تثير سلسلة تصريحات وزير التراث الإسرائيلي المتطرف، عميحاي إلياهو، كثيرًا من الجدل، وتسلط الضوء على مدى عنصرية الحكومة الإسرائيلية اليمينية بقيادة نتنياهو، إلا أن تصريحه الأخير بشأن ضرورة إيجاد "طرق مؤلمة أكثر من الموت" لكسر معنويات الفلسطينيين في غزة، أثار غضبًا واستنكارًا واسعًا على المستويين المحلي والدولي.
يعكس تصريح "إلياهو" التطرف والعنصرية اللذين يتسم بهما حزبه "القوة اليهودية" بزعامة وزير الأمن القومي إيتمار بن جفير، والذي يؤيد بناء المستوطنات واستعادة السيطرة الكاملة على غزة.
تدمير المعنويات
أكد إلياهو، في تصريحات لإذاعة "103 إف إم" الإسرائيلية، أنه يتعين على إسرائيل حسم المعركة من خلال تدمير معنويات الفلسطينيين في غزة، وإيلامهم بما يؤلمهم كالأرض وتدمير البيت وكسر حلمهم القومي والهجرة الطوعية، وردًا على اعتراض المذيع باستحالة ذلك، أكد إلياهو أنه ممكن، مشيرًا إلى هجرة أعداد كبيرة إلى ألمانيا خلال الربيع العربي.
أثار هذا التصريح غضبًا واسعًا لدى الفلسطينيين والمجتمع الدولي، إذ اعتبرته السلطة الفلسطينية "دعوة صريحة وعلنية لارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".
في حين طالبت منظمة العفو الدولية بمحاسبة إسرائيل على "خطاب الكراهية" هذا الذي ينم عن نية واضحة لارتكاب انتهاكات خطيرة بحق المدنيين في غزة.
تصريحات متطرفة
يأتي تصريح وزير التراث الإسرائيلي في سلسلة تصريحاته المتطرفة، بعد أن طالب سابقا بإعدام الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية "ميدانيًا"، واستخدام السلاح النووي لإبادة سكان غزة.
كما طالب قبل أسابيع بضرورة احتلال غزة بالكامل، في إطار الدعوات الإسرائيلية المتصاعدة مؤخرًا لتهجير الفلسطينيين وتوطينهم في دول أخرى.
كما أثار الوزير الإسرائيلي غضبًا عربيًا ودوليًا، بعد تصريحات سابقة، مُفادها أن إلقاء قنبلة نووية على غزة هو حل ممكن، مُضيفًا أن قطاع غزة يجب ألّا يبقى على وجه الأرض، وعلى إسرائيل إعادة إقامة المستوطنات فيه، ورأى أن للحرب أثمانًا بالنسبة لمن وصفهم بـ"المختطفين" الإسرائيليين لدى حركة حماس.
ويعكس ذلك الأيدولوجية العنصرية التي يتبناها حزبه "القوة اليهودية" والذي يدعو إلى ضم الضفة الغربية وإقامة دولة يهودية على كامل الأراضي ما بين النهر والبحر.
وجّه إلياهو انتقادات لاذعة لوزير الدفاع يوآف جالانت، في نفس المداخلة الإذاعية بشأن الخطة المقترحة لمرحلة ما بعد القتال في غزة، والتي تنص على تسلّم جهات فلسطينية غير معادية الشؤون المدنية هناك، معتبرًا أنه لا توجد مثل هذه الجهات، رافضًا بذلك أي دور للسلطة الفلسطينية في إدارة شؤون القطاع بعد الحرب.
من هو "إلياهو"؟
ينتمي "إلياهو" لحزب اليمين المتطرف "القوة اليهودية" بزعامة إيتمار بن جفير، والذي يطالب بضم الضفة الغربية وإقامة دولة يهودية على كامل فلسطين التاريخية.
ويعارض الحزب قيام دولة فلسطينية، ويدعو لبناء المزيد من المستوطنات، واستعادة السيطرة الكاملة على غزة، فضلًا عن تبنيه مواقف متطرفة ضد الفلسطينيين.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، يشن الجيش الإسرائيلي عدوانه الدموي على قطاع غزة مخلفًا حتى اليوم الجمعة، 22 ألفًا و600 شهيد و57 ألفًا و910 مصابين معظمهم أطفال ونساء، ودمارًا هائلًا في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة" دفعت أعدادًا كبيرة للنزوح، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.