في خطابه السنوي للأمة الصينية خلال العام الجديد، حذّر رئيس الصين شي جين بينج المرشحين التايوانيين قبل أيام من انتخابات الرئاسة في الجزيرة من الاستقلال عن بكين، مع تسليط الضوء على قوة بلاده التكنولوجية والاقتصادية. حسبما ذكرت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا".
ويأتي خطاب "شي" في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية بين الصين والغرب، فضلًا عن العديد من الأزمات الاقتصادية الكبيرة التي يعاني منها ثاني أكبر اقتصاد في العالم، بالإضافة إلى محاولات مستمرة لدفع التقدم والتطور التكنولوجي للبلاد.
تايوان
وفي خطاب متلفز اليوم الأحد، قال "شي"، إن "إعادة توحيد" تايوان والصين هي "حقيقة تاريخية لا مفر منها"، مضيفًا، أن "المواطنين" على كلا الجانبين من مضيق تايوان يجب أن يشاركوا في مجد "التوحيد الوطني".
ولم تستبعد الصين، التي تعتبر تايوان جزءًا لا يتجزأ من أراضيها، استخدام القوة إذا رفضت تايبيه الوحدة إلى أجل غير مسمى. وقد انتقد بكين المرشح الأوفر حظاً في السباق الرئاسي في تايوان، لاي تشانج، من الحزب التقدمي الديمقراطي الحاكم، باعتباره "انفصاليًا".
تحديات اقتصادية
ويواجه الرئيس الصيني تعافيًا أبطأ من المتوقع من جائحة كوفيد-19 وآفاق اقتصادية صعبة، على الرغم من زيادة التحفيز النقدي والمالي في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، إذ يواجه مخططو الاقتصاد الصيني تحديات لعام 2024 بسبب أزمة سيولة في قطاع العقارات وارتفاع الديون المحلية للحكومات المحلية، بالإضافة إلى الطلب المحلي المتواضع وضعف الثقة بين المستثمرين والمستهلكين.
وفي خطابه، أصر "شي"، الذي يعتبره الكثيرون أقوى زعيم في الصين منذ ماو تسي تونج، على أن الاقتصاد يحافظ على "زخم الاستعادة". لكنه اعترف بوجود "رياح عكسية"، قائلاً: "عانت بعض الشركات، وواجه بعض الأشخاص صعوبة في العثور على وظائف وتلبية الاحتياجات الأساسية". ومع ذلك، شدد أيضًا أن إدارته ستظل متجنبة للتغييرات الكبيرة في السياسات التي قد تضع المصالح الأعلى للأمن والاستقرار في خطر. وقال الزعيم الصيني: "سنستمر في العمل وفقًا لمبدأ السعي إلى التقدم مع الحفاظ على الاستقرار، والترويج للأمان من خلال التقدم، وإقامة الجديد قبل إلغاء القديم".
التقدم التكنولوجي والصناعي
وجعل "شي" من الاكتفاء الذاتي التكنولوجي للصين أولوية في ظل تصاعد التوترات التجارية مع الولايات المتحدة. إذ اتخذ نبرة إيجابية اليوم تجاه وتيرة التقدم التكنولوجي الصيني. وأشار إلى استكشاف الصين لأعماق البحار وأول طائرة ركاب صينية C919 التي أجرت أول رحلة تجارية لها في مايو الماضي، بالإضافة إلى "قدرة الصين التصنيعية" في مجال السيارات الكهربائية والبطاريات الليثيومية والخلايا الشمسية الفوتوفولتية.
وقال: "في كل مكان في بلادنا، يتم تحقيق ارتفاعات جديدة بعزيمة ثابتة، وتظهر ابتكارات جديدة كل يوم". وأضاف "شي" أن الصين ستضاعف جهودها لتعزيز التعليم وتقدم العلوم والتكنولوجيا وتنمية المواهب.