إحباط شديد تشعر به ألمانيا، بسبب الدعم الأوروبي الضئيل لمساعدة دولة أوكرانيا في حربها ضد الجيش الروسي، وهو ما دفعها على لسان المستشار الألماني، إلى التهديد باتخاذ خطوات يمكن أن تزيد الضغوط على فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، وتعريض منشأة السلام الأوروبية برمتها للخطر.
يأتي ذلك في الوقت الذي تستمر في الحرب الروسية الأوكرانية على أشدها، حيث هددت روسيا بغزو جديد لشمال شرق أوكرانيا مع تصاعد الدعوات لإنشاء "منطقة عازلة" لوقف الهجمات التي يشنها الجيش الأوكراني على مدينة بيلجورود الحدودية، وكشف المتحدث باسم الكرملين، أن القوات الروسية ستفعل "كل شيء" لمنع المزيد من القصف الأوكراني للمنطقة الحدودية بعد سلسلة من الهجمات الأخيرة التي خلفت عشرات القتلى.
غضب ألماني
وأدى الغضب الألماني إلى السعي لخفض المبلغ الذي تقدمه لصندوق الاتحاد الأوروبي الخاص بالحرب وتقديم الدعم لأوكرانيا، بقيمة 20 مليار جنيه استرليني، وفق ما كشفت عنه صحيفة التليجراف البريطانية، وجعلت هناك مخاوف من انهيار منظومة الاتحاد الأوروبي الخاصة بدعم كييف.
مساعدات ضئيلة
المستشار الألماني أولاف شولتس حذر المسؤولين الأوروبيين، من خطورة الدعم العسكري الأوربي الضئيل لأوكرانيا، مطالبًا بضرورة وضع قائمة بشحنات الأسلحة التي من المخطط لكل دولة إرسالها إلى كييف، وهي الخطوة التي وصفتها الصحيفة بأنها ستزيد الضغوط على الحلفاء للوفاء بالتسليم.
وكشف المستشار الألماني أن تلك الشحنات التي من المفترض إرسالها إلى أوكرانيا صغيرة جدًا بكل المقاييس، لافتًا إلى أنها لن تكون كافية لضمان الأمن في أوكرانيا على المدى الطويل، وهو ما دعاه لمطالبة الحلفاء بتكثيف جهودهم لاستمرار الشحنات التي - على حد وصفه - لا يعلمون عنها شيئًا.
دعم غير كافٍ
واعتبرت الصحيفة المساهمات الثنائية التي قدمتها فرنسا وإيطاليا وإسبانيا إلى أوكرانيا منخفضة إلى حد لا يصدق، بجانب أنها تسمح لها بالمطالبة باستردادها مرة أخرى، حيث تبرعت باريس بمبلغ 544 مليون يورو فقط كمساعدات عسكرية منذ بداية الحرب واسعة النطاق، وبالمثل، وعدت روما بمبلغ 691 مليون يورو فقط، ومدريد بمبلغ 348 مليون يورو، وبالمقارنة كان لألمانيا نصيب الأسد في الدعم، حيث وعدت وقدمت ما مجموعه 17 مليار يورو.
ورغم التساؤلات حول التزام بريطانيا المستقبلي بدعم أوكرانيا في الحرب، إلا أنه وفقًا للصحيفة فقد أرسلت 6.5 مليار يورو حتى الآن، لكن في الوقت نفسه من المقرر أن ينفد تمويل المساعدات البريطانية في أبريل القادم، مع اختفاء أي معلومات حول خطط حكومة سوناك خلال الـ 12 شهرًا المقبلة لدعم كييف.
ضغوط أمريكية
وتتعرض أوروبا لضغوط كبيرة من الولايات المتحدة، التي كانت أكبر مانح من دولة واحدة، لتتولى عباءة دعم أوكرانيا بينما يحظر الجمهوريون في الكونجرس خطط المساعدات الخاصة بجو بايدن، وكشف استطلاع رأي لتليجراف أن الناخبين في الولايات الرئيسية التي تمثل ساحة معركة، يعتقدون أن أمريكا قدمت الكثير من الدعم العسكري لأوكرانيا.
ويسعى جو بايدن إلى الحصول على تمويل إضافي بقيمة 61 مليار دولار من الكونجرس لدعم أوكرانيا، قبل أن تدمر حملة القصف الشتوية الروسية، كل البنية التحتية الرئيسية في كييف، إلا أن الأمريكيين وفق استطلاع الرأي يعتقدون، أن الولايات المتحدة أنفقت "أكثر من اللازم" على دعم أوكرانيا، بل كان مرتفعًا للغاية، في حين قالت أقلية كبيرة في 5 من الولايات الكبيرة إنه يجب الآن قطع المساعدات.