بعد 89 يومًا من الحرب العدوانية التي شنتها ضد غزة، تزايدت الدعوات من قبل اليمين المتطرف داخل دولة الاحتلال الإسرائيلي، بعودة المستوطنين اليهود إلى قطاع غزة.
ووقفت الولايات المتحدة الأمريكية، أمام تلك الدعوات، التي وصفتها بالتحريضية وغير المسؤولة، منتقدة التصريحات الأخيرة للوزيرين الإسرائيليين بتسلئيل سموتريش وإيتمار بن جفير، بحسب صحيفة جيروزاليم.
الصحراء تُزهر.. دعاوى كاذبة للتهجير
دعا سموتريتش، وزير المالية، أحد كبار ممثلي الائتلاف اليميني، الذي يتزعمه بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، السكان الفلسطينيين في غزة إلى مغادرة القطاع المحاصر، وإفساح المجال أمام الإسرائيليين الذين يمكنهم "جعل الصحراء تُزهر".
ورفض بن جفير، وزير الأمن القومي، رد وزارة الخارجية الأمريكية: "الولايات المتحدة هي أفضل صديق لنا، لكن قبل كل شيء سنفعل ما هو جيد لدولة إسرائيل، إذ إن هجرة مئات الآلاف من غزة ستسمح لسكان منطقة الحدود بالعودة إلى ديارهم والعيش بأمان".
عودة المستوطنين اليهود في قطاع غزة
وبعد دعوة بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف، المستوطنين اليهود في قطاع غزة إلى العودة، خرج إيتمار بن جفير، وزير الأمن اليميني المتطرف، للدعوة مجددًا إلى عودة المستوطنين اليهود إلى قطاع غزة.
وقال "بن جفير" خلال اجتماع لحزب القوة اليهودية الذي يتزعمه، إن انسحاب الفلسطينيين وإعادة بناء المستوطنات الإسرائيلية هو حل صحيح وعادل وأخلاقي وإنساني.
أحلام يقظة
من جانبها؛ رفضت الفصائل الفلسطينية، تصريحات بن جفير، ووصفتها بأنها "حلم يقظة"، مؤكدًة في بيان لها: "أن إسرائيل لن تجد سبيلًا لتنفيذه أمام الشعب الفلسطيني الصامد".
هجرة المدنيين الفلسطينيين
وفي حديثهما خلال اجتماعات حزبيهما في الكنيست، عرض إيتمار بن جفير، وزير الأمن القومي، وبتسلئيل سموتريتش، وزير المالية، هجرة المدنيين الفلسطينيين كحل للصراع الطويل الأمد وكشرط أساسي لتأمين الاستقرار اللازم للسماح لسكان جنوب إسرائيل بالعودة إلى منازلهم، وهو ما قبول بالرفض القاطع من قبل مصر والأردن وتأكيد رفض تلك المخططات في أكثر من مناسبة.
وتابع: "لا يمكننا الانسحاب من أي منطقة نتواجد فيها في قطاع غزة، أنا لا أستبعد الاستيطان اليهودي هناك فحسب، بل أعتقد أنه أمر مهم أيضًا".
الانقسام داخل إسرائيل
ومن جهة أخرى؛ قال دانييل هاجاري، المتحدث العسكري لجيش الاحتلال، إن الانقسامات الاجتماعية ساعدت في تنفيذ عملية "طوفان الأقصى".
وأكد "هاجاري" أن حماس اعتقدت من بين أمور أخرى أن إسرائيل كانت في حالة من الفوضى، بسبب الإصلاح القضائي المثير للجدل، وبالتالي فهي أقل قدرة على الدفاع عن نفسها.
إسرائيل تتوقع حربًا طويلة
يعدّل جيش الاحتلال انتشار قواته، تحسبًا لحرب طويلة الأمد في قطاع غزة والسماح لبعض جنود الاحتياط بالعودة مؤقتًا إلى الحياة المدنية.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال، إن "أهداف الحرب تتطلب قتالًا أطول، ونحن نكيّف أسلوبنا في الحرب والقوات المطلوبة لكل منطقة في قطاع غزة، إذ إن كل منطقة لها خصائص مختلفة واحتياجات عملياتية مختلفة".
وبحسب "هاجاري"، فإن بعض جنود الاحتياط سيعودون إلى وظائفهم هذا الأسبوع، من أجل تخفيف الضغط على الاقتصاد الإسرائيلي المتداعي منذ الحرب على غزة.