عانى العالم، من أقصاه إلى أقصاه، من موجة كبيرة من الحرائق والزلازل والأعاصير والفيضانات في 2023، وهو ما جعله عام تحطيم الأرقام القياسية في الكوارث الطبيعية وضحاياها الذين يقدّر عددهم بعشرات الآلاف، إضافة إلى عشرات ملايين المتضررين.
وشهِد النصف الأول من السنة كوارث مناخية كثيرة طالت بلدانًا عدة، كما سجّلت درجات الحرارة والعواصف المطرية أرقامًا قياسية، نتج عنها حرائق واسعة، كما أخذت الفيضانات العنيفة حظًا إلى جانب رصد ذوبان للجليد.
ولم يسلم الشرق الأوسط من هذه الكوارث، إذ بعد زلزال تركيا المدمّر الذي طال شمال سوريا، جاء زلزال المغرب ثم كارثة "إعصار دانيال" في ليبيا، وكل له صدى عالمي نظرًا لفداحته وعدد من راحوا ضحيته.
كارثة إعصار "درنة"
في ليل 10 -11 سبتمبر الماضي، ضربت العاصفة دانيال شرق ليبيا، مصحوبة بأمطار غزيرة، لتتسبّب بانهيار سدّين في أعلى درنة، ما أدى إلى فيضان النهر الذي يعبر المدينة بصورة خاطفة فتدفقت مياه بحجم تسونامي، جارفة معها كل ما في طريقها من أبنية وجسور وطرق.
وأعلنت الأمم المتحدة، اعتمادًا على أرقام الهلال الأحمر الليبي، أن حصيلة ضحايا فيضانات مدينة درنة وصلت إلى 11,300 قتيل، وتسببت في نزوح أكثر من 43 ألف شخص.
زلزال تركيا وسوريا
في السادس من فبراير، ضرب زلزال مدمر بقوة 7.8 درجات على مقياس ريختر جنوب تركيا وشمال سوريا، أودى بحياة 44,374 ألف شخص تركي وأكثر من 6 آلاف سوري، ما يرفع حصيلة البلدين إلى 50,325 شخصًا، وأكثر من 25 مليون متضرر.
زلزال "الحوز" بالمغرب
وفي المغرب أودى زلزال الحوز، الذي بلغت قوته 7 درجات على مقياس ريختر وضرب منطقة جبال الأطلس الكبير، بحياة ما يقرب من 3 آلاف وأوقع أكثر من 5500 مصاب.
وأطاح الزلزال، الأقوى من حيث عدد القتلى في المغرب منذ عام 1960، بالبنية التحتية للقرى النائية في المنطقة الجبلية الوعرة، ودمر المنازل وتسبب في انقطاع الكهرباء، تاركًا سكان هذه القرى في معاناة، وتسبب في انهيار جزئي أو كلي لنحو 50 ألف منزل.
حرائق الغابات في كندا
شهدت القارة الأمريكية هذا العام موسم حرائق غابات قياسيًا أتى على 80 مليون فدان، أي أكثر من مرة ونصف مرة من مساحة إسبانيا، بزيادة 10 ملايين عن متوسط الفترة نفسها من 2012-2022، وفق النظام العالمي لإدارة معلومات الحرائق.
وكانت حرائق كندا المسؤول الرئيسي عن هذه الزيادة؛ إذ أتت حرائق الغابات هذا العام على 18 مليون فدان، ونزوح 200 ألف شخص، وتسبّبت في انبعاث ما يعادل أكثر من مليار طن من ثاني أكسيد الكربون، وهو مستوى غير مسبوق، وفق تقديرات السلطات الكندية.
كوارث القارة الآسيوية
في 7 أغسطس، شهِدت الصين أمطارا غزيرة قاربت 745 ملم، وهي الأعلى في يوم واحد منذ بدء رصد أحوال الطقس في 1883، نتج عنها فيضانات تسببت في مقتل 33 شخصًا و18 مفقودًا، وانهيار وتضرر أكثر من 200 ألف منزل.
وفي الأسبوع التالي، وصلت الحرارة في مقاطعة شينجيانج إلى 52.2 درجة مئوية، وهو رقم قياسي جديد في الصين.
وخلال النصف الأول من 2023، شهِدت القارة الآسيوية مجموعة من الأحوال المناخية التي أودت بحياة الكثيرين، أبرزها موجة البرد التي أصابت أفغانستان في 10 يناير، وبلغت الحرارة 33 درجة تحت الصفر وأودت بحياة أكثر من 160 شخص، وكذلك إعصار موكا الذي اجتاح ميانمار في مايو وتسبب في وفاة نحو 500 شخص وأضرار تقارب 1.5 مليار دولار.
كما أسفر إعصار "بيبارجوي" عن مقتل أكثر من 12 شخصًا في الهند خلال شهر يونيو. وفي الشهر ذاته، عانت البلاد من موجة حرّ شديدة أدّت إلى انقطاع التيار الكهربائي عدة مرات، ووفاة ما يقرب من 170 شخصًا. ومنذ يوليو، تستمر الفيضانات غير المسبوقة في الهند في حصد الأرواح، إذ تسببت في وفاة أكثر من 100 شخص.