قالت عادلة هاشم المحامية بالمحكمة العليا لجنوب إفريقيا، اليوم الخميس، إن النظام الإسرائيلي يتبع سياسة الفصل العنصري بحق الفلسطينيين في غزة وينتهك حقوق الإنسان، وفرضت إسرائيل حصارًا على القطاع، مؤكدة أن إسرائيل ألقت 6000 قنبلة على القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وأضافت "هاشم"، في أولى جلسات الاستماع العلنية، بالدعوى التي أقامتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية للفلسطينيين في قطاع غزة، أن الحصار الذي فرضته قوات الاحتلال على الفلسطينيين هو "قاتل صامت"، لافتة إلى أن مستقبل الفلسطينيين في قطاع غزة سيتوقف على قرار المحكمة الدولية.
محاكمة إسرائيل
وانطلقت، صباح اليوم الخميس، أولى جلسات الاستماع العلنية، بمحكمة العدل الدولية، في الدعوى التي أقامتها جنوب إفريقيا في أواخر ديسمبر تتهم فيها دولة الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب إبادة جماعية للفلسطينيين في قطاع غزة.
ومن المقرر أن تستمر جلسة الاستماع لمدة يومين، الأمر الذي قد يدفع المحكمة إلى إصدار أمر بتعليق طارئ للحملة العسكرية الإسرائيلية في القطاع.
وقدمت جنوب إفريقيا، دعوى تضم 84 صفحة، تتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية من خلال قتل الفلسطينيين في غزة، والتسبب في أضرار عقلية وجسدية خطيرة، والإخلاء القسري، والجوع على نطاق واسع، وذلك من خلال خلق الظروف "المحسوبة لتحقيق تدميرهم الجسدي".
الإبادة الجماعية
وفى ذات السياق أعلن ممثلو جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، أن إسرائيل انتهكت المادة الثانية من اتفاقية منع الإبادة الجماعية، وممارساتها العدوانية تجعل الحياة في قطاع غزة غير ممكنة، وعرضت إسرائيل الفلسطينيين في غزة لأكبر حملات القصف الممنهجة في العصر الحديث على مدار 96 يومًا.
وعرض ممثلو جنوب إفريقيا أمام المحكمة الدولية وثائق وفيديوهات تظهر إمعان جيش الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وأكدوا أن إسرائيل تعمدت قتل الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بمستوى مكثف حتى صار مكانًا غير آمن، ويتعرضون لقصف إسرائيلي لا يتوقف بكل مكان بالقطاع، وهناك نصف مليون فلسطيني في قطاع غزة بلا منشآت سكنية جراء القصف الإسرائيلي.
انتشار الأمراض والأوبئة
أوضحوا خلال جلسة الاستماع الاولي أن 80% من الفلسطينيين في قطاع غزة يعانون مستويات عالية من الجوع تصل إلى حد انعدام الأمن الغذائي، وكميات المياه في القطاع غير كافية والصحة العالمية حذرت من انتشار الأمراض والأوبئة.
وأضافوا أن الهجمة العسكرية الإسرائيلية على القطاع الصحي في غزة جعلت الحياة مستحيلة، والمصابون في القطاع محرومون من الرعاية الصحية اللازمة لإنقاذ حياتهم، والأمراض والجوع تفتك بالقطاع.
وتابعوا: إسرائيل استخدمت أسلحة دمار شامل استهدفت المدنيين ودمرت منازل الفلسطينيين والبنية التحتية في غزة، وكل الأدلة التي ذكرناها أمام المحكمة تثبت توافر النية لدى إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، وما أثبتته الوقائع يقتضي تدخل المحكمة لإنقاذ قطاع غزة.
المساعدات الإنسانية
وعن عبور المساعدات إلى غزة أكدوا أن إسرائيل منعت عبور العديد من شاحنات المساعدات الإنسانية إلى القطاع وأطلقت النار عليها، وشاحنات المساعدات التي تدخل تخضع لثلاث مراحل من التفتيش، ووزير الطاقة الإسرائيلي أمر بمنع دخول المياه والوقود.
وأشاروا إلى أن المسؤولين في إسرائيل طالبوا بتدمير شامل لغزة واستخدام الأسلحة النووية، وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صراحة في لقاء تلفزيوني الحرب على قطاع غزة، ودعا نائب رئيس الكنيست إلى محو غزة من على وجه الأرض ووزير الدفاع قال إنهم يحاربون حيوانات بشرية.
كما ظهر جندي إسرائيلي في مقطع مصور قائلا "اذهبوا واقضوا عليهم واقتلوهم.. سندمر المنازل منزلا بعد الآخر.. أسقطوا القنابل عليهم وامحوهم"، بالإضافة إلى جنود إسرائيليين ظهروا يحتفلون في مقاطع مصورة بتفجير منشآت بغزة.