"يمكن لروسيا مهاجمة دول البلطيق وفنلندا والسويد".. بهذه الكلمات فاجأ القائد الأعلى للقوات المسلحة السويدية ميكائيل بيدين، المواطنين السويديين مطالبًا إياهم بالاستعداد ذهنيًا للحرب.
فالسويد التي لا يعرف معظم مواطنيها أي شيء عن وقائع الحرب منذ نحو 200 عام، ولم تشارك في أي نزاع مسلح منذ حروب نابليون، فقد أثارت الدعوات الرسمية التي أطلقها الجيش والحكومة إلى الاستعداد للحرب جدلًا حادًا وموجات من القلق.
دعوة للاستعداد للحرب
صحيفة "أفتون بلادت" السويدية أعدت تقريرًا حول دعوة المواطنين السويديين للاستعداد إلى حرب محتلمة مع روسيا، مشيرة إلى أن هناك عدة أحداث وراء تدهور الوضع الأمني في البلاد، وأن المخابرات السويدية أشارت إلى أن هذا الوضع سببه التهديدات المتزايدة، وقبل كل شيء حرب روسيا ضد أوكرانيا.
وزير الدفاع السويدي "كارل أوسكار بوهلين" قال في مؤتمر صحفي: "قد تحدث حرب في السويد وأحذر من أي تراخٍ في هذا المجال"، وبعدها بأيام طرح القائد الأعلى للقوات المسلحة السويدية "ميكايل بيدن"، الفكرة نفسها وعرض منازل محترقة ومدمرة جراء القصف في أوكرانيا، وسأل "هل تعتقدون أن هذه يمكن أن تكون السويد؟"، مؤكدًا أنه لا يطرح مجرد سؤال بسيط.
استعداد المجتمع
"ميكائيل بيدن" قال إن روسيا التي تواصل القتال وتستثمر بكثافة في حربها العسكرية المصطنعة رغم خسائرها الفادحة في ساحة المعركة، وعندما نستخدم كلمة الحرب فإنها تهتز وتخلق ردود أفعال، لكن ما أبحث عنه هو الاستعداد في المجتمع، مؤكدًا أن بإمكان روسيا مهاجمة دول البلطيق والسويد وفنلندا.
وتابع "لا يوجد تهديد فوري، وليست القوات المسلحة وحدها هي التي تقول إن الحرب قد تأتي إلى السويد" فيما تحدث العديد من وزراء السويد بعبارات مماثلة، إذ يبدو أن هذه استراتيجية واضحة لزيادة الوعي في السويد بأن الجميع يعيش فيما نسميه أوقات الجدية، وفق الصحيفة السويدية.
"ميكائيل بيدن" كان واضحا في قوله "إن الخطر المباشر على السويد لم يتزايد، فإن القوات البرية في روسيا مقيدة في أوكرانيا، لكن على الرغم من الخسائر الفادحة بينهم فهم يواصلون حشد الأفراد، ووضعوا صناعتهم الدفاعية على أهبة الاستعداد للحرب، وينتجون الكثير من الأسلحة والعتاد، ولديهم الطموح للتوسع نحو الجزء الغربي، وهذا ما ورد في خططهم"، وفق صحيفة "أفتون بلادت" السويدية.
السويد ليست مجهزة
القائد الأعلى للقوات المسلحة السويدية أعرب عن قلقه من أن السويد ليست مجهزة بما يكفي لمواجهة أي هجوم من روسيا، متسائلًا: "إذا كان ما يحدث في أوكرانيا قد حدث في السويد غدًا أو بعد غد، فما مدى استعدادنا؟ هناك الكثير للقيام به هنا"، فيما تقوم السويد حاليًا بتحديث دفاعاتها، والتحاق المزيد من المواطنين بالخدمة العسكرية في المستقبل، حتى أولئك الذين لا يريدون القيام بها، ويتزايد تمويل الدفاع، لكن القائد الأعلى للبلاد لا يزال يشعر بالقلق من عدم قدرته على النمو بالسرعة التي يريدها الساسة، وفق الصحيفة.
قلق لدى الأطفال
منظمة "بريس" غير الحكومية ذكرت أنها سجلت زيادة كبيرة في عدد الاتصالات الهاتفية بخط الطوارئ الخاص بها من أطفال قلقين من احتمالات الحرب، وقال الأمين العام للمنظمة "ماجنوس ياجرسكوج" في بيان إن "العديد من الأطفال يعانون ارتفاع مستوى القلق لديهم بسبب هذه المعلومات".
وتحدث عن عدد من مجموعات المتاجر، حيث ارتفعت مشتريات سلع مثل أجهزة اللاسلكي للطوارئ والصفائح ومواقد التخييم.
رد روسي
أما روسيا فسخرت من التصريحات السويدية، وكتبت السفارة الروسية في السويد على منصة إكس "ربما يجب على القادة السويديين الكف عن دفع شعبهم إلى الرهاب".