الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"سكاي ديو" يتجسس على الحدود اللبنانية .. هل يستطيع منطاد الاحتلال رصد صواريخ حزب الله؟

  • مشاركة :
post-title
منطاد التجسس الاسرائيلى يحلق فوق الحدود اللبنانية

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

أعاد جيش الاحتلال الإسرائيلي، منطاد تجسس لرصد الصواريخ، إلى الخدمة على الحدود الشمالية مع لبنان، بعد تصاعد تبادل إطلاق النار بين جيش الاحتلال وحزب الله، عقب اغتيال القيادي في حماس صالح العاروري، في ضربة إسرائيلية بالضاحية الجنوبية لبيروت، الثلاثاء الماضي.

ومنذ اندلاع الحرب على غزة في السابع من أكتوبر 2023، تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية تبادلًا يوميًا للقصف بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، ويعلن حزب الله استهداف مواقع ونقاط عسكرية إسرائيلية، بينما يردّ الجيش الإسرائيلي بقصف جوي ومدفعي يقول إنه يستهدف "بنى تحتية" وتحركات مقاتلين.

وأسفر التصعيد عند الحدود الجنوبية اللبنانية مع إسرائيل عن مقتل 181 شخصًا في الجانب اللبناني، بينهم 135 عنصرًا من حزب الله، وفق آخر حصيلة أمس السبت.

وأطلق حزب الله، أمس السبت، عشرات الصواريخ على المستوطنات والمواقع العسكرية الإسرائيلية قرب الحدود اللبنانية، كـ"رد أولي" على اغتيال العاروري، وردّ جيش الاحتلال بضربة بطائرة بدون طيار على "خلية إرهابية" - وفق وصفه- في جنوب لبنان.

ومع هذا التصعيد، أعاد جيش الاحتلال المنطاد "سكاي ديو" عالي الارتفاع، الذي يستخدم للكشف عن الصواريخ والطائرات بدون طيار، إلى الخدمة على الحدود الشمالية مع لبنان، وذلك بعد أن تم الاستغناء عنه في عام 2022، وسط انتكاسات غير محددة في تطويره، وفق ما ذكرت صحيفة "ذا تليجراف" البريطانية.

ووفق وسائل الإعلام الإسرائيلية، يستخدم هذا المنطاد لأغراض عسكرية بحتة، وفي مهام تجسسية ودفاعية، للمراقبة وجمع المعلومات، ويحلق على ارتفاعات شاهقة.

وتقول صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، إنه عندما يريد الشخص مراقبة المناطق المحيطة به، فقد يتسلق تلة أو مرتفعًا أو برج مراقبة، وينطبق هذا المبدأ على أنظمة المراقبة أيضًا.

ولأن هذا المنطاد يحلق على ارتفاعات شاهقة، فإنه يُمكِّن الجيش الإسرائيلي من مراقبة مئات الكيلومترات. ولفتت الصحيفة إلى أن "سكاي ديو" انطلق، صباح الأحد، بعد عام ونصف العام على الأرض، استعدادا للخدمة التشغيلية.

إمكانيات المنطاد

تم تطوير المنطاد "سكاى ديو" من قبل شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية، التي زودته بالرادار، والشركة الأمريكية المصنعة للمناطيد "تيكوم"، وتم تسليمه إلى القوات الجوية الإسرائيلية في عام 2022.

ومن مهامه اكتشاف الطائرات المسيرة وصواريخ كروز، من إيران وسوريا مثلًا، وأي أهداف صغيرة أخرى يصعب اكتشافها، وفقًا لـ"جيروزاليم بوست".

وأشارت الصحيفة، إلى أن هذا النظام ليس جديدًا على القوات الجوية، ومنذ أكثر من 30 عامًا، تُستخدم في الجنوب مناطيد أبسط وأصغر، تم تطويرها من قبل شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية وشركة "إلتا" المتخصصة في الرادارات.

تاريخ المناطيد العسكرية

ويعود الاستخدام العسكري لمناطيد المراقبة إلى عام 1794 في معركة "فلوروس" في بلجيكا. وبدون رادارات أو كاميرات، استخدم الفرنسيون مراقبًا بشريًا في منطاد لجمع المعلومات الاستخبارية الجوية، مما ساعدهم على كسب المعركة. ومع ذلك، قام نابليون في وقت لاحق بحل فيلق المنطاد العسكري الفرنسي.

ومنذ الخمسينيات من القرن الماضي، قامت الولايات المتحدة بتشغيل طائرات تحمل رادارًا للكشف عن الأهداف الجوية، مثل نظام الإنذار المبكر والتحكم المحمول جوا "أواكس"، ويمكن لهذه الطائرة اكتشاف كل شيء يطير في المنطقة وكانت أساسية في توجيه الطيارين إلى الأهداف المعادية.

ولم تتمكن إسرائيل من شراء طائرات أواكس باهظة الثمن من الولايات المتحدة في أواخر السبعينيات، لذلك اشترت ثلاث طائرات "هوك آي" أصغر حجمًا وأرخص ثمنًا للقوات الجوية، والتي لا تزال قيد الاستخدام حتى اليوم.

مميزات سكاي ديو

ومع ذلك، فإن وجود مثل هذه الطائرات لا يلغي الحاجة إلى منطاد مراقبة يحمل رادارًا. وعلى الرغم من أنه لا يستطيع الارتفاع إلى ارتفاعات شاهقة جدا، أو مرافقة الطائرات المقاتلة لأهداف مثل إيران، إلا أنه يتمتع بميزة رئيسية واحدة، إذ يمكنه البقاء في المراقبة لأسابيع دون الحاجة إلى الوقود أو استبدال الطاقم.

ولم تعلن وزارة الدفاع الإسرائيلية رسميًا عن ذلك، لكن يعتقد أن رادار المنطاد يعتمد على رادار نظام "آرو"، القادر على المراقبة لمسافة 250 كيلومترًا، وتتبع أهداف متعددة. ومن خلال وضعه على ارتفاعات عالية، يمكنه اكتشاف الأهداف على ارتفاعات منخفضة وتلك الموجودة في الوديان، وهو أمر بالغ الأهمية لاكتشاف الأجسام مثل صواريخ كروز.

تكلفة أقل

والميزة الرئيسية للمنطاد المزود بالرادار مقارنة بطائرات التجسس هي تكاليف التشغيل. وتبلغ تكلفة ساعة طيران أواكس نحو 40 ألف دولار، مقارنة ببضعة آلاف للمنطاد.

عيوب المنطاد الإسرائيلي

والجانب السلبي للمنطاد هو حجمه، ولم يتم الكشف عن أبعاد المنطاد الجديد، لكن المناطيد المزودة برادار التي صنعتها "إلتا" سابقًا يبلغ طولها 55 مترًا. وبسبب هذا الحجم الضخم، فإن المناطيد قد تكون مرئية، كما أنها باهظة الثمن، وحساسة، وقد تواجه مشكلات مثل تسرب الهواء.

واستغرق الأمر أكثر من عام حتى يقوم الجيش بتشغيل المنطاد، وهي علامة على مشكلات الجاهزية.

ويمكن لرادارات القبة الحديدية وغيرها من الرادارات الأرضية التابعة لجيش الاحتلال اكتشاف الطائرات المسيرة، ورغم ذلك سجلت حوادث تعرض فيها جنود الاحتلال للأذى من قبل طائرات مسيرة لم يتم اكتشافها، وفقًا لـ"جيروزاليم بوست".

وبالإضافة إلى ذلك، تسمع أحيانًا صفارات إنذار كاذبة ترسل السكان إلى الملاجئ دون داع، ويمكن لنظام "سكاي ديو" التشغيلي أن يخفف من هذه المشكلات.

وبعد الإعلان عن دخوله الخدمة، رصد "سكاي ديو" على طول الحدود اللبنانية، وفقًا لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل". وذكرت هيئة البث الإسرائيلية "مكان" أن المنطاد دخل الخدمة، بعد وصول المكونات المطلوبة من الولايات المتحدة.