رفض مسؤولو الاحتلال مطالب أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، بشأن عودة النازحين إلى شمال غزة، والإفراج عن أموال الضرائب المحجوبة، وفق ما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وأوضحت الصحيفة في تقرير لها عن فحوى المحادثات التي جرت بين وزير الخارجية الأمريكي ومسؤولي الاحتلال، أن الجانبين أعربا عن وجهات نظر متعارضة حول متى يمكن للفلسطينيين النازحين من شمال غزة العودة إلى المنطقة، وحصول السلطة الفلسطينية على عائدات الضرائب التي تجمعها سلطات الاحتلال.
وبموجب اتفاق أوسلو المبرم عام 1993 بوساطة أمريكية، تجمع وزارة المالية الإسرائيلية الضرائب نيابة عن الفلسطينيين، وتقوم بتحويلات شهرية إلى السلطة الفلسطينية، وبعد هجمات الفصائل على مستوطنات غلاف غزة، 7 أكتوبر الماضي، أعلنت حكومة الاحتلال أنها ستحول أموال الضرائب للسلطة الفلسطينية وستحجب تلك المخصصات التي ستذهب إلى قطاع غزة، ورفضت السلطة الفلسطينية قبول تحويل جزئي للأموال، وأصرت على استلام كامل المبالغ، وهو مصدر دخل رئيسي للسلطة.
ووصل بلينكن إسرائيل، أول أمس الإثنين، في زيارة هي الخامسة منذ اندلاع الحرب على غزة، لتقديم خطة لمستقبل غزة بناء على مناقشاته مع القادة العرب والأتراك خلال جولة في المنطقة"، وفقًا لـ"واشنطن بوست".
أموال الضرائب
قالت الصحيفة إن بلينكن طالب مسؤولي الاحتلال بمنح أموال الضرائب للسلطة، وقال: "هذه هي إيراداتهم. يجب أن تمنح إليهم".
في المقابل، تعهد بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف، بعدم تحويل أي أموال ضرائب إلى السلطة الفلسطينية، طالما بقي في هذا المنصب.
وشدد وزير الخارجية الأمريكي، خلال لقائه بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، على أهمية تجنب المزيد من الأذى للمدنيين وحماية البنية التحتية المدنية في غزة.
استهداف المدنيين في غزة
وضغط "بلينكن" على رئيس حكومة الاحتلال لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين بحربها على غزة، وهي بالفعل واحدة من أكثر الصراعات تدميرًا في القرن، وفقًا لواشنطن بوست.
وأدى العدوان المتواصل على غزة إلى استشهاد أكثر من 23 ألف شخص، أغلبهم من النساء والأطفال، وفق السلطات الصحية في غزة.
ودعا أعضاء اليمين المتطرف في حكومة نتنياهو إلى تهجير جماعي للمدنيين من غزة، كما رفض مسؤولو الاحتلال الدعوات الأمريكية لتشكيل سلطة فلسطينية "متجددة ومنشطة" لتلعب دورًا في غزة بعد الحرب.
عودة النازحين
واتفق بلينكن والمسؤولون الإسرائيليون على نقطة واحدة على الأقل، هي أنه "يجب على الأمم المتحدة تقييم الظروف في شمال غزة"، إذ أدى القصف الإسرائيلي إلى تسوية المنازل والبنية التحتية المدنية بالأرض، وذلك "لتحديد متى قد يعود السكان"، لكن توقيت حدوث ذلك يظل "نقطة شائكة"، بحسب واشنطن بوست.
ونقلت الصحيفة ما قاله بلينكن للصحفيين في إسرائيل: "إن سكان غزة يجب أن يكونوا قادرين على العودة بمجرد أن يتمكنوا من القيام بذلك بأمان، مضيفًا أن الأمم المتحدة ستتولى مهمة تقييم "للسماح للفلسطينيين النازحين بالعودة بأمان إلى منازلهم في شمال قطاع غزة".
وذكرت الصحيفة، أن وزير الخارجية الأمريكي "لم يتلق سوى القليل من الاستجابة العامة من المسؤولين الإسرائيليين"، مشيرة إلى أن مسؤولي الاحتلال رفضوا المطلب الأمريكي، واشترطوا إطلاق سراح المحتجزين لدى الفصائل في غزة، حتى يسمحوا بعودة الفلسطينيين إلى شمال القطاع.
ولفتت الصحيفة إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، "تُعارض هذا الشرط باعتباره شكلًا من أشكال العقاب الجماعي".