قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأربعاء، إن خطر اندلاع حرب نووية يتصاعد، لكنه أكد أن روسيا لم "يصبها الجنون" وإنها تعتبر ترسانتها النووية رادعًا دفاعيًا ليس إلا، موضحًا: "نعتبر أسلحة الدمار الشامل، السلاح النووي، بمثابة وسيلة دفاع. (اللجوء إليها) يستند إلى ما نسميه "الرد انتقامًا" إذا تعرضنا لضربة، نضرب ردًا على ذلك".
وأضاف الرئيس الروسي خلال اجتماع لمجلس لحقوق الإنسان التابع له، إن روسيا ستدافع عن أراضيها وحلفائها "بكل الوسائل المتاحة"، مضيفًا أن الولايات المتحدة، وليست روسيا، هي التي نشرت ما يسمى بالأسلحة النووية "التكتيكية" في دول أخرى.
وأقر الرئيس الروسي بأن النزاع في أوكرانيا "طويل"، مع إشادته بـ"النتائج المهمة" التي تحققت، في إشارة إلى إعلانه ضم أربع مناطق أوكرانية.
وأضاف بوتين: "بالتأكيد، إنها عملية طويلة"، قبل أن يشيد بـ"ظهور أراضٍ جديدة" وبـ"نتيجة مهمة بالنسبة لروسيا".
الدرجة الثانية
من جهه أخرى، أوضح بوتين خلال خطابه، أن الغرب ينظر إلى روسيا باعتبارها دولة "درجة ثانية" ليس لديها الحق في الوجود على الإطلاق، مؤكدًا أن موسكو ستدافع عن حقوقها بكل الوسائل المتاحة لها.
وأضاف بوتين في حديثه، "لم نصب بالجنون، فنحن ندرك ما هي الأسلحة النووية.. لدينا هذه الوسائل على نحو أحدث وأكثر تقدمًا من أي دولة نووية أخرى.. هذه حقيقة واضحة. لكننا لسنا على وشك الركض في أنحاء العالم ملوحين بهذا السلاح مثل شفرة حلاقة".
وأضاف الرئيس الروسي، إنه لا يوجد سبب للقيام بجولة ثانية من التعبئة في هذه المرحلة، بعد استدعاء 300 ألف جندي من قوة الاحتياط في سبتمبر وأكتوبر الماضيين، موضحًا "في ظل هذه الظروف، لا معنى للحديث عن أي تعبئة إضافية".
وأضاف بوتين أن روسيا نشرت ما يقرب من نصف الرجال الذين تم تجنيدهم خلال التعبئة الجزئية لجنود الاحتياط أي نحو 150 ألف جندي في أوكرانيا.
وقال بوتين: "من بين 300 ألف من مقاتلينا الذين تمت تعبئتهم ورجالنا والمدافعين عن الوطن، يوجد 150 ألفًا في منطقة العمليات"، مضيفًا أن 77 ألفًا منتشرون بشكل مباشر في مناطق القتال، وأقر بـ"طول" النزاع في أوكرانيا.
"تحيز" ضد روسيا
من جهه أخرى، أوضح الرئيس الروسي، أن الأمم المتحدة وعددًا من المنظمات الدولية بالإضافة إلى قنوات الإعلام الغربي يأخذون موقفًا معاديًا لروسيا، مضيفًا "فقط بعد بدء العملية العسكرية الخاصة رأى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ومجلس أوروبا وغيرهما من منظمات حقوق الإنسان المزعومة النور فجأة، وبدأوا بلا خجل في إظهار تحيزهم السافر"، موضحًا أن "هذا يعني أن هذه الهيكليات غير قادرة على أداء مهامها بموجب القانون".
وقال "بوتين" إن منظمات حقوق الإنسان الغربية أنشئت "بشكل أساسي كأداة للتأثير على السياسة الداخلية لروسيا وخصوصًا للبلدان الأخرى في الاتحاد السوفيتي السابق".
كما اتهم الرئيس الروسي وسائل الإعلام الأجنبية بنشر "أكاذيب خسيسة" و"أكاذيب فاضحة" حول هجوم موسكو، منددًا بما وصفه بأنه "عنصرية صريحة" و"كراهية عدوانية لروسيا".
وبعد شن هجومها في أوكرانيا، تبنت روسيا سلسلة من القوانين التي تعاقب على وجه الخصوص أولئك الذين "يشوهون" صورة القوات المسلحة الروسية التي يتهمها مسؤولون أوكرانيون بارتكاب انتهاكات.
من جهه أخرى، قال مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة يوم الأربعاء إن 441 مدنيًا على الأقل قتلوا على يد القوات الروسية في الأيام الأولى من الحرب على أوكرانيا، موثقًا حالات إعدام بلا محاكمة وهجمات في عشرات البلدات على مستوى ثلاث مناطق.
ورجّح المكتب أن العدد الفعلي للضحايا في مناطق كييف وتشيرنيهيف وسومي أعلى من ذلك بكثير، وذلك في تقرير يتناول الضحايا منذ بداية الحرب 24 فبراير وحتى أوائل أبريل، عندما انسحبت القوات الروسية من المناطق الثلاث.
وأورد التقرير الأفعال محل النظر التي ارتكبتها القوات المسلحة الروسية المسيطرة على هذه المناطق وأدت إلى وفاة 441 مدنيًا (341 رجلا و72 امرأة و20 صبيا وثماني فتيات)، وجمع المكتب الأدلة من 102 بلدة وقرية، وذلك من خلال بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا. ولم ترد وزارتا الخارجية والدفاع الروسيتان على طلب للتعليق.