منذ إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ترشحه للانتخابات الرئاسية الأمريكية في 2024، بدأ مرشحو الحزب الجمهوري إعلان نيتهم الترشح بالسباق الرئاسي، في وقت ساد فيه الصمت لأعضاء الحزب الديمقراطي عن مرشحيه، خاصة مع عدم إعلان الرئيس جو بايدن، ترشحه لخوض المعركه الانتخابية لفترة ثانية، وسط شكوك من إمكان فوزه في هذه الانتخابات مع صعود العديد من الأزمات في الداخل الأمريكي، خاصة "الاقتصادية".
مرشحون محتملون
وتردد في أروقة الحزب الديمقراطي أسماء مرشحين محتملين لخوض السباق الانتخابي، إذ يرجح البعض أن يلجأ الحزب لأسماء بارزة في الحقل السياسي لجذب أصوات الناخبين، خاصة بعد هبوط شعبية بايدن، بالإضافة إلى خسارة الحزب الديمقراطي للأغلبية في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، نوفمبر الماضي.
وبرز اسم بيرني ساندرز، السيناتور الأمريكي البارز، كمرشّح نهائي للحزب لانتخابات الرئاسة، كما يفكر عدد متزايد من كبار مسؤولي الحزب في خيار شيرود براون، السياسي البارز، على أن يكون "الفارس الأبيض" المُنقذ ومرشّح اللحظة الأخيرة، إضافة إلى ترشيح ميشيل أوباما إلى منصب نائب الرئيس.
ووفق تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز"، فمن الأسماء المرشحة أيضًا لخوض الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، برز اسم كامالا هاريس، التي انسحبت من السباق، ديسمبر الماضي، ونانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب، وفقًا لمقابلات أجرتها الصحيفة الأمريكية مع نحو 93 مسؤولًا في الحزب الديمقراطي، جميعهم من المندوبين الكبار الذين يمكنهم تحديد من يكون المرشح النهائي لتلك المؤسسة الحزبية في حال عدم توفر غالبية واضحة من أصوات المندوبين.
وفيما ينتظر الديمقراطيون بقلق نتائج الانتخابات التمهيدية، "الثلاثاء الكبير"، الأسبوع المقبل، في جميع أنحاء الولايات المتحدة، فإن هؤلاء "مستعدون للمخاطرة باحتمال وقوع أضرار داخل الحزب"، عبر منع حسم ترشيح التقدمي بيرني ساندرز "79 عامًا" في المؤتمر الوطني للحزب، الذي يعقد في يوليو المقبل. وحينها، سيتعين على الحزب الديمقراطي أن يحسم اختياره لمرشحه الذي يرجح أن يكون منافس ترامب في الانتخابات العامة، التي تجرى في 3 نوفمبر المقبل.
التصويت الشعبي
من جانبها، أعلنت الحملة الانتخابية لساندرز ومجموعة من مؤيديه، ضرورة اختيار المرشح الذي يصل المؤتمر، من خلال اجتذاب أكبر عدد من المندوبين الذين يعبرون عن إرادة الناخبين، ليكون مرشحًا ذو أغلبية مؤكدة للحزب.
ومن المتوقع أن ينجح ساندرز في هذه المهمة بولاية نيفادا، ويبدأ فيها خطواته الأولى للترشح، الذي سيكون بذلك أول مرشح ديمقراطي يعلن بصورة رسمية لخوض الانتخابات الرئاسية، كذلك سيكون المرشح الأول على الإطلاق للفوز بالتصويت الشعبي في الانتخابات التمهيدية.
في المقابل، أعرب ديمقراطيون أجرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقابلات معهم، عن قناعتهم بأن ساندرز، لا يمكنه التغلب على صاحب المنصب الراهن الرئيس ترامب، وأن برنامجه التقدمي يشكل تهديدًا للديمقراطيين المعتدلين في مجلسي النواب والشيوخ.
النساء.. الأوراق الرابحة
إلى ذلك نقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤولين اقتراحهم أن يعمل الرئيس السابق باراك أوباما "بوساطة من أجل إرساء هدنة"، بين المرشحين المعتدلين، أو بين ساندرز وخصومه داخل الحزب الديمقراطي.
كما اقترح البعض اختيار السيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما لمنصب نائب الرئيس.
ولم يشر الزوجان أوباما إلى أنهما مستعدان للدخول في السباق الانتخابي، كما استبعدت ميشيل أوباما مرات عدة أن تكون لديها النية للعمل في وظيفة عامة. وعلّق وليام أوين، عضو "المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي"، على ذلك في حديث إلى صحيفة "نيويورك تايمز"، مشيرًا إلى أنها الشخص الوحيد الذي يمكنني التفكير فيه عمن يمكنه توحيد الحزب ومساعدتنا في الفوز.. هذه الانتخابات تدور حول إنقاذ التجربة الأمريكية كجمهورية، وتتعلق أيضًا بإنقاذ العالم. إنها ليست انتخابات عادية".
وفي السياق نفسه، بدت نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب السابقة، الخميس الماضي، أنها تنتقد تقاريرًا عن احتمال الوصول إلى المؤتمر العام للحزب الديمقراطي من دون مرشح واضح، إذ أبلغت الصحفيين أنه "أي ما يكن مرشحنا، سنعمل على تأييده".
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن بيلوسي تحظى بشعبية كبيرة داخل الحزب، وأنها يمكن أن تكون منافسًا قويًا وشرسًا أمام ترامب، حال وصول الأخير للجولة الأخيرة من ترشح الحزب الجمهوري.