الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"جدار حماية قوي".. الحرب الأوكرانية تقود المخابرات الروسية إلى "ميلاد جديد"

  • مشاركة :
post-title
المخابرات الروسية - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

مع اندلاع الحرب الروسية- الأوكرانية في 24 فبراير 2022، كان مجتمع الاستخبارات الغربي يعتقد أن جهاز المخابرات الروسي SVR يواجه تخبطًا قاده إلى الفشل في تقدير القدرات الأوكرانية في بداية الحرب. وعلى مدار الأشهر التالية، طردت الدول الأوروبية ما يقرب من 600 دبلوماسي روسي، مع التشكيك في كون 400 منهم جواسيس يعملون تحت الحصانة الدبلوماسية.

بعد أشهر من الحرب، بدا أن الروس أعادوا صفوف استخباراتهم المشتتة، سواء جهاز الأمن الداخلي FSB، أو المخابرات SVR، وحتى المخابرات العسكرية GRU؛ بل وابتكروا أساليب أحدث ساعدتهم على تحقيق اختراقات أكبر في صفوف الغرب، مثل الاستعانة بالعصابات الصربية المنتشرة في أوروبا.

إعادة هيكلة

يشير تحليل نشرته مجلة Foreign Affairs، كتبه اثنان من كبار محللي مركز تحليل السياسات الأوروبية؛ إلى أن كتاب اللعب القديم مع الروس لم يعد صالحًا، فقد تطورت شبكة الاستخبارات الروسية في الخارج بشكل ملحوظ، ولم يعد فقط الروس هم من يعملون لحسابها، وهو ما يشي بقدرات أوسع لم يدركها الغرب.

ولفت التحليل إلى أن المتعاونين من جنسيات ثالثة لا يعملون على تتبع ما يتصل بأوكرانيا فحسب، بل إن جزءًا من نشاطهم يتضمن الضغط على الأطراف المُعادية لروسيا، ومتابعة الروس المعارضين للرئيس فلاديمير بوتين.

وأكد المحللان الانخراط الكامل للأجهزة الثلاثة في تقديم الدعم لعمليات الجيش الروسي في أوكرانيا، بعيدًا عن أدوارها التقليدية.

ودلل التحليل على توسع الشبكة الاستخبارية الروسية في أوروبا، بإعلان بريطانيا في وقت مبكر من العام الجاري، عن ترحيل خمسة بلغاريين من البلاد بسبب الاشتباه في ممارستهم أنشطة تجسسيه على المعارضين الروس لحساب موسكو.

تجنب أخطاء الماضي

استعرض التحليل أبرز المراحل التي مرت بها أجهزة الأمن السوفيتية -الروسية فيما بعد- منذ نشأتها، مشيرًا إلى أن جهود الرئيس بوتين لإعادة هيكلة وتقوية أجهزة الاستخبارات الروسية لا تسعى إلى محو الفشل الذي واجهته في بداية العملية العسكرية الأوكرانية فحسب.. "بل يطمح بوتين إلى مد شبكة استخباراته إلى النحو الذي كانت عليه الشبكة التي أنشأها الزعيم السوفيتي ستالين، التي انتشرت وحققت أهدافًا متعددة بعد نهاية الحرب العالمية الثانية".

ولفت التحليل إلى أنه مع دخول روسيا عامها الثالث في أوكرانيا، تشعر موسكو بجدار قوي من الحماية أنشأته أجهزة أمنها في الداخل والخارج.

وذكر تحليل المجلة أن الاستراتيجية التي أعّدها بوتين -ضابط الـKGB السابق- لمحو فكرة التنافسية بين الأجهزة ومسؤوليها، وهي الفكرة السائدة طوال العهد السوفيتي وحتى نهاية حكم الرئيس الراحل بوريس يلتسن "حيث قضى عشرين عامًا في إعادة هيكلة وتنظيم المجتمع الاستخباري داخليًا وخارجيًا لدولته مترامية الأطراف. الآن، مع دخوله الحرب في أوكرانيا، نجح في جعلهم أقوى مما كانوا مع الحفاظ على ولائهم؛ كما حاول تجنب أخطاء الماضي".