في الوقت الذي يتواصل فيه القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، في الحرب التي بدأت منذ 66 يومًا، وأسفرت عن استشهاد نحو 18 ألف شخص، وإصابة أكثر من 50 ألفًا آخرين، غالبيتهم من الأطفال وكبار السن والنساء، خرج وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن؛ ليحث إسرائيل على بذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، بما يمثل تناقضًا واضحًا بين تصريحات المسؤولين الأمريكيين والأوضاع على الأرض في القطاع المنكوب.
تصريح أمريكا يأتي بعد يومين من استخدام حق النقض "فيتو"، ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي، يطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، وفي وقت استخدم فيه جيش الاحتلال 22 ألف قنبلة أمريكية في قطاع غزة "مقدمة من الولايات المتحدة"، بحسب واشنطن بوست.
يأتي التصريح الأمريكي حول حماية المدنيين، أيضًا في وقت استخدمت فيه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن "سلطة الطوارئ"، لبيع نحو 14 ألف قذيفة دبابة لجيش الاحتلال دون مراجعة الكونجرس.
واستخدمت الحكومة الأمريكية، "سلطة الطوارئ"، بموجب قانون مراقبة تصدير الأسلحة، لتنفيذ الصفقة التي تبلغ قيمتها 106.5 مليون دولار، لتسليمها على الفور لجيش الاحتلال.
وتتضمن الصفقة قذائف "إم 830 إيه 1" من طراز 120 مليمترًا، من مخزون الجيش الأمريكي، مختصة لدبابات الميركافا الإسرائيلية، التي تستخدم في شن الهجمات على القطاع، والتي تتسبب في قتل المدنيين الذين تطالب أمريكا بحمايتهم.
وأضاف "بلينكن" في تصريحاته لبرنامج "حالة الاتحاد"، على شبكة "سي إن إن"، أن الشيء المهم هو التأكد من أن عمليات إسرائيل العسكرية وضعت على نحو يضمن حماية المدنيين، مُشيرًا إلى أن "النية موجودة"، لكن النتائج لا تظهر من تلقاء نفسها دائمًا.
وقال بلينكن إن الولايات المتحدة ترى أن "أوقات وأماكن وطرق عدم الاشتباك"، التي من شأنها السماح للعمليات الإنسانية بتوصيل المساعدات وتساهم في إبعاد المدنيين عن الأذى "غير كافية".
مساعدات أمريكا لإسرائيل
وعلى مدار الـ 75 عامًا الماضية، قدمت الولايات المتحدة مساعدات لإسرائيل بنحو 158 مليار دولار "غير معدلة حسب التضخم"، في شكل مساعدات ثنائية وتمويل الدفاع الصاروخي منذ عام 1948، وحتى الآن، بحسب تقرير لـ "Business Insider".
وبين عامي 2001 و2020، تلقت إسرائيل مساعدات عسكرية من الولايات المتحدة أكثر من جميع الدول الأخرى مجتمعة.
وفي 2016، وقعت أمريكا مذكرة تفاهم مدتها عشر سنوات بشأن المساعدات العسكرية لإسرائيل، وتعهدت بإرسال 38 مليار دولار لها بين عامي 2019 و2028.
وفي عام 2022، أنفقت الولايات المتحدة ما مجموعه 4.8 مليار دولار على المساعدات العسكرية والاقتصادية والدفاعية الصاروخية لإسرائيل.
طلب الرئيس الأميركي جو بايدن مخصصات أمنية ضخمة بقيمة 105 مليارات دولار، بينها 14 مليار دولار لإسرائيل، إلا أن التشريع تعطل في مجلس الشيوخ الأمريكي الأربعاء الماضي، إذ طالب الجمهوريون بإجراءات أكثر صرامة للسيطرة على الهجرة على الحدود الأمريكية مع المكسيك.