اضطربت الخدمات المقدمة في قطاعي الصحة والنقل بالمملكة المتحدة، بعد دخول الأطباء المبتدئين في أطول إضراب في تاريخ الهيئة الوطنية للخدمات الصحية، وذلك بالتزامن مع إضراب عمال السكك الحديدية والملاحة البحرية والنقل، احتجاجًا على تدني الأجور أمام تكاليف المعيشة والنفقات المرتفعة.
إضراب الأطباء المبتدئين
ودخل الأطباء المبتدئون بالهيئة الوطنية للخدمات الصحية، في إضراب لمدة 6 أيام، منذ الأربعاء الماضي، ما أحدث ارتباكًا في الخدمات الصحية، وفق ما ذكرت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية.
وأكدت الصحيفة أن عشرات الآلاف من المرضى يتأثرون جراء الإضراب، ويمكن أن تتعرض سلامة الكثيرين إلى الخطر، ونقلت الصحيفة تحذير مسؤولي الصحة البريطانيين، من أن الآلاف من مرضى السرطان قد يموتون مبكرًا إذا لم يحل الوزراء والأطباء المبتدئون الخلاف المرير بشأن رواتبهم بشكل عاجل.
مرضى السرطان الأكثر تضررًا
وأصبح أطباء الأورام والسرطان يشعرون بالقلق والإحباط بشكل متزايد، إزاء التأثير المدمر الناتج عن إضرابات هيئة الخدمات الصحية البريطانية الوطنية على الرعاية والعلاج. وقد تم إلغاء مواعيد وعلاجات وعمليات السرطان لعشرات الآلاف من المرضى منذ بدء الإضرابات قبل نحو 13 شهرًا.
وأوضحت الصحيفة أن الإضراب الحالي، الذي يستمر ستة أيام هو المرة التاسعة، التي يتوقف فيها الأطباء المبتدئون عن العمل في العام الماضي والأطول، الذي يضرب الخدمة الصحية منذ تأسيسها في عام 1948.
ولكن مع عدم وجود نهاية في الأفق للنزاع بين الحكومة والأطباء المبتدئين، الذين يشكلون نحو نصف القوى العاملة الطبية، ورفض الأطباء استبعاد المزيد من الإضرابات، قال أطباء الأورام والجمعية المعنية بشئون مرضى السرطان لـ"ذا جارديان" إن الجمود يقلل بلا داعٍ من فرص بقاء المرضى على قيد الحياة.
ومن شأن تدخلهم أن يزيد من الضغوط على رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، وفيكتوريا أتكينز وزيرة الصحة، ولجنة الأطباء المبتدئين في الجمعية الطبية البريطانية، لاستئناف المحادثات والموافقة على صفقة.
وأظهرت الأرقام التي تم الحصول عليها من خلال طلبات حرية المعلومات أنه بحلول سبتمبر من العام الماضي، تم تأجيل نحو 36 ألف موعد لمرضى السرطان بسبب الإضرابات، منذ بدء الإضراب الصناعي في ديسمبر 2022.
إضراب عمال النقل
وبالتزامن مع إضراب الأطباء المبتدئين، بدأت جولة جديدة من الإضرابات في مترو أنفاق لندن، مساء الجمعة، وسط نزاعات طويلة الأمد على الأجور وظروف العمل، ومن المتوقع حدوث خلل شديد في حركة النقل، بدءًا من يوم الاثنين.
وقال متحدث باسم النقابة الوطنية لعمال السكك الحديدية والنقل البحري والمواصلات، "إن هيئة النقل في لندن فشلت في تجنب هذا الإضراب من خلال عدم تقديم عرض مقبول لأعضائنا في مترو أنفاق لندن".
وأضاف: "نحن لا نتعامل مع إجراءات الإضراب باستخفاف؛ ولكننا مصممون على التوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض بشأن الأجور وتسهيلات السفر وهيكل الدرجات بما يضمن عدم خسارة أعضائنا".
ومن المقرر أن يضرب عمال صيانة القطارات في مستودع صيانة معدات الجر في شمال غرب المدينة لمدة 24 ساعة، بدءًا من مساء الجمعة، ومن الاثنين إلى الأربعاء، سيضرب ما يقرب من 10 آلاف عضو من أعضاء النقابة الوطنية لعمال السكك الحديدية والنقل البحري والمواصلات عبر مترو أنفاق لندن.
وتوقعت هيئة النقل في لندن، أن يكون هناك اضطراب شديد في شبكة مترو الأنفاق بأكملها، وحثّت الركاب على التخطيط مسبقًا والتحقق قبل السفر.
ويتعامل مترو أنفاق لندن مع ما يصل إلى خمسة ملايين راكب يوميًا، وفقًا لهيئة النقل في لندن، وفي أوقات الذروة، يجوب أكثر من 540 قطارًا أنحاء العاصمة.
وذكرت شبكة "سكاي نيوز" البريطانية، إن الإجراء الأول بدأ بإضراب مهندسي النقابة الوطنية لعمال السكك الحديدية والملاحة البحرية والنقل، مساء الجمعة. كما يضرب الموظفون في بعض وظائف التحكم في الشبكة خلال يومي السبت والأحد، قبل أن تتوقف معظم الخدمات عندما يضرب العاملون في الإشارات وموظفو المحطة في أيام بديلة من الأسبوع.
خيبة أمل حكومية
وقال جلين بارتون، الرئيس التنفيذي للعمليات في نقل لندن: "نشعر بخيبة أمل لأن النقابة الوطنية لعمال السكك الحديدية والملاحة البحرية والنقل تخطط لإجراء إضراب ردًا على عرضنا بزيادة الأجور بنسبة 5%".
وأضاف: "لقد كنا واضحين طوال مناقشاتنا المثمرة مع نقاباتنا العمالية أن هذا العرض هو أقصى ما يمكننا تحمله مع ضمان قدرتنا على العمل بأمان وموثوقية ومستدامة".
وتابع: "نحن نشجع فريق النقابة الوطنية لعمال السكك الحديدية والملاحة البحرية والنقل على التعامل معنا لتجنب الإزعاج لسكان لندن.. نود أن ننصح أي شخص يسافر خلال أيام الإضراب بالتحقق قبل السفر".