الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الحرب الأوكرانية في 2024.. "احتمالات" تذبذب المواقف الغربية و"تأكيد" طول الأمد

  • مشاركة :
post-title
الحرب الروسية ا لأوكرانية تقترب من عامها الثالث

القاهرة الإخبارية - عبدالله عسكر

ساعات قليلة ويبدأ عام جديد، بينما لا تزال توقعات الحرب الروسية الأوكرانية مخيّبة للآمال، وتراوح الأحداث في مكانها ومواقعها فيما يبدو وكأن الهجوم الأوكراني قد توقف، وفي المقابل لم يكن هناك اختراق روسي جديد داخل الأراضي الأوكرانية، يأتي ذلك في وقت أظهر فيه الغرب وحدة مذهلة مع أوكرانيا عام 2022 وحافظ عليها طوال عام 2023 لكن هذا الموقف بدأ يتذبذب مع دخول عام 2024.

مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية ذكرت في تقرير لها، أنه "يجب على كييف أن تستعد لتغيير محتمل في مواقف أمريكا وأوروبا، ولا يمكن ضمان استمرار الالتزام الغربي تجاه أوكرانيا، في وقت تتساءل فيه الدوائر السياسية في أوروبا والولايات المتحدة عن الدعم طويل الأمد لأوكرانيا، وحتى الآن لا تزال هذه الأصوات أقلية، لكنها تتضاعف وترتفع.

نجاح أوكرانيا يتلاشى

وفي الولايات المتحدة، أصبحت الحرب في أوكرانيا أحدث نقطة اشتعال في الصراع الدائر حول مدى اهتمام الأمريكيين بدعم الشركاء والحلفاء في الخارج (والإنفاق عليه). وقد بدأ التفاؤل بشأن نجاح أوكرانيا يتلاشى، الأمر الذي أدى إلى الشعور بعدم الارتياح إزاء اندلاع حرب كبرى مفتوحة على الأراضي الأوروبية، كما أدت الوتيرة البطيئة نسبيًا، والمكاسب المتواضعة للهجوم المضاد الذي شنته أوكرانيا في وقت سابق من هذا الصيف إلى زيادة جرأة المتشككين في الدعم الغربي لكييف. وفق "فورين أفيرز".

إن الخطر الرئيسي الذي يواجه أوكرانيا لا يتمثل في حدوث تحول سياسي مفاجئ في الغرب بقدر ما يتمثل في التفكك البطيء لشبكة المساعدات الأجنبية المنسوجة بعناية. ومع ذلك، إذا حدث تحول مفاجئ فسوف يبدأ في الولايات المتحدة، حيث سيتم طرح الاتجاه الأساسي للسياسة الخارجية الأمريكية على ورقة الاقتراع في نوفمبر 2024.

أما في أوروبا فإن "الإخلاص غير المنقوص لأوكرانيا هو ما يميز حكومات فنلندا، وبولندا، والسويد، والمملكة المتحدة، ودول البلطيق، وفي ألمانيا التي استقبلت مليون لاجئ أوكراني في حين زادت مساعداتها تدريجياً لأوكرانيا، فإن القوس الطويل للأزمة هو الذي يولد الإحباط والشعور بالضيق، وهو ما أعلنه حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف". وفق المجلة الأمريكية.

موقع شبكة "TSN" التلفزيونية الأوكرانية، نقل تقريرًا أعدته "بي بي سي" الإنجليزية حول احتمالات الحرب خلال الأشهر الـ12 المقبلة في عام 2024 مع سيطرة روسيا على نحو 18% من أراضي أوكرانيا، حيث جاءت الاحتمالات على ثلاثة أمور استطلعت خلالها آراء عدد من الخبراء السياسيين والعسكريين الأوكرانيين وهي: "استمرار الحرب، وعام من التوحيد في المستقبل، ضغط أوكرانيا على روسيا حول شبه جزيرة القرم".

استمرار الحرب

"باربرا زانتشيتا"، البروفيسور بقسم دراسات الحرب، بكلية "كينجز كوليدج" لندن، قال "لا تزال احتمالات نهاية الحرب في أوكرانيا مخيبة للآمال، وأنه مقارنة بالعام الماضي، فإن مواقف بوتين أصبحت أقوى، لكن من الناحية السياسية أكثر من كونها عسكرية، وقت أصبح فيه وضع ساحة المعركة غير مؤكد، فيما يبدو أن الهجوم الأوكراني قد توقف مع عدم وجود اختراق روسي جديد أيضًا.

بروفيسور دراسات الحرب، بـ"كينجز كوليدج" رأى أنه أكثر من أي وقت مضى تعتمد نتيجة الحرب على القرارات السياسية التي يتم اتخاذها على بُعد عدة كيلومترات من مركزها في واشنطن وبروكسل، وأن الوحدة المذهلة التي أظهرها الغرب عام 2022 وحافظ عليها طوال عام 2023 بدأت تتذبذب، فيما يبدو أن مستقبل المساعدات الاقتصادية التي يقدمها الاتحاد الأوروبي يعتمد على الموقف السخيف الذي تتخذه المجر، التي تدعو إلى العقلانية في الصراع الأوكراني.

الرئيسان الأمريكي والأوكراني

"إن التقلبات في العواصم الغربية تشجع بوتين، الذي يؤيده ظهوره العلني الأخير وتصريحاته الجريئة أن روسيا، من وجهة نظره، مستعدة لحرب طويلة الأمد، فهل سيكون لدى الغرب ما يكفي من القوة والقدرة على التحمل لمواصلة معارضة الزعيم الروسي وكل ما يمثله؟"، وفي واشنطن من غير المرجح حدوث تغيير كامل في السياسة، في وقت تتنامى معدلات شعبية الرئيس السابق دونالد ترامب، لذلك هناك إغراء لتخيل سيناريو التوقف الكامل لدعم أوكرانيا في حال فوزه في انتخابات 2024 في الولايات المتحدة، وفق "زانتشيتا".

واختتم حديثه بأنه لا يمكن تجاهل الخلافات في المعسكر الغربي، الذي يشجع تردده روسيا على التصرف بشكل أكثر عدوانية، فإن الطريقة الوحيدة المحتملة لحل الصراع هي المفاوضات التي يرفضها الجانبان، أما بالنسبة للديمقراطيات، فكان الإجماع طويل المدى لدعم الحرب دائمًا أكثر صعوبة منه بالنسبة للحكام المستبدين، ومن المحتمل أن تستمر الحرب طوال عام 2024 بأكمله، لكن من غير الممكن أن تستمر إلى الأبد، وبالتالي فإنه عام سوف يكون أكثر صعوبة.

عام من التوحد في المستقبل

"مايكل كلارك"، المدير العام السابق للمعهد الملكي البريطاني المشترك للدراسات الدفاعية، قال إن "مضاعفة ميزانية الدفاع الروسية ثلاث مرات خلال 2023 التي تمثل 30% من الإنفاق الحكومي العام المقبل، يجعل الحرب في أوكرانيا أطول وأكثر إيلامًا من أي شيء شهدته أوروبا منذ منتصف القرن الماضي".

وأضاف، "على مدار العام، لم يتغير خط المواجهة إلا قليلاً، ولكن سيكون من الخطأ القول إن الحرب في أوكرانيا وصلت إلى طريق مسدود، لكنها تحتاج إلى الدعم الغربي حتى تتمكن من الصمود في العام المقبل، في حين تعمل على بناء قوات محلية استعدادًا لهجمات مستقبلية، وسيتم تحديد مسار هذه الحرب في عام 2024 في موسكو وكييف وواشنطن وبروكسل وبكين وطهران وبيونج يانج أكثر من تحديده في أفدييفكا وتوكموك وكراماتورسك أو أي ساحة معركة مدمرة أخرى على طول خط المواجهة".

أوكرانيا ستضغط حول شبه جزيرة القرم

"بن جودجز"، القائد السابق للجيش الأمريكي في أوروبا، رأى أن أوكرانيا لن تتوقف، وستقاتل من أجل بقائها، وتفهم ما يمكن توقعه من روسيا إذا فازت، فيما يتزايد الحديث في الدول الأوروبية عن زيادة المساعدات وسط مخاوف من تلاشي عزيمة الولايات المتحدة، فيما يعد الجزء الأكثر أهمية من الناحية الاستراتيجية في أوكرانيا الذي يظل تحت السيطرة الروسية هو شبه جزيرة القرم ونحن نسميها "المنطقة الحاسمة".

وسوم :سياسة