يواجه اللفتنانت الأرجنتيني الكولونيل كارلوس لويس مالاتو، عقوبة السجن مدى الحياة، إثر إصدار محكمة في العاصمة الإيطالية روما، قرارًا بمثوله أمام القضاء، ومحاكمته بتهمة القتل العمد لثمانية أشخاص، وفراره من بلاده في عام 2011، وذلك بعد محاولات لإدانته من قبل العديد من أسر الضحايا التي استمرات لعدة سنوات.
كارلوس لويس مالاتو، الذي سيحاكم في روما بتهمة القتل العمد لثمانية أشخاص، هو ضابط سابق في الجيش الأرجنتيني ومتهم بالقتل والاختفاء القسري في الأرجنتين 1976-1983، وفرَّ في عام 2011.
بدء محاكمته
وفي رسالة إلى محكمة الاستئناف في ولاية مندوزا الأرجنتينية، قال المدعون العامون الأرجنتينيون إن "مالاتو" شارك في إجراءات الاعتقال المختلفة، وهو أحد أشهر مرتكبي الدكتاتورية لمشاركته في الاستجوابات تحت التعذيب، فضلًا عن أن المحاكمة في الأرجنتين لم تبدأ قط، لأنه في هذا البلد لا يمكن محاكمة المتهم غيابيًا.
والضابط العسكري السابق متهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في الأرجنتين، لكنه فرَّ من البلاد عام 2011 وكان يعيش في قرية سياحية في مقاطعة ميسينا بصقلية. وتم الإعلان أمس الثلاثاء أن محاكمة "مالاتو" ستبدأ في 22 أبريل، وفي حالة إدانته فإنه يواجه عقوبة السجن مدى الحياة.
وأثار وجود "مالاتو" في إيطاليا جدلًا في الأرجنتين بعد أن كشفت بعض الصحف الإيطالية أنه يعيش دون إزعاج في إيطاليا بينما يسعى أقارب الضحايا والدولة الأرجنتينية لتحقيق العدالة.
شهادات الضحايا
وقالت فيفيانا أرياس، 56 عامًا، ابنة فلورنتينو أرياس، الذي تم اختطافه عندما كان "مالاتو" برتبة مقدم عام 1976: "أتساءل كيف يمكن للمشتبه به في ارتكاب جرائم إبادة جماعية أن يعيش بحرية عندما اختفى أكثر من 100 شخص في مقاطعتنا وحدها في سان خوان"، وفقًا لصحيفة "الجارديان" البريطانية.
وعن مثول "مالاتو" أمام القضاء، صرّحت أرياس: "آمل أن يتم الحكم عليه بأشد العقوبة بموجب القانون".
وفي صباح يوم 23 أكتوبر 1976، اختفى "أرياس" من مكان عمله في مدينة سان خوان، الذي كان متزوجا وأبًا لتسعة أطفال ويعمل في مطبعة يملكها، ولم يتم العثور عليه قط.
وقال أرتورو ساليرني، المحامي الذي يمثل أقارب الضحايا الذين يُزعم أن مالاتو قتلهم إنه: "فر العديد من المجرمين الذين كانوا جزءًا من تلك الأنظمة في ذلك الوقت إلى إيطاليا، مستفيدين من أصولهم الإيطالية وجنسيتهم المزدوجة".
وأضاف ساليرني: "في البداية، كانوا يعيشون بسلام وعندما بدأت السلطات التحقيق معهم، تمت محاكمة وإدانة العديد منهم، حيث أعتقد الكثير منهم أنهم سيفلتون من العقاب في إيطاليا، إلا أنه تلقى العديد منهم أحكامًا أقسى مما كان يمكن أن يتلقوه في بلادهم".
رد محامي "مالاتو"
وقال محامي "مالاتو"، أوجوستو سيناجرا: “إن الشهادات المكتسبة التي وصفها بأن جميعها غامضة وغير دقيقة ومجرد شائعات تم الحصول عليها في إيطاليا أو الأرجنتين خلال مرحلة التحقيق الأولي التي ليس لها أي قيمة".
وأضاف "سيناجرا": "من يتهم كارلوس لويس مالاتو يجب أن يكون حاضرًا شخصيًا في المحاكمة في روما، وعليهم أيضًا الإجابة على أسئلة الدفاع وتحمل أي مسؤولية تنجم عن شهادات الزور"، مضيفًا: "نقلت بالتأكيد إليه كل النتائج المحتملة للمحاكمة، سواء كانت إيجابية أو سلبية. وهو يعيش هذا الوضع بهدوء مطلق كشخص بريء ويعرف ذلك".
يذكر أنه في عام 2014، رفضت روما طلب الأرجنتين تسليمه؛ لأنه لم تكن هناك أدلة كافية ضد ضابط الجيش السابق بحسب القضاة في ذلك الوقت، ومع ذلك، بدأت إيطاليا في العام التالي تحقيقًا ضد "مالاتو" بتهمة قتل ثمانية أشخاص، بما في ذلك ماري آن إيريز، عارضة الأزياء الفرنسية الأرجنتينية؛ وخوان كارلوس كامبورا، عميد جامعة سان خوان، وأنخيل خوسيه ألبرتو كارفاخال، مسؤول في الحزب الشيوعي.