نشر موقع "جلوبس" العبري، تقريرًا عن تعثر تحالف "الازدهار"، الذي تقوده الولايات المتحدة، قال فيه إن أحد الأسباب هو خوف الدول الأوروبية من أن يُنظر إليها على أنها تقف إلى جانب دولة الاحتلال في قطاع غزة.
وأصبح التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، لحماية حرية الملاحة في البحر الأحمر، متعثرًا، بعد إعلان 10 دول فقط علنًا استعدادها للمشاركة، فيما لم يذكر سوى عدد قليل منها القوات التي يشارك بها، كما أنه لم تنضم أي دولة ذات ساحل على البحر الأحمر ذات أهمية إلى التحالف حتى الآن، رغم أن أطر حماية الملاحة التي تشمل هذه البلدان موجودة بالفعل.
وفيما يتعلق بدولة الاحتلال، فالأكثر إثارة للقلق هو الخوف من الانضمام للتحالف باعتباره علامة على الدعم غير المباشر للكيان الصهيوني، رغم أن عدم تصريح أي زعيم أوروبي بذلك، إلا أن تقييم المعلقين السياسيين في أوروبا، هو أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، لعب دورًا أساسيًا في قرار الانضمام للتحالف من عدمه.
ولفت الموقع العبري، إلى موقف بعض الدول، إذ أعلنت إسبانيا، والتي تتخذ حكومتها موقفًا مؤيدًا للفلسطينيين، رفضها الانضمام لقوة حارس الازدهار بشكل قاطع، كما أعلنت فرنسا أن سفنها الحربية ستبقى تحت قيادتها، وحتى ألمانيا التي تدعم دولة الاحتلال بشكل قوي حتى الآن، لا تزال تدرس ما إذا كانت ستساهم في القوة الجديدة.
وهاجم الموقع مواقف الدول الأوروبية، إذ قال إن الاستجابة الضعيفة حتى الآن ساعدت الكيان الصهيوني على فهم ما تعنيه أوروبا عندما وعدت بالوقوف بجانب تل أبيب، "إدانة حماس، نعم، الامتناع عن الدعوة لوقف إطلاق النار، نعم، المساعدات الإنسانية لإعادة إعمار غزة، نعم، لكن المشاركة في قوة عسكرية لحماية حركة المرور البحرية التي تشكل أهمية بالغة حتى بالنسبة لأوروبا "لا".
وتحدث الموقع عن موقف ألمانيا بالتحديد، حيث يتحدث السياسيون بشكل شبه يومي عن 'الالتزام بأمن دولة الاحتلال' وعن أن هذا "جزء من سبب وجود جمهورية ألمانيا الاتحادية"، فإن التناقض بين الكلمات الكبرى والأفعال على الأرض يثير شعورًا بالتنافر.
وحاول الموقع إيجاد تبرير لمواقف الدول الأوروبية، بالحديث عن موعد إطلاق المبادرة الأمريكية قرب نهاية العام، وبالتالي معظم الدول الأوروبية في إجازة وتكون البرلمانات الوطنية في عطلة، وفي بعض الدول موافقتها مطلوبة على مثل هذه التحركات العسكرية، كما أشار إلى صغر البحرية الأوروبية، وتم إرسالها جزئيًا إلى بحر البلطيق لمحاولة حماية البنية التحتية الحيوية لأوروبا مثل الغاز والكهرباء ضد ما وصفه بـ "التخريب الروسي"، أو بدوريات في البحر الأبيض للحماية من الهجرة غير الشرعية.
ورغم أن القوة البحرية الأوروبية قد لا تكون هائلة، ففي حالة "حارس الأزهار"، فإن التعامل البارد مع الولايات المتحدة من قبل الدول الأوروبية، لا يدل فقط على الخوف من النظر إليها على أنها تقف بجانب دولة الاحتلال، لكن يشير إلى ضعف التحالف الغربي، الذي كان من المفترض أن تكمن قوته في كونه جبهة واسعة ومتنوعة المشاركة.
وأشار الموقع إلى أنه مهما كانت أسباب عدم انضمام الدول الأوروبية، تبقى السفن الوحيدة في المنطقة في الوقت الراهن، هي الأمريكية والبريطانية والفرنسية، مشيرًا إلى أن الرسالة التي وصفها بـ "المدوية"، والتي تخرج من البحر الأحمر للعالم أجمع، هي أن الولايات المتحدة تقف بمفردها إلى حد كبير، في هذا الجهد، رغم أهمية هذا الممر البحري لتأمين سلامة الملاحة البحرية، إذ يمر نحو 30% من التجارة بين آسيا وأوروبا عبر البحر الأحمر.
وأشار إلى أن الدور الذي تؤديه الولايات المتحدة، الذي من المفترض أن تكون كشرطي العالم أصبح الآن على المحك، أما من خلال تل أبيب فقط ثبت لها أن حليفها الأكثر موثوقية هو واشنطن وربما بريطانيا، وتنتهي القائمة عند هذا الحد.