن ذلك يمكنهم من تثبيت المنصات وإطلاق الصواريخ وفكها سريعًا، ثم نقلها لأماكن أخرى، ووفقًأ للصحيفة فإن القوات المشتركة الأمريكية والبريطانية رغم إطلاق أكثر من 150 قذيفة ذخيرة موجهة بدقة على 60 هدفًا حوثيًا، ولكن التأثير وصل إلى 30% فقط من قدرات الحوثيين.
نقص المعلومات
وحول سبب ذلك أكدت الصحيفة على لسان المسؤولين الأمنيين الأمريكيين، أن الواقع أثبت صعوبة العثور على أهداف الحوثيين، مشيرين إلى أن ذلك يعود كون وكالات المخابرات الأمريكية والغربية الأخرى لم تنفق موارد مالية أو تبذل مجهودًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، لجمع بيانات حول موقع الدفاعات الجوية للحوثيين، ومراكز القيادة ومستودعات الذخيرة ومرافق التخزين والإنتاج للطائرات بدون طيار والصواريخ.
تحديات خطيرة
وكشفت الصحيفة أن نقص المعلومات الاستخباراتية يعتبر تحديًا خطيرًا يواجه إدارة الرئيس الحالي جو بايدن وحلفاؤه، الذين يحاولون ردع جماعة الحوثي وتأمين طرق الشحن الحيوية بين أوروبا وآسيا، ومنع توسع رقعة القتال بسبب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 100 يوم.
وأشاروا أيضًا، إلى أنه بسبب ذلك النقص في المعلومات يعمل المحللين الأمريكيين على متابعة وفهرسة المزيد من الأهداف المحتملة للحوثيين كل يوم.
وأكد العسكريون أن القصف الجوي والبحري، يومي الخميس والجمعة، يكشف خطورة نقص المعلومات، موضحين أن الموجة الأولى يوم الخميس من الضربات التي قادتها الولايات المتحدة الأمريكية في العديد من المواقع التابعة للحوثيين، يسميها الجيش "الاستهداف الديناميكي"، إذ تبين أن الضربة التالية يوم الجمعة، كان هجوم إعادة على منشأة رادار تم قصفها من قبل ولكن لم تدمر.
ضربات أخرى
وحول إمكانية ضرب الحوثيين بمزيد من الصواريخ، عن طريق هجمات إضافية، أكد المسؤولون أن ذلك يعود إلى ما سيسفر عنه تقرير المراجعة للأضرار الناجمة عن الغارات الجوية الماضية، آملين بعدم قيام الحوثيين بأي عمليات أخرى في البحر الأحمر، أو الرد على الضربات الأمريكية لأنها لن تكون مؤثرة بشكل عام.
واستبعد العسكريون وجود أي خسائر في أرواح المدنيين اليمنيين جراء الغارات، كون غالبية المواقع التي تم استهدافها كانت ريفية وجبلية وأخرى ذات كثافة سكانية منخفضة للغاية، تحتوي على منصات صواريخ التي تعرقل حرية الملاحة الدولية والمياه الدولية، ولكنهم مستعدون في الوقت نفسه لأي هجوم انتقامي.