ثلاث قمم سعودية وخليجية وعربية، تحصد العلاقات بين بكين والرياض ثمارها، خلال زيارة مرتقبة يجريها الرئيس الصيني شي جين بينج، غدًا الأربعاء، إلى المملكة، تنضم إلى تاريخ طويل من التعاون بين البلدين.
يجري الرئيس الصيني شي جين بينج، زيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية، خلال الفترة من7 وحتى 9 ديسمبر ، تلبية لدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، لبحث تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. وفق وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس).
3 قمم على برنامج زيارة شي جين
يعقد الزعيمان خلال الزيارة قمة (سعودية - صينية) برئاسة الملك سلمان، والرئيس الصيني، ومشاركة ولي العهد السعودي، رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان.
ويتضمن برنامج الزيارة حضور رئيس الصين قمتين آخريين هما "قمة الرياض الخليجية الصينية للتعاون والتنمية"، و"قمة الرياض العربية الصينية للتعاون والتنمية"، وذلك بمشاركة قادة دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية، انطلاقًا من العلاقات المتميزة التي تربط دول مجلس التعاون الخليجي، والدول العربية، مع جمهورية الصين الشعبية.
من المقرر أن يناقش الأطراف خلال القمتين سُبل تعزيز العلاقات المشتركة في المجالات كافة، وبحث آفاق التعاون الاقتصادي والتنموي، بحضور أكثر من 300 قائد دولة ومنظمة دولية.
20 اتفاقية جديدة بين الرياض وبكين
على هامش القمة السعودية الصينية، من المنتظر أن يوقع الطرفان أكثر من 20 اتفاقية أولية بقيمة تتجاوز 110 مليارات ريال، إضافة إلى توقيع وثيقة الشراكة الاستراتيجية بين المملكة والصين، وخطة المواءمة بين رؤية المملكة 2030، ومبادرة الحزام والطريق، كما سيُعلن عن إطلاق جائزة الأمير محمد بن سلمان للتعاون الثقافي بين السعودية والصين. وفق ما أوردته وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
محطات في مستقبل العلاقات السعودية الصينية
إسهام الصندوق السعودي للتنمية في تمويل مشروع إنشاء مبانٍ جامعية في إقليم سانشي، وإشراك وكالة فضاء بكين للرياض في رحلة لاستكشاف القمر، من أبرز الأمثلة عن مستوى العلاقات المتميزة والمتكافئة بين البلدين، وإلى جانب تاريخ طويل يضرب بجذوره لأكثر من 80 عامًا، تتجلى علاقة البلدين في محطات تعاون فريدة نفندها على النحو التالي:
منتدى الاستثمار السعودي الصيني
أقيم المنتدى خلال زيارة ولي العهد السعودي لبكين عام 2019، بمشاركة أكثر من 25 جهة من القطاعين الحكومي والخاص في المملكة، نتج عنه توقيع 35 اتفاقية تقدر بأكثر من 28 مليار دولار أمريكي، وتسليم 4 تراخيص لشركات صينية مختصة في عدد من المجالات.
وشملت اتفاقيات التعاون الأخرى الموقعة خلال المنتدى مجال تطبيقات الطاقة المتجددة، ومنها اتفاقية التعاون بين الهيئة العامة للاستثمار و"قولد ويند الدولية القابضة"، الهادفة إلى تفعيل أطر التعاون والتشاور في مجال تطوير الاستثمار في توربينات الرياح الهوائية باستثمار يقدر بـ 18 مليون دولار.
صندوق سعودي صيني لدعم التقنيات الناشئة
نتج عن التعاون الاقتصادي بين البلدين تأسيس صندوق (سعودي - صيني) لدعم الشركات التقنية الناشئة في المملكة برأس مال يقدّر بـ1.5 مليار ريال سعودي بشراكة بين (eWTp) الصينية المدعومة من قبل شركة (علي بابا) وصندوق الاستثمارات العامة، وبدعم من الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، بهدف الإسهام في دعم منظومة اقتصادية متينة للأعمال الرقمية في المملكة.
ياسرف.. نموذج الاستثمار الصيني السعودي في النفط
تمثل شركة ينبع أرامكو سينوبك للتكرير (ياسرف) المحدودة، نموذجًا للشراكات الاستثمارية بين المملكة والصين، فهي مشروع مشترك بين شركتي "أرامكو" السعودية و"سينوبك" الصينية، وتمتلك الشركة مصفاة تحويلية متكاملة، لمعالجة 400 ألف برميل يوميًا من الخام العربي الثقيل وتحويله إلى منتجات يطلبها السوقان السعودي والعالمي. وفق (واس).
واحتفظت المملكة بصدارة إمدادات النفط إلى الصين في العام 2021، إذ ارتفعت الواردات الصينية من المملكة بنسبة 3.1٪، مقارنة بـ2020 وزادت حصتها إلى 17٪ من إجمالي الواردات، وفقًا لبيانات الجمارك الصينية.
تعاون فريد لاستكشاف القمر
أسست زيارة الملك سلمان للصين في 2017 للتعاون مع المملكة ووكالة الفضاء الصينية لاستكشاف القمر، حيث شاركتها رحلة نادرة لاستكشاف الجانب غير المرئي للقمر عن قرب، في إطار اهتمامها المتنامي لاستكشاف الفضاء البعيد. في إنجاز علمي فريد من نوعه على مستوى المنطقة والعالم الإسلامي.
زيارات متبادلة
حرصت المملكة والصين على إقامة علاقات متوازنة تخدم أهداف البلدين وتحمي مصالحهما، تجسد هذا التوجه في زيارات متبادلة للزعيمين.
في يناير عام 2016 استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، الرئيس الصيني شين جين بينج، حيث عقدا جلسة مباحثات في قصر اليمامة بالرياض، أثمرت وقتها عن توقيع 14 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين حكومتي البلدين، منها مذكرة تعزيز التعاون المشترك في شأن الحزام الاقتصادي لطريق الحرير ومبادرة طريق الحرير البحري للقرن 21، والتعاون في الطاقة الإنتاجية.
في أغسطس 2016 قام ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بزيارة إلى الصين الشعبية، استجابة لدعوة الحكومة الصينية، حيث التقى الرئيس شين جين، وقادت اللجنة السعودية - الصينية المشتركة رفيعة المستوى التي يترأسها الأمير محمد بن سلمان ونائب رئيس مجلس الدولة الصيني هان تشنج، البلدين لزيادة التنسيق في الشأنين السياسي والأمني، وتعزيز أوجه التعاون في الجوانب التجارية والاستثمارية، والطاقة، والثقافة، والتقنية.
في مارس 2017 أجرى الملك سلمان بن عبدالعزيز زيارة إلى الصين، أثمرت عن توقيع عدد من مذكرات التفاهم والتعاون والبرامج بين حكومتي البلدين في عدد من المجالات، منها علوم وتقنية الفضاء، وبرنامج التعاون الفني في المجال التجاري، ومذكرة التفاهم بشأن إسهام الصندوق السعودي للتنمية في تمويل مشروع إنشاء مبانٍ جامعية في إقليم سانشي.
في عام 2019 قام الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز بزيارة إلى الصين ترأس خلالها الجانب السعودي في أعمال الدورة الثالثة للجنة السعودية الصينية المشتركة رفيعة المستوى، والتي بحثت التعاون في مجالات التنسيق في الشأن السياسي والأمني، وبحث أوجه التعاون في الجوانب التجارية والاستثمارية والطاقة والثقافة والتقنية، واستعراض آفاق الشراكة الثنائية بين الجانبين في نطاق رؤية المملكة 2030 ومبادرة الحزام والطريق.
تبادل تجاري
حافظت الصين خلال الخمسة أعوام الماضية، على مركز الشريك التجاري الأول للمملكة، إذ كانت الوجهة الأولى لصادرات المملكة ووارداتها الخارجية منذ عام 2018.
وبلغ حجم التجارة البينية 309 مليارات ريال في العام 2021، بزيادة قدرها 39% عن العام 2020، كما بلغ إجمالي حجم الصادرات السعودية إلى الصين 192 مليار ريال، منها صادرات غير نفطية بقيمة 41 مليار ريال. وفق وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
وبلغت قيمة الاستثمارات السعودية في الصين 8.6 مليارات ريال، حيث تحتل المملكة المرتبة 12 في ترتيب الدول المستثمرة في الصين حتى نهاية عام 2019، بالمقابل بلغت قيمة الاستثمارات الصينية في المملكة 29 مليار ريال بنهاية عام 2021.