فتحت الحرب على غزة، التي تدخل يومها الخامس والتسعين، في أعقاب عملية "طوفان الأقصى"، جبهة جديدة لإسرائيل على الحدود الشمالية لها، الجنوبية للبنان، وسط مخاوف دولية من توسيع الصراع ليشمل حربًا إقليمية، إذ هدد الأمين العام لجماعة "حزب الله" حسن نصر الله، بإشعال المنطقة الحدودية، بين دولة الاحتلال ولبنان، وخاصة بعد اغتيال نائب حركة حماس "صالح العاروري" في بيروت، ما يعيد إلى الأذهان حرب 2006، بين حزب الله وجيش الاحتلال.
حرب بلا حدود
حذّر الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، في كلمة له، من أنه إذا شنت إسرائيل حربًا على لبنان فإن الرد سيكون "بلا حدود وضوابط، وأنهم ليسوا خائفين من الحرب".
وهدد نصر الله إسرائيل في كلمته، قائلاً: "الحرب معنا ستكون مكلفة للغاية، فاذا شُنّت الحرب على لبنان فإن مقتضى المصالح اللبنانية الوطنية أن نذهب بالحرب إلى الأخير من دون ضوابط".
مفاوضات "ميقاتي"
وعلى النقيض.. اتخذ رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب مقاتي، موقفًا مغايرً لموقف الأمين العام لحزب الله، من الانتقال إلى التهديد للمفاوضات.
وقال "ميقاتي" لمسؤول كبير في الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، إن بلاده مستعدة لإجراء محادثات بشأن الاستقرار طويل الأمد على حدودها الجنوبية مع إسرائيل.
وقال مكتب ميقاتي، في بيان له، إنه التقى وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيير لاكروا في بيروت للتأكيد مجددًا على "استعداد لبنان للدخول في مفاوضات لتحقيق عملية طويلة الأمد لتحقيق الاستقرار في جنوب لبنان" على طول الحدود مع إسرائيل.
وقال ميقاتي: "نسعى إلى الاستقرار الدائم وندعو إلى حل سلمي دائم، لكن في المقابل نتلقى تحذيرات عبر المبعوثين الدوليين من حرب على لبنان".
خسائر متبادلة
وأسفرت المناوشات على الحدود عن مقتل أربعة مدنيين إسرائيليين، فضلاً عن مقتل تسعة جنود من جيش الاحتلال، وعلى الجانب الآخر أعلن حزب الله أسماء 157 عضوًا قُتلوا على يد إسرائيل خلال المناوشات المستمرة، معظمهم في لبنان وبعضهم في سوريا.
وأجبرت أعمال العنف بين الجانبين على إجلاء عشرات الآلاف من الأشخاص وأثارت مخاوف من تصاعد الصراع.
وقالت إسرائيل إنها تعطي فرصة للدبلوماسية لمنع حزب الله من إطلاق النار على الأشخاص الذين يعيشون في شمالها ولإبعاد حزب الله عن الحدود، محذرة من أن الجيش الإسرائيلي سيتخذ إجراءات لتحقيق هذه الأهداف.
حرب أسوأ من 2006
ويتزايد القلق بين المسؤولين الحكوميين من أن التصعيد في لبنان قد يؤدي إلى حرب أسوأ من تلك التي اندلعت بين إسرائيل وحزب الله في عام 2006.
ويعد منع حدوث تصعيد كبير في شمال إسرائيل أولوية قصوى لإدارة بايدن، التي تعتقد أن الصراع سيمتد إلى إيران وسيجلب الولايات المتحدة أيضًا في النهاية.
وذكرت الصحيفة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي سيواجه صعوبات في محاربة حزب الله في أثناء قتاله مع حماس بغزة، لأن قواته ستنتشر بشكل ضئيل للغاية.
إبعاد حزب الله عن حدود إسرائيل
وأكد مسؤول كبير في الحكومة الإسرائيلية، أنه يجب إبعاد حزب الله عن الحدود الإسرائيلية اللبنانية، وفقًا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الصادر في عام 2006، وتعهدوا بأنه إذا لم يتم تحقيق ذلك عبر الدبلوماسية، فسيتم تحقيقه عسكريًا.
وتراقب "اليونيفيل"، قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان التي تشكلت في 1978، الحدود الجنوبية مع إسرائيل ويجري تمديد مهمتها سنويًا، واعتمد مجلس الأمن النص الذي صاغته فرنسا بتصويت من 13 دولة لصالحه وامتناع روسيا والصين عن التصويت.