كشفت دراسة حديثة عن الأخطار الكامنة في الغازات المفلورة، وهى تلك الغازات التي تنتج عن أنظمة التبريد والتكييف والمذيبات الكيميائية وطفايات الحريق، إذ يمكن أن تبقى في الغلاف الجوي لمدة تصل إلى آلاف السنوات، الأمر الذي له يؤثر على التغير المناخي، ويجعل الوصول إلى هدف 1.5 درجة أمرًا أشبه بالمستحيل، بالإضافة إلى أن تأثيرها على ظاهرة الاحتباس الحراري يمكن أن يصل إلى 9200 مرة مقارنة بثاني أكسيد الكربون.
وينشأ انبعاث مركبات الكربون الهيدروفلورية، من إنتاج منتجات مثل الثلاجات ومكيفات الهواء، التي يتم قبولها كبدائل لمركبات الكربون المحظورة بموجب بروتوكول مونتريال، والذي انضمت إليه 198 دولة، على أساس أنها تلحق الضرر بطبقة الأوزون.
كما تظهر مركبات الفلوروكربون وسداسي فلوريد الكبريت بشكل عام نتيجة للتسربات أو عمليات التدمير أثناء الأنشطة الصناعية التي تنتج الألومنيوم ومواد أشباه الموصلات.
وتتراوح مدة بقاء مركبات الفلوروكربون في الغلاف الجوي بين 2500 و50 ألف سنة، كما أن تأثير غازات هذه المجموعة على ظاهرة الاحتباس الحراري يمكن أن يصل إلى 9200 مرة مقارنة بثاني أكسيد الكربون.
يؤثر سداسي فلوريد الكبريت، الذي يبقى في الغلاف الجوي لمدة 740 عامًا في المتوسط، على ظاهرة الاحتباس الحراري أكثر بـ 23900 مرة من ثاني أكسيد الكربون.
وفقًا لوكالة حماية البيئة، نظرًا لأن معظم الغازات المفلورة لها عمر طويل جدًا في الغلاف الجوي، فمن غير الممكن رؤية انخفاض ملحوظ في التركيزات الحالية في وقت قصير. ومن ناحية أخرى يمكن تقليل الانبعاثات عن طريق تقليل التسربات الصناعية مع تطور التكنولوجيا وإيجاد حلول بديلة بدلا من هذه الغازات.
وبحسب البحث الذي تم إجراؤه على البيانات الخاصة بالفترة 1990-2019 بقيادة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة الأمريكية، حول انبعاث سداسي فلوريد الكبريت وثلاثي فلوريد النيتروجين وبعض غازات الفلوروكربون، فإن البحث ألقى باللوم على الصين واعتبرها مسؤولة عن 93% من انبعاث هذه الغازات.
وقال بالاف بوروهيت، باحث أول في برنامج الطاقة والمناخ والبيئة، في المعهد النمساوي الدولي لتحليل النظم التطبيقية، إن الغاز المفلور الأكثر شيوعًا هو مركبات الهيدروفلوروكربون، والمصدر الرئيسي لهذا الغاز هو أنظمة التبريد والتكييف والمذيبات الكيميائية وطفايات الحريق والبخاخات.
ووفقًا لوكالة الأناضول التركية، أكد "بوروهيت" أن مركبات الهيدروفلوروكربون هي غازات دفيئة قوية للغاية، وذكر أنه في هذا السياق يهدف بروتوكول مونتريال إلى تقليل استخدام هذه الغازات تدريجيًا.
وأشار بوروهيت إلى أنه إذا لم يكن من الممكن السيطرة على هذه الغازات، فإن انبعاثات الهيدروفلوروكربون التراكمية ستبلغ أكثر من 92 مليار طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2050.
وفي إشارة إلى أن هناك العديد من الجهود العالمية والإقليمية والوطنية للحد من هذه الغازات، وخاصة الأهداف المحددة في بروتوكول مونتريال واللوائح التي تم إدخالها في منطقة الاتحاد الأوروبي، قال بوروهيت: "ومع ذلك، حتى الأهداف الحالية لخفض انبعاثات مركبات الكربون الهيدروفلورية ليست كافية لتحقيق هدف 1.5 درجة الذي حدده اتفاق باريس".