الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

استغلال العشائر.. خطة الاحتلال للسيطرة على غزة

  • مشاركة :
post-title
عدوان قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

كشفت قناة "كان" العبرية الرسمية أخيرًا عن خطة لجيش الاحتلال الإسرائيلي لإدارة قطاع غزة في مرحلة ما بعد الحرب الأخيرة، والتي بدأت في 7 أكتوبر 2023. وقد أسفرت هذه الحرب عن مقتل أكثر من 22 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 57 ألفًا آخرين، فضلًا عن الدمار الهائل الذي لحق بالبنى التحتية في القطاع.

وتتضمن الخطة الإسرائيلية تقسيم القطاع إلى مناطق نفوذ تديرها العشائر الفلسطينية، على أن تتولى هذه العشائر مسؤولية توزيع المساعدات الإنسانية. ويبدو أن هذه الخطوة، تهدف لتفتيت السلطة الوطنية الفلسطينية وإضعافها، من خلال منح صلاحيات واسعة للعشائر على حساب السلطة.

استغلال العشائر

وفقًا للخطة، سيتم تقسيم قطاع غزة إلى مناطق نفوذ تسيطر عليها العشائر الفلسطينية المعروفة لدى الاحتلال، وستتولى هذه العشائر مسؤولية توزيع المساعدات الإنسانية. ولم تحدد الخطة مدة هذا الترتيب، مكتفية بوصفها بـ"المؤقتة".

كما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمام الكنيست رفضه إعادة السلطة الفلسطينية لإدارة شؤون القطاع، مُشيرًا إلى ضرورة إخضاع السلطة لـ"عملية تغيير جوهرية" قبل الحديث عن دور لها في غزة.

وقالت القناة إن هذه العشائر معروفة لدى الاحتلال الإسرائيلي، وستقوم بإدارة الحياة المدنية في القطاع لفترة مؤقتة، ويأتي هذا الكشف بعد تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام البرلمان، بأنه لا جدوى من الحديث عن إعادة السلطة الفلسطينية لإدارة غزة ما لم تخضع لتغيير جوهري.

وأوضحت أن هذه "العشائر المعروفة لدى جيش الاحتلال الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (شاباك)، ستقوم بإدارة الحياة المدنية في غزة لفترة مؤقتة (دون تحديد المدة)".

قالت القناة، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قال أمام لجنة الأمن والخارجية بالكنيست الإسرائيلي، إنه "لا جدوى من الحديث عن السلطة الفلسطينية كجزء من إدارة غزة، طالما لم تخضع لعملية تغيير جوهرية".

وأضاف نتنياهو: إذا كانوا جادين في التغيير، فليثبتوا ذلك أولًا في يهودا والسامرة "التسمية العبرية للضفة الغربية".

وبحسب المصدر ذاته، جاءت هذه التصريحات "بعد اجتماعات وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، في الولايات المتحدة، مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، والتي تحدث فيها عن هيئة فلسطينية تسيطر على القطاع، دون الخوض في تفاصيل".

ردود الفعل على الخطة

أثارت الخطة الإسرائيلية قلق الإدارة الأمريكية، وقد عبّرت واشنطن عن مخاوفها من أن يؤدي الرفض الإسرائيلي لوجود كيان فلسطيني يدير غزة إلى احتلال إسرائيل فعلي للقطاع، إلا أن نتنياهو أكد في أكثر من مناسبة رفضه عودة السلطة الفلسطينية.

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية أعلنت رفضها إعادة الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة أو إعادة الاستيطان فيه. وبرزت في الأسابيع الماضية دعوات إسرائيلية لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.

ومن جانبها استنكرت الهيئة العليا للعشائر الفلسطينية في قطاع غزة، تصريحات رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، حول إمكانية تعزيز دور العشائر للسيطرة على قطاع غزة.

وحذرت الهيئة العليا للعشائر من مثل هذه التصريحات المرفوضة والمشبوهة، والتي تسعى من خلالها دولة الاحتلال بالتغطية على فشلها في غزة إلى خلق البلبلة والفتنة في المجتمع الفلسطيني.

في المقابل، أيد كل من وزيري الأمن القومي والمالية الإسرائيليين فكرة تشجيع الفلسطينيين على الهجرة من غزة، في محاولة لتفريغ القطاع من سكانه الفلسطينيين.

ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية، قوله: "الحل الصحيح لقطاع غزة هو تشجيع الهجرة إلى الدول التي توافق على استقبال اللاجئين".

وأضاف زعيم حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف: "ستحكم إسرائيل بشكل دائم، لضمان الأمن من خلال الوجود الدائم لقوات الجيش على الأرض، وإقامة مستوطنات يهودية".

وكانت إسرائيل سحبت قواتها وأخرجت مستوطنيها من قطاع غزة في 2005، وضمن ذلك مستوطنة "غوش قطيف" التي كانت قائمة في غزة.