الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"جلد حي".. خط دفاع طبيعي يحمي سور الصين العظيم من الانهيار

  • مشاركة :
post-title
سور الصين العظيم

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

كشفت دراسة أن سور الصين العظيم محمي من جميع العوامل الطبيعية التي قد تؤدى إلى انهياره أو تعرضه لأية مخاطر، بفعل "جلد حي" مكون من طبقات رقيقة من البكتيريا والطحالب وغيرها من الكائنات الحية المعروفة باسم "القشريات الحيوية" التي تنمو على سطح التربة.

ويعد سور الصين العظيم أحد أكثر المنشآت إثارة للإعجاب التي بناها البشر، والذي تم بناؤه على مر العديد من القرون من قبل الأباطرة الصينيين لحماية أراضيهم، وواجه اختبار الزمن وجذب ملايين السياح الذين يشعرون بالإعجاب بالهيكل الذي تم بناؤه قبل نحو 3000 عام.

وقد تم بناء السور عن طريق ضغط المواد الطبيعية مع التربة وتطوير نقاط الضعف في بنيته. ومع ذلك، اكتشفت دراسة جديدة نُشرت مؤخرًا، أنه تم تطوير خط دفاع طبيعي ضد خطر التدهور المستمر.

وتتمثل هذه الآلية الدفاعية في شكل "جلد حي" مكون من نباتات صغيرة بدون جذور وميكروبات صغيرة تعرف بالطبقة الحية، حسبما ذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية.

وقال عالم البيئة ماثيو بوكر، الأستاذ المساعد في جامعة "نورثرن أريزونا"، إن "الطبقة الحية شائعة في جميع أنحاء العالم في تربة المناطق الجافة، ولكننا عادة لا نبحث عنها على المنشآت المبنية بواسطة الإنسان".

وتغطي الطبقة الحية سطح التربة في سور الصين العظيم، وليست مجرد طبقة سطحية، فالكائنات الحية الدقيقة تلعب دورًا حاسمًا في تعزيز مقاومة الهيكل ضد التدهور الطبيعي وتعرية الصخور.

واكتشف الباحثون، بعدما أخذوا عينات من أكثر من 480 كيلومترًا من الموقع، أن أكثر من ثلثي المنطقة مغطاة بالطبقة الحية.

وكانت الدراسات السابقة ذكرت أن الطبقة الحية تشكل تهديدًا مدمرًا للهياكل الحجرية. لكن "بوكر" وفريقه قارنوا استقرار وقوة العينات المغطاة بالطبقة الحية مع العينات بدون "الجلد الحي"، واكتشفوا أن العينات التي تحتوي على الطبقة الحية تكون أقوى بمقدار ثلاث مرات من العينات بدونها.

وفي سياق متصل، قال بو شياو، أستاذ علم التربة في جامعة زراعية صينية: "كانوا يعتقدون أن هذا النوع من النباتات يدمر سور الصين العظيم، لكن نتائجنا تظهر العكس، الطبقة الحية شائعة جدًا على سور الصين العظيم ووجودها مفيد جدًا لحمايته".

وتتكون الطبقة الحية من السيانوبكتيريا والطحالب الحجرية والفطريات والشوائب، وتوجد في الطبقة العلوية من التربة. ويمكن أن تستغرق هذه الطبقة عقودًا، أو حتى أكثر، للتطور.

ويساعد النظام البيئي الصغير الذي يشكله هذه الطبقة الحية في تثبيت التربة وزيادة احتفاظها بالماء وتنظيم تثبيت النيتروجين والكربون.