فاز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بأغلبية ساحقة في المنافسة الأولى من السباق الجمهوري بولاية أيوا، بأكبر عدد من الأصوات في جميع مقاطعات الولاية البالغ عددها 99 مقاطعة باستثناء واحدة، خسرها بصوت واحد، إذ حصل على 51% من الأصوات، وهو رقم قياسي مُتقدمًا بفارق 30 نقطة عن أقرب منافسيه وأكثر من منافسيه الرئيسيين مجتمعين.
صحيفة الـ"ديلي ميل" البريطانية وصفت فوز ترامب بـ"التاريخي وبداية كابوس جديد لمعظم مواطني أمريكا وحلفائها في جميع أنحاء العالم"، مشيرة إلى أن ذلك الفوز يحكم على أمريكا بإعادة سباق ترامب وبايدن لعام 2020، معتبرة أن غالبية الأمريكيين أوضحوا أن هذا التكرار لا يريدونه، لكنهم عاجزون عن إيقافه.
بينما رأت إن القوة العظمى التي تتمتع بها أمريكا كانت دائمًا تتلخص في قدرتها على تجديد نفسها، ونقل عصا القيادة إلى الأجيال الجديدة والفكر الجديد، وأن هذا ما جعلها في المقدمة لفترة طويلة وأحبط الكثير من التنبؤات الخاطئة بزوالها، لكن لا يمكن أن يحدث ذلك في عام 2024 إذا كان الاختيار هو ترامب أو بايدن.
رهبة لحلفاء أمريكا
وأضافت الصحيفة "سواء كان ذلك مناسبًا لأمريكا وبقية العالم فهذه مسألة أخرى، فإن الفوز الساحق الذي حققه دونالد ترامب في المؤتمرات الحزبية بولاية أيوا لترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة لعام 2024 قد انتهى إلى حد كبير في اليوم الذي بدأ فيه"، لافتة إلى أن "الاحتمال المتزايد لرئاسة ترامب لا يجلب سوى الرهبة لحلفاء أمريكا، حتى بين الحكومات ذات التوجه المحافظ، أما بالنسبة لأعدائها، فالخطر يكمن في تزايد الفرص المتاحة لهم لزرع الأذى".
وبينما ينعم ترامب بانتصاره المثير للإعجاب، لا بد أن الرئيس الأوكراني زيلينسكي في كييف يتساءل عن التقدم الذي يمكن أن يحققه ضد روسيا في أوكرانيا قبل أن تهدد رئاسة ترامب الثانية بتقويض جهوده الحربية، إذ إن المستشاريات الأوروبية استيقظت صباح الأربعاء، على حقيقة قاسية متمثلة في أن الرئيس القادم المحتمل للولايات المتحدة يمكن أن يدمر صرح "الناتو" بأكمله في وقت تحتاج فيه أوروبا إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أكثر من أي وقت مضى، وفق الصحيفة.
سنوات الارتباك
ويفكر حلفاء أمريكا بالشرق الأوسط وآسيا في سنوات جديدة من الارتباك وعدم اليقين، وهي طريقة عمل ترامب في الحكم، أما بالنسبة لأمريكا، فإن هذا يهدد بالعودة إلى الانقسام والفوضى، وحتى العنف، وفق الصحيفة.
وذكرت الصحيفة "أنه في الوقت الذي تضطر فيه أمريكا إلى مواجهة التحديات الجديدة في القرن الحادي والعشرين والعالم الذي يبدو فجأة أكثر خطورة مما كان عليه حتى قبل عقد من الزمن، فإن آخر شيء تحتاجه هو مسابقة الشيخوخة بين اثنين من رجال الأمس.
واكتسح ترامب كل شيء أمامه، ولم يفز بأغلبية الإنجيليين في المناطق الريفية والبلدات الصغيرة فحسب، بل تقدم بشكل واضح حتى بين الجمهوريين الأكثر اعتدالًا في الضواحي، فكل شيء تقريبًا سار على ما يرام بالنسبة لترامب، وفق الصحيفة البريطانية.
رون ديسانتيس
حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، الذي كان يُنظر إليه ذات يوم على أنه أفضل أمل للتغلب على ترامب، احتل المركز الثاني بنسبة 21% من الأصوات، بعدما أنفق عشرات الملايين في ولاية أيوا، وطرقت حملته مليون باب، وزار جميع المقاطعات، وحصل على دعم حاكم ولاية أيوا الشعبي و إنجيليته، ومع ذلك فإن كل ما استطاع فعله أن ياتي في المرتبة الثانية، وفق الـ"ديلي ميل".
وبطبيعة الحال، فإن ولاية أيوا لا تمثل أمريكا على الإطلاق، وسيزعم البعض أن نتيجة فوز ترامب تمثل إلى حد كبير، البيض، والريفيين، والمدن الصغيرة، والإنجيليين، وذوي الياقات الزرقاء، وغير المتعلمين بالجامعات، وهي قاعدة يسيطر عليها ترامب، التي ستمنحه الترشيح.
إضافة إلى أنه لعدة أشهر، كان الاقتصاد هو الأكثر أهمية في ولاية أيوا، وقد أحرز ترامب درجات عالية في هذا الصدد، ولكن في الأسابيع الأخيرة، عندما أصبحت الفوضى على الحدود الجنوبية لأمريكا أكثر وضوحًا، أصبحت الهجرة القضية الأولى بالنسبة للناخبين في مؤتمر أيوا، وهو ما كان بمثابة هدية لموقف ترامب المتشدد بشأن الهجرة.