الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الصبر على نتنياهو ينفد.. تغير في اللهجة الأمريكية مع إسرائيل بشأن حرب غزة

  • مشاركة :
post-title
بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

بعد مرور 105 أيام على بدء الحرب، التي لم تضع أوزارها حتى الآن في غزة، لم تكن البدايات كالنهايات، فالدعم المفتوح واللامحدود من الإدارة الأمريكية لإسرائيل يبدو أنه دخل مرحلة جديدة، ويفصح عن ذلك تغير اللهجة الأمريكية الرسمية بعض الشيء من ذلك الصراع.

ومنذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023، قدّم بايدن لإسرائيل دعمًا كاملًا شمل مساعدات عسكرية وسياسية غير مسبوقة، دفع مقابله ثمنًا سياسيًا باهظًا في قاعدة الحزب الديمقراطي خلال عام الانتخابات، لكن خلف الكواليس هناك دلائل متزايدة على أنه بدأ يفقد صبره مع نتنياهو، بحسب مسؤولين أمريكيين كبار، وفق موقع "واللا".

تصريحات وعكسها

قبل أسبوع من الآن، سعى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، خلال مؤتمر صحفي في تل أبيب، إلى تبرئة إسرائيل من تهمة ارتكاب جرائم إبادة في قطاع غزة المحاصر، قائلًا إن "تهمة الإبادة الجماعية لا أساس لها من الصحة، إنه أمر مزعج بشكل خاص بالنظر إلى أن أولئك الذين يهاجمون إسرائيل، حماس وحزب الله والحوثيين، فضلاً عن داعمتهم إيران، يواصلون الدعوة علنًا إلى إبادة إسرائيل والقتل الجماعي لليهود".

وفي ما يبدو لأول مرة تدعو واشنطن عبر متحدث رسمي إسرائيل إلى التزام بالقوانين الدولية خلال حربها في القطاع، إذ قال ماثيو ميلر، المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، في مؤتمر صحفي، "إن على إسرائيل التزام القوانين الدولية خلال حربها في قطاع غزة، وأن بلاده ستواصل حديثها مع إسرائيل للابتعاد عن تدمير البنية التحتية بما فيها الجامعات والعمل على حماية المدنيين في غزة، وعلينا جميعًا أن نعيد بناء القطاع عندما ينتهي النزاع الجاري".

نتنياهو يرد

لكن بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، قال في كلمة له يوم الخميس: "سنواصل القتال في غزة بكل قوة حتى تتحقق أهدافنا من خلال العمل العسكري، وأن إسرائيل لن تُنهيها دون استعادة جميع المحتجزين في قطاع غزة، وأن الحرب ستتواصل في كل الجبهات حتى تحقيق الأهداف التي وضعناها"، مؤكدًا أن قواته حققت جزئيًا بعض الأهداف المتعلقة بالحرب ولديه التزام كامل بإنهاء المهمة وعدم التوقف قبل ذلك.

حل الدولتين

من الخارجية إلى مستوى رسمي أمريكي أعلى، إذ قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية: "الولايات المتحدة لن تتوقف عن العمل لتحقيق حل الدولتين لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وستكون هناك غزة ما بعد الصراع ولن يعاد احتلالها"، لافتًا إلى أن عدد القتلى في صفوف المدنيين بقطاع غزة كبير جدًا.

وفيما يبدو أنه رفض للتصريحات الأمريكية بإقامة الدولة الفسطينية، قال "نتنياهو"، في مؤتمر صحفي في تل أبيب: "في أي ترتيب مستقبلي تحتاج إسرائيل إلى السيطرة الأمنية على جميع الأراضي الواقعة غرب الأردن، وهذا يتعارض مع فكرة السيادة الفلسطينية، وهذا الصراع لا يدور حول غياب الدولة الفلسطينية بل حول وجود دولة، الدولة اليهودية".

وسُئل المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر عن تعليقه على تصريحات نتنياهو، ليرد: "لا أريد أن أصف تصريحاته، لكنني سأقول إن هناك فرصة تاريخية أمام إسرائيل للتعامل مع التحديات التي واجهتها منذ تأسيسها، ونأمل أن تغتنم هذه الفرصة".

اتساع هوة الخلاف

وسائل إعلام عبرية كثيرة بدأت تتحدث عن اتساع هوة الخلاف بين أمريكا وإسرائيل بسبب رفض "نتنياهو" لكل الطلبات التي طرحتها الولايات المتحدة الأمريكية للوصول إلى حل، لدرجة وصلت إلى عدم تواصل الرئيس الأمريكي جو بايدن مع نتنياهو لمدة 20 يومًا، وفق موقع "واللا" العبري.

أحد كبار المسؤولين الأمريكيين وصف الوضع الحالي بين بايدن ونتنياهو بأنه "فظيع، فصبر الرئيس بدأ ينفد"، وأن بايدن وغيره من كبار المسؤولين في إدارته يتزايد الإحباط لديهم من سلوك نتنياهو بعد رفضه لجميع الطلبات الأمريكية تقريبًا في الآونة الأخيرة في ما يتعلق بالحرب في غزة والوضع في الضفة الغربية المحتلة.