الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"القنابل الغبية".. ذخائر متوفرة بكثرة في مستودعات الأسلحة الأمريكية بدولة الاحتلال

  • مشاركة :
post-title
القنبلة الغبية M117

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

سلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على "مستودعات الأسلحة الأمريكية" في دولة الاحتلال الإسرائيلي، التي تحتوي على وفرة من الذخائر الغبية غير الموجهة، التي استخدمها ويستخدمها جيش الاحتلال في قصف قطاع غزة.

ووصفت الصحيفة موقع مستودعات الأسلحة الأمريكية في دولة الاحتلال بالدقيق والسري، وقالت: "في مكان ما بإسرائيل يوجد العديد من المستودعات الخاضعة لحراسة مشددة، التي تحتوي على أسلحة بقيمة مليارات الدولارات مملوكة للحكومة الأمريكية".

وذكرت أن تلك المستودعات، التي كانت مُحاطة بالسرية لفترة طويلة، تُعد جزءًا من مخزون واسع النطاق، لم يكن معروفًا من قبل، لكنه أصبح تحت المجهر الآن، مع تصاعد الضغوط على إدارة الرئيس الأمريكى بايدن، بسبب دعمها للقصف الإسرائيلي لغزة.

ولفتت إلى أنه تم إنشاء مستودعات الأسلحة الأمريكية لأول مرة في الثمانينيات لتزويد القوات الأمريكية بسرعة لأي صراعات مستقبلية في الشرق الأوسط. ومع مرور الوقت، سمحت واشنطن لدولة الاحتلال في بعض الحالات بالاستفادة من تلك المخزونات.

جيش الاحتلال يسحب ذخائر من المستودعات الأمريكية

وألمحت" الجارديان" بأن جيش الاحتلال يسحب حاليًا، ذخائر من مستودعات الأسلحة الأمريكية تلك، بكميات كبيرة لاستخدامها في العدوان على غزة.

ونقلت الصحيفة عن العديد من المسؤولين الأمريكيين السابقين المطلعين على المساعدة الأمنية الأمريكية لإسرائيل، وصفوا كيف تتيح مستودعات الأسلحة عمليات نقل أسلحة سريعة إلى جيش الاحتلال، بعيدًا عن رقابة الكونجرس على تحركات الأسلحة الأمريكية.

وقال مسؤول كبير سابق في وزارة الدفاع الأمريكية"البنتاجون": "رسميًا هذه معدات أمريكية للاستخدام الأمريكي، لكن من ناحية أخرى، في حالة الطوارئ، من يستطيع أن يقول إننا لن نعطيهم - يقصد جيش الاحتلال - مفاتيح المستودعات؟".

وتجدر الإشارة إلى أنه في العدوان المتواصل منذ 7 أكتوبر الماضي، أسقط جيش الاحتلال عشرات الآلاف من القنابل على غزة، وكان صريحًا بشأن مطالبته بكميات كبيرة من الذخائر التي زودته بها الولايات المتحدة.

وهناك مخاوف واسعة النطاق من أن القصف الإسرائيلي لغزة كان عشوائيًا، ومع استشهاد أكثر من 20 ألف شخص في القطاع، معظمهم من النساء والأطفال، وفقًا للسلطات الصحية بغزة، تواجه الولايات المتحدة تساؤلات حول كميات وفئات القنابل التي توفرها لجيش الاحتلال، والنسبة التي يتم توفيرها من خلال المخزون السري المجهز مُسبقًا.

وفي واشنطن، أثار المشرعون مخاوف بشأن مقترحات البيت الأبيض التي من شأنها تخفيف القواعد المتعلقة بأنواع الأسلحة الموضوعة في المستودعات بدولة الاحتلال، والتنازل عن حدود الإنفاق على تجديدها، ومنح البنتاجون مرونة أكبر لإجراء تحويلات من الترسانة.

وقال جوش بول، الذي استقال أخيرًا من وزارة الخارجية الأمريكية، احتجاجًا على استمرار المساعدة الفتاكة من واشنطن لإسرائيل، إن التغييرات المقترحة على المخزون الأمريكي في دولة الاحتلال كانت جزءًا من حملة إدارة بايدن لإيجاد طرق جديدة لتزويد جيش الاحتلال بالسلاح.

وفي وصفه للمداولات الداخلية الأمريكية، أكتوبر الماضي، قال جوش: "كانت هناك تقارير من البيت الأبيض تقول إننا بحاجة إلى معرفة كل سلطة قانونية ممكنة يمكن أن نمنحها لإسرائيل، التي من شأنها أن تحصل على الأسلحة في أسرع وقت ممكن".

وحسب "الجارديان"، لم يتم الكشف علنًا عن المحتويات الكاملة للمخزون المجهز مسبقًا المعروف باسم مخزون احتياطي الحرب لحلفاء إسرائيل، رغم أن المسؤولين السابقين يقولون إن البنتاجون يزود الكونجرس بتحليل سنوي لما يحتفظ به.

وقد يكون التقرير سريًا، ولكن في وقت سابق من هذا العام، ظهر وصف صريح على نحو غير عادي لمحتويات المخزون عندما تحدث عنه قائد عسكري أمريكي سابق قام بجولة في مستودع احتياطي الحرب لحلفاء إسرائيل.

الذخائر الغبية

وقال القائد الأمريكى: "المخزون الحالي مليء بما يُسمى بالذخائر الغبية، تلك التي لا تحتوي على أنظمة توجيه متطورة، بما في ذلك الآلاف من القنابل الحديدية التي يتم إسقاطها ببساطة من الطائرات حتى تتمكن الجاذبية من القيام بعملها".

وفي عام 2020، تم تسليط الضوء على هذه الوفرة من الذخائر الغبية بالمخزون الأمريكي بدولة الاحتلال، من قبل مركز أبحاث مؤيد لدولة الاحتلال، وهو المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي، الذي اشتكى من أن مستودع احتياطي الحرب لحلفاء إسرائيل "عفا عليه الزمن"، بسبب المستويات العالية من القنابل غير الموجهة، ونقص الذخائر الموجهة بدقة.

وفي العدوان على غزة، اعتمد جيش الاحتلال بشكل كبير على هذه الذخائر الغبية غير الموجهة ذات الدقة المنخفضة، التي يقول خبراء الأسلحة إنها تقوض مزاعم جيش الاحتلال بأنه يحاول تقليل الخسائر في صفوف المدنيين.

ولم ينكر جيش الاحتلال استخدام الذخائر الغبية غير الموجهة، التي يمكن أن تشكل مخاطر كبيرة على المدنيين عند استخدامها في مناطق مكتظة بالسكان. 

وشاركت قوات الاحتلال الجوية بشكل متكرر الصور على وسائل التواصل الاجتماعي في بداية الهجوم بالقنابل الغبية، مثل M117، الملحقة بطائراتها المقاتلة.

وما بين 40% و45% من الذخائر التي ألقاها جيش الاحتلال على غزة كانت غير موجهة، وفقًا لتقييمات المخابرات الأمريكية التي نقلتها شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية.