دخل الأطباء في بريطانيا الذين يطالبون بزيادة الأجور، في جولة خامسة من الإضراب، بدأت في الساعة السابعة صباح اليوم بالتوقيت المحلي وتستمر حتى الساعة 7 صباحا يوم الثلاثاء المقبل، وهو الأمر الذي أثار حفيظة وزير الصحة ووصف الأمر بأنه يتسبب في إيذاء المرضى وشلل القطاع، داعيًا إياهم إلى الرجوع عن قرارهم ومداومة سير العمل، بحسب صحيفة التليجراف البريطانية.
وجعل رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك معالجة قوائم انتظار هيئة الخدمات الطبية واحدة من أولوياته، لكن الجمعية الطبية تقول إنه من غير المرجح أن يحقق هذا الهدف في حين يواصل الأطباء الإضراب، حتى إن قادتها اعترفوا باستخدام المرضى كأداة ضغط في سعيهم للحصول على المزيد من الأجور.
انضمام المسعفين
وإلى جانب الآلاف من الأطباء المبتدئين، سيرفض المسعفون -الذين يسعون إلى زيادة أجورهم 35%- تقديم الرعاية لمدة أربعة أيام، حتى في حالات الطوارئ، ومن المفارقات أن بعض هؤلاء المعتصمين بدأوا العمل لأول مرة في هيئة الخدمات الصحية الوطنية قبل تسعة أيام فقط، بعد تخرجهم حديثًا.
الحكومة ترد: "تهور"
قال وزير الصحة ستيف باركلي، اليوم إن الأطباء المضربين يضرون فقط بالمرضى، واتهم الجمعية الطبية البريطانية بالتهور في الإضرابات، التي وصفها بأنها لا داعي لها، وطالبهم بإنهائها والتوقف عن إيذاء المرضى.
وأصر "باركلي"، وفقًا لصحيفة The Mail على أن الأطباء تلقوا بالفعل زيادة أكثر سخاءً من صفقات الأجور لموظفي القطاع العام الآخرين. وقال إن تهديد النقابة بمواصلة الإضراب إلى أجل غير مسمى "لا طائل من ورائه"، ومثير للقلق لا سيما في الفترة التي تسبق فصل الشتاء، عندما تتعرض هيئة الخدمات الصحية الوطنية لمزيد من الضغط.
وأضاف "باركلي": "تواصل الجمعية الطبية التصرف بتهور من خلال المضي قدمًا في المزيد من الإضرابات غير الضرورية هذا الأسبوع والتي لا تؤدي إلا إلى إلحاق الضرر بالمرضى وزيادة الضغط على زملائهم".
وتابع: " رأينا مرارًا وتكرارًا أنه لا أحد يستفيد من هذا التعطيل وقد تم على إثره تأجيل ما يقرب من 800 ألف موعد أو عملية، إنه أمر مقلق للغاية خاصة وأن هيئة الخدمات الطبية تعمل بجد للتعافي من الوباء ومعالجة تراكم قياسي".
واستشهد وزير الصحة البريطاني باستطلاع للرأي يظهر أن أكثر من نصف الجمهور يعتقدون أن مكافأة الأجور "صحيحة تقريبًا" أو "مرتفعة للغاية".
دعوة للتفاوض سريعًا
وقال الطبيبان روبرت لورينسون وفيفيك تريفيدي، الرئيسان المشاركان للجنة الأطباء المبتدئين في الجمعية الطبية: "نحن الآن في المرحلة التي تدخل فيها مجموعة جديدة كاملة من الأطباء المبتدئين المهنة، لم يتم منحهم أي خيار من قبل الحكومة وجاء الدخول في إضراب من أجل مستقبلهم.. يجب أن تخجل الحكومة من أن هذه هي حالة المهنة التي يقدمونها لأطبائنا الجدد".
واختتما حديثهما: "إذا كانوا يريدون خدمة صحية تحتفظ بهذه الموهبة لعقود مقبلة فعليهم أن يجلسوا إلى طاولة المفاوضات، ليس في الأسابيع ولا في الأشهر المقبلة ولكن اليوم، فلا ينبغي أن يستمر هذا النزاع طويلًا".
توقف العمليات الجراحية
ويقول قادة الصحة إن الإضراب يعوق الجهود المبذولة لمعالجة تراكم علاج فيروس كورونا حيث تم إلغاء 800 ألف موعد وعملية، فضلا اعتقادهم أن الإجمالي الحقيقي قد يقترب من مليوني شخص لأن العديد من المستشفيات تجنبت تحديد المواعيد في أيام الإضراب حتى لا تضطر إلى إلغائها.
زيادة المعاشات
وأشار "باركلي" إلى أن الأطباء المبتدئين ذوي الأجور الأقل والذين هم في عامهم الأول من التدريب سوف يشهدون زيادة في متوسط رواتبهم الأساسية بنسبة 10.3% بمبلغ يقدر بنحو 47600 جنيه استرليني.
وأضاف: "عندما يصلون إلى مستوى استشاري، فإنهم يكسبون في المتوسط 134,000 ألف جنيه استرليني سنويًا ويتقاعدون بمعاش سنوي مقاوم للتضخم يبلغ 78,000 جنيها إسترلينيا (أربعة أضعاف متوسط معاش التقاعد بالمملكة المتحدة البالغ 18,772 جنيها إسترلينيًا".
وأشار وزير الصحة إلى أن الأطباء ليس لديهم ما يجنوه من الإضرابات الأخرى لأن المبلغ "نهائي"، وقد أعلنت الحكومة بالفعل أنها مستعدة لمناقشة كيفية تحسين الحياة العملية.