رغم استطلاعات الرأي التي أكدت أن نيكي هيلي، المُرشحة لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، تكاد تكون مُنافسًا قويًا للرئيس السابق دونالد ترامب، ضمن السباق التمهيدي للحزب الجمهوري، عام 2024، إلا أن تصريحاتها المستمرة تتسبب في فقدان رصيدها الشعبي والحزبي لصالح خصومها.
منافس ترامب الرئيسي
تغاضي السفيرة السابقة للأمم المتحدة والمرشحة للرئاسة، عن ذكر دور العبودية كسبب رئيسي في اندلاع الحرب الأهلية في القرن التاسع عشر بالولايات المتحدة، كان سببًا في الهجوم عليها، بل واستغلال المنافسين للأمر، وتباروا في إظهار هذا الدور الذي كان واحدًا من أسباب الحرب، التي سُميت في أغلب الأوقات بحرب التحرير الأمريكية، وفقًا لشبكة "abcnews" الأمريكية.
وحتى أمس اعتُبرت نيكي هيلي وفق استطلاعات رأي نشرتها وسائل الإعلام الأجنبية، هي المنافس الرئيسي لدونالد ترامب في الانتخابات التمهيدية، رغم وجود فارق بينها، لكنها استطاعت إعطاء زخم لحملتها الانتخابية 2024، بسبب ما فعلته في مواجهة خصومها، خلال المناظرات التي تظهر يوميًا على شاشات التلفزيون.
العبودية والصراع الدموي
كانت نيكي هيلي، حاكمة ولاية كارولينا الجنوبية سابقًا، تظهر في حدث دار البلدية في مدينة "برلين، نيو هامبشاير"، عندما طُلب منها أحد الناخبين عما تعتقده من أن العبودية كانت السبب الرئيسي، الذي أدى إلى الصراع الدموي والحرب الأهلية، إذ كانت إجابتها المختصرة دافعًا لاندهاش الجميع، فقالت إن المحفزات التي كانت وراء اشتعال الحرب الأهلية هي في الأساس تنبع من كيفية إدارة الحكومة للوضع.
ووفقًا لـ"newsweek" الأمريكية، فإن المرشحة للرئاسة سرعان ما تداركت الأمر، لكن إجابتها زادت الأمر غموضًا وغضبًا من الكثيرين، إذ أكدت أن الأمر يتعلق بدور الحكومة وحقوق الناس، ولا تحتاج الحكومة إلى أن تخبرك كيف تعيش حياتك، أو أن تكون جزءًا من حياتك".
فرصة ذهبية للخصوم
أسهبت المرشحة الرئاسية نيكي هيلي، في الحديث عن احتياج الولايات المتحدة إلى الرأسمالية والحرية الاقتصادية وحرية الدين، وتأكيدها عدم ذكر العبودية في الحرب، كان وراء هجوم شرس وفرصة ذهبية لم يتوقعها أكثر خصومها عداوة، كان أولهم الرئيس الحالي جو بايدن نفسه، الذي دخل على خط الأزمة، إذ نشر فيديو لها على وسائل التواصل الاجتماعي، مُعلقًا عليه: "إن الأمر كان يتعلق بالعبودية".
حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، الذي يُعد أقرب منافسيها على المركز الثاني في سباق ترشح الحزب الجمهوري، هو الآخر استفاد من الموقف، وقال في تصريحاته: " كانت ليلة كارثية على نيكي هالي، والجميع يعلم سبب الحرب الأهلية"، كما وجه فيفيك راماسوامي - مرشح جمهوري آخر - انتقادات شديدة لهيلي، وبسخرية قال: "نسيت نيكي حزب لينكولن منذ فترة طويلة"، وفقًا لـ"newsweek".
وأيضًا شخصيات سياسية بارزة في المجتمع الأمريكي، رفضوا موقفها من العبودية، منهم كريستيل سبين، التي أصبحت أول امرأة سوداء ترأس الحزب الديمقراطي في ولاية كارولينا الجنوبية، هذا العام، قائلة إن رد هيلي كان "سيئًا لكنه غير مفاجئ، هي مثل ترامب تمامًا، وتريد الحصول على منصب نائب الرئيس إذا فاز ترامب".
العلم الفيدرالي
لم تكن تلك المرة الأولى التي تسببت تصريحات المرشحة الرئاسية الأمريكية في جدل سياسي داخل المجتمع الأمريكي، إذ كان آخرها ما فعلته في أعقاب الجريمة التي اشتهرت باسم جريمة الكراهية، خلال الهجوم المميت على كنيسة الأم إيمانويل في تشارلستون - وهي كنيسة للسود تاريخية، إذ دعمت هيلي تشريع يدعم إنزال العلم الكونفدرالي من أراضي مقر الولاية.
من هي نيكي هيلي؟
يذكر أن نيكي هيلي، سياسية ودبلوماسية أمريكية، شغلت منصب حاكم ولاية كارولينا الجنوبية من عام 2011 إلى 2017، وكانت أول حاكمة لولاية ساوث كارولينا والحاكم الثاني من أصل هندي، ثم عينها الرئيس السابق دونالد ترامب سفيرة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة في عام 2017، وتركت المنصب في 2018، وأعلنت هيلي حملتها لانتخابات الرئاسة الأمريكية 2024، فبراير الماضي.