مع شروق شمس اليوم الجمعة، دخل إضراب موظفي شركة الطيران الإسبانية "إيبيريا"، يومه الأول، والذي من المنتظر أن يستمر لمدة 4 أيام، وتسبب في خسائر فادحة للشركة، التي تعاني أصلًا من تراجع إيراداتها، وتم على أثره إلغاء 444 رحلة جوية، والتي بدورها أثرت على أكثر من 45 ألف مسافر.
وتشهد مطارات إسبانيا بين الحين والآخر إضرابات، تؤثر على حركة الطيران والخدمات المقدمة داخل المطارات، ويعود ذلك وفقًا لصحيفة لوفيجارو الفرنسية إلى مختلف الأسباب، بما في ذلك المطالب العمالية والمشاكل المحتملة، حيث يتم تنظيم الإضرابات عادةً من قبل النقابات والعمال المتأثرين.
وتشمل أسباب الإضرابات في المطارات الإسبانية، مسائل مثل زيادة الأجور وتحسين ظروف العمل وساعات العمل وحقوق العمال، وهو ما حدث في شركة أيبيريا العملاقة للطيران في مدريد، حيث دعت أكبر نقابتين للعمال إلى الإضراب بدءًا من اليوم الجمعة وحتى 8 يناير القادم.
أصل الخلاف
ويشمل الإضراب جميع موظفي الشركة، بما في ذلك عمال الأمتعة على الأرصفة، البالغ عددهم 4 آلاف عامل، ويعود السبب وراء ذلك بسبب فشل تفاوضهم مع الشركة على وضع تصور واضح، حول الحفاظ على هذا العدد الهائل من العمال، بعد خسارتها لعقود مناقصة عمال الأمتعة، والتي تسمى " عقود المساعدة"، في المطارات الإسبانية الرئيسية.
وتخشى النقابات - كما تشير الصحيفة - إلى أن يؤدي هذا التغيير إلى تسريح موظفين وتخفيض رواتب ومزايا اجتماعية لموظفين آخرين، مؤكدين أن الوضع أصبح صعبًا، بعد خسارة الشركة للمناقصات، وقيام عمال الشركات الأخرى باحتلال وظيفة العمال المضربين عن العمل.
وسبق أن ألغى العمال مواعيد أخرى، كان من المقرر أن يتم فيها الإضراب، إلا أن ظروف التفاوض، جعلت هناك مرونة في وقفه، إلا أن اتحاد العمال العام الإسباني، كشف عن أن استراتيجية الشركة المتمثلة في محاولتها الطعن القضائي على المناقصات لا يوجد عليه أي دليل على النجاح، معلنين أن التوصل إلى اتفاق مع الشركة كان صعبًا ولذلك كان الإضراب هو الحل.
ضرر هائل
على الجانب الآخر رفضت الشركة الإسبانية العملاقة تلك الاتهامات، مؤكدة على لسان مديرها خوان سيركو، أن جميع الوظائف وكذلك شروط الرواتب والمزايا الاجتماعية، مضمونة بموجب الاتفاقية الجماعية التي تحكم القطاع، لافتًا إلى أنه بسبب ذلك الإضراب تم إلغاء ما يقرب من 400 رحلة جوية.
وقالت الشركة في بيان لها أن إلغاء الرحلات سيؤثر على أكثر من 45 ألف مسافر، بجانب تأثيره على 90 شركة أخرى تقدم خدمات في المطارات الإسبانية المختلفة، بسبب استمرار الإضراب العمالي لمدة 4 أيام، مشيرين إلى أن ذلك الإجراء ليس له أي مبرر على الإطلاق من وجهة نظرهم.
ليس جديدًا
لم تكن تلك المرة الأولى التي تشهد فيها الشركة إضرابًا، فبجانب الموظفين، قامت أطقم الطائرات من قبل بتنفيذ إضرابات ضد الشركة لمدة 10 أيام؛ احتجاجًا على تخفيض رواتبهم وسط التضخم الذي حدث في البلاد، وتسببوا في إلغاء 92 رحلة جوية، أثرت بدورها على 17 ألف مسافر، بجانب إلغاء 24 رحلة داخلية.