خلال الأيام القليلة الماضية، أعلن الجيش الأوكراني تصديه لهجمات روسية بصواريخ فرط صوتية من طراز "كينجال"، وذلك بواسطة نظام الدفاع الجوي الأمريكي "باتريوت".
وأكدت هيئة الحالات الطارئة الأوكرانية، مساء أمس الجمعة، إسقاط صاروخ "كينجال"، فيما أكد الجيش الأوكراني إسقاط 10 صواريخ منه خلال ضربات كثيفة، الثلاثاء الماضى.
ونشرت هيئة الحالات الطارئة الأوكرانية، عبر قناتها على تليجرام، صورًا تُظهِر رافعة تنتشل مخلفات صاروخ عن الأرض. وقالت الهيئة الحكومية: "في كييف أبطلت فرق الإغاثة مفعول رأس صاروخ جوي فرط صوتي من طراز كينجال أطلقه العدو (روسيا)".
وقال الجنرال فاليري زالوزنيي، القائد الأعلى للجيش الأوكرانى، في منشور على إكس: "أسقطت القوات الجوية للقوات المسلحة الأوكرانية يوم الثلاثاء 10 صواريخ باليستية من أصل 10 من طراز كنجال باستخدام نظام باتريوت.. هذا رقم قياسي، ولو أصابت الصواريخ أهدافها فإن العواقب كانت ستكون كارثية".
وسبق للجيش الأوكرانى الإعلان في مايو ويونيو 2023 إسقاط صواريخ "كينجال" روسية أخرى بفضل نظام الدفاع الجوي " الباتريوت" المكلف والفعال، الذي تلقاه من الولايات المتحدة.
وقدمت الولايات المتحدة دعمًا عسكريًا هائلًا لأوكرانيا، منذ بدء الحرب في فبراير 2022، ويعد نظام الدفاع الجوي "باتريوت" الأهم في حزم الدعم العسكري الأمريكي لكييف، إذ عزز قدراتها على التصدي لهجمات الصواريخ الروسية.
نظام باتريوت
و"باتريوت" هو نظام دفاع صاروخي أرض- جو طورته شركة "رايثيون تكنولوجيز"، ويعد واحدًا من أكثر أنظمة الدفاع الجوي تطورًا في ترسانة الولايات المتحدة. وهو أيضًا نظام متنقل يشتمل عادة على رادار قوي ومحطة تحكم ومولد طاقة ومحطات إطلاق ومركبات دعم أخرى.
ولهذا النظام قدرات مختلفة حسب نوع الصاروخ المستخدم، الصاروخ باك-2 يستخدم رأسًا حربية متفجرة والصاروخ باك-3 الأحدث يستخدم تقنية الإصابة بغرض القتل الأكثر تقدمًا. وقالت منظمة حلف شمال الأطلسي في عام 2015 إن نطاق رادار النظام يصل إلى أكثر من 150 كيلومترًا.
تبلغ تكلفة مجموعة باتريوت حديثة الإنتاج أكثر من مليار دولار، منها 400 مليون دولار للنظام و690 مليون دولار للصواريخ في البطارية، وفقًا لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.
وأنتجت رايثيون تكنولوجيز أكثر من 240 نظام باتريوت، تستخدمها حاليًا 18 دولة بينها الولايات المتحدة. وقالت الشركة إن النظام اعترض أكثر من 150 صاروخًا باليستيًا في القتال منذ عام 2015.
وتستخدم أوكرانيا أنظمة الدفاع الجوي"باتريوت" للحماية من وابل الضربات الصاروخية والطائرات المسيرة من القوات الروسية.
صاروخ كينجال الروسى
وتطلق طائرات روسية من طراز ميج-31 الصواريخ "كينجال" التي قال عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في 2018، إنها "لا تقهر"، وسرعتها تفوق بخمس مرات سرعة الصوت، أي تتجاوز الستة آلاف كيلومتر في الساعة، وفقا لفرانس برس.
واستخدمت موسكو صواريخ "كينجال" وتعني "الخنجر"، لأول مرة في الحرب بأوكرانيا، وفي 18 أغسطس 2022، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها نشرت طائرات من طراز "ميج-31"، مزودة بصواريخ فرط صوتية من طراز "كينجال" في قاعدة شكالوفسك بمقاطعة كالينينجراد الواقعة بين ليتوانيا وبولندا، العضوين في حلف شمال الأطلسي (ناتو).
يمكن تزويد صواريخ "كينجال" برأس حربية تقليدية أو نووية، مثل مادة "تي إن تي" المتفجرة، ويبلغ وزن هذه الرأس نحو 500 كيلوجرام.
وتلك الصواريخ مصممة للإطلاق من على متن طائرات مقاتلة مثل "ميج 31″، و"توبوليف 22″، ويمكن إطلاقه أيضًا من السفن والغواصات، وهى مخصصة لتدمير السفن الحربية الكبيرة وحاملات الطائرات، ويستطيع تدميرها بشكل كامل أو جزئي.
وله قدرة عالية على إصابة الأهداف بدقة متناهية تشبه دقة القنص، وانحرافه لا يتجاوز مترًا واحدًا.
ويمكن لسرعة الصاروخ أن تصل إلى نحو 12 ضعف سرعة الصوت، أي 14 ألفًا و800 كيلومتر/ساعة، وتجعله سرعته العالية أكثر قدرة على اختراق الأهداف المدرعة بشدة.
ويصل مدى الصاروخ "كينجال" إلى 3 آلاف كيلومتر، ويستطيع إجراءات مناورات خلال كل مرحلة من مراحل طيرانه، تمكنه من تجنب منصات الدفاع الجوي.
وتسببت العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، منذ أن بدأت في 24 فبراير 2022، بمقتل وإصابة عشرات الآلاف ونزوح وتهجير الملايين داخل البلاد وخارجها، فيما تسيطر القوات الروسية على أجزاء واسعة من إقليم دونباس، الذي يضم دونيتسك ولوجانسك، جنوب شرقي أوكرانيا، في وقت تشنّ فيه كييف هجمات منتظمة على مواقع وأهداف روسية.