الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بعيدا عن الدين أو العِرق.. شرق آسيا يتعاطف مع "غزة" بـ"الكوفية الفلسطينية"

  • مشاركة :
post-title
رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم يقود مظاهرة تضامنية مع غزة في أكتوبر الماضي - وكالات

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

أشار تحليل حديث نشرته فورين بوليسي (Foreign Policy) إلى أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة هو "موضوع مشتعل" بالنسبة للسياسيين في دول شرق آسيا، حيث يتفاعل الرأي العام المحلي في تلك الدول مع الأزمة الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني. مُشيرًا إلى أن الأمر في بعض هذه الدول، مثل الفلبين وتايلاند، لا يتعلق بخلفية دينية مشتركة -باعتبار الإسلام يجمعهما بالفلسطينيين- وإنما يتعلق في الواقع بالإنسانية.

وأشار إلى أن دولًا مثل فيتنام، وكمبوديا، ولاوس، دعت إلى وقف إطلاق النار، رغم تأثيرها الجيوسياسي الضعيف بالنسبة للشرق الأوسط، وعدم وجود أغلبية مسلمة بها للحديث عن معاناة الشعب الفلسطيني.

وأكد التحليل أنه "حتى الدول التي لديها ذاكرة من التناحر العرقي -مثل تايلاند والفلبين- ودول مثل كمبوديا وفيتنام، استنكرت العدوان". وفي الواقع "مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لا يمكن حتى للبلدان الموجودة في الطرف الآخر من العالم أن تغض بصرها".

غضب واحتجاجات

مسيرة في كوالالمبور احتجاجا على العدوان على غزة في 28 أكتوبر- وكالات

كانت دول شرق آسيا شهدت تفاعلًا رسميًا وشعبيًا كبيرًا منذ بدء العدوان، حيث خطب مرشح رئاسي في إندونيسيا أمام مئات الآلاف من المحتجين على العدوان، ووصف رئيس الوزراء الماليزي، وهو يرتدي الكوفية الفلسطينية، الوضع بأنه "جنون"، متقدمًا حشودا من الجماهير الغاضبة؛ بينما منعت سنغافورة أن يُرفع أيا من علمي طرفي الحرب.

ويلفت التحليل إلى أنه ما يقرب من 42% من شعوب شرق آسيا من المسلمين، وهذا أحد الأسباب الأساسية للغضب الشعبي في دول عدة. مشيرًا إلى أن كلًا من ماليزيا وإندونيسيا ترفضان من البداية أية تمثيل دبلوماسي مشترك مع إسرائيل؛ وحتى عندما أعرب دبلوماسيون إسرائيليون عن آمالهم في التطبيع مع الدولتين، "بقي الأمل ضعيفًا رغم مناقشة مجلس الوزراء الإندونيسي تلك الآمال".

سياسة الحياد

أمّا سنغافورة -التي تتشكل أغلبية كبيرة بها من العرق الصيني- فعلى عكس جارتها إندونيسيا، تتمتع بعلاقة قوية مع إسرائيل، لذلك لا نجد ذلك الرفض القوي للعدوان الإسرائيلي، لكنها في الوقت نفسه منعت رفع أي شعارات مؤيدة للفلسطينيين أو الإسرائيليين، لأنها تخشى عرقية سكانية كبيرة أخرى، وهم مسلمو "الملايو". كما يخشى مسؤولون في البلاد التعرض لهجمات من متشددين بسبب العلاقات الرائجة مع تل أبيب.

كما تمثل الفلبين وضعًا حساسًا آخر، كما يقول جريج بولينج، مدير برنامج جنوب شرق آسيا في مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية؛ حيث إن عملية السلام في جزيرة بانجسمورو في مانديانو -التي تضم كثيرًا من مسلمي المورو- لا تزال قيد النمو "لذلك فإن آخر ما تريده الحكومة هو إثارة غضب هؤلاء".

مع هذا، كانت الفلبين بدورها هي الدولة الجنوب شرق آسيوية الوحيدة التي امتنعت عن التصويت حول قرار وقف إطلاق النار في غزة في الأمم المتحدة، أمام الجمعية العامة نهاية أكتوبر الماضي.

كانت تايلاند انخرطت في الأزمة عندما أسرت حماس 24 عاملًا تايلانديًا في المستوطنات خلال عملية "طوفان الأقصى" في أكتوبر الماضي، الذين أطلقت سراحهم خلال الدفعة الأولى لتبادل الأسرى. بعدها، عادت بدورها إلى سياسة الحياد، متراجعة عن تصريحات رئيسة وزرائها التي هاجمت فيها حركة حماس وما قامت به في أكتوبر الماضي.