وسط مساعيها لاكتساب تأييد متزايد وسط الرأي العام العالمي منذ بدء العدوان على قطاع غزة، تعمل آلة الدعاية الإسرائيلية على بث حملة ممولة تستهدف نشر مقاطع فيديو تتهم الشعب الفلسطيني بالعنف والإرهاب. ورغم قدرتها على بث الحملة في عدد ضخم من المواقع ومنصات التواصل الاجتماعي؛ إلا أن "تيك توك" لم يكن واحدًا من تلك النجاحات، حيث رفض القائمون عليه بث الفيديوهات التي زعمت إسرائيل أنها لعائلات المحتجزين لدى حركة حماس منذ اندلاع عملية "طوفان الأقصى".
انتقادات إسرائيلية موجهة
وتناول تقرير نشره موقع "تايمز أوف إسرائيل"، اليوم الثلاثاء، انتقادات الإسرائيلية الموجهة لمنصة الفيديو الصينية، التي رفضت بث محتويات دعائية إسرائيلية باعتبارها "سياسية للغاية"، بينما تسمح بمقاطع الفيديو التي يبثها الفلسطينيون.
ومنذ العدوان على غزة، حاولت إسرائيل بث مواد دعائية لمن تشير إليهم بـ "عائلات الضحايا"، إلا أن الدعم المادي لهذه المقاطع أظهر دوافعها السياسية؛ فيما وصف الإسرائيليون المقاطع التي تنتشر بين رواد التطبيق حول معاناة سكان غزة اليومية بـ "المفبركة الداعمة لحماس".
تيك توك ترفض مخالفة سياستها الإعلانية
وذكر التقرير أنه "بينما وافقت منصتا شركة ميتا (فيسبوك وإنستجرام) على استضافة فيديوهات قصيرة حول الرهائن المحتجزين في غزة؛ رفضت منصة تيك توك عرض هذه المقاطع باعتبارها تخالف سياستها الإعلانية".
ونقل التقرير عن مدير حملة الدعاية الإسرائيلية إقراره لقناة "فوكس نيوز" الأمريكية بفشل نشر المقاطع الدعائية الخاصة بالاحتلال على المنصة الصينية. بينما أشارت الشركة المالكة للتطبيق إلى أن سياستها الإعلانية "لا تسمح بنشر مقاطع تضم مواد للدعاية الانتخابية، أو تحتوي على مقاطع حربية، أو عنف، أو أسلحة، أو احتجاز رهائن".
ورغم هذه السياسة الواضحة، هاجم الإسرائيليون بضراوة تطبيق مقاطع الفيديو الصيني. وأكد يوسي لابيتون رئيس الحملة الدعائية، أن هناك منصات أخرى سمحت بالحملة الدعائية الإسرائيلية، مثل فيسبوك وجوجل.
وهاجم توي ساتوف كاتب التقرير، إدارة التطبيق قائلًا: "رغم إعلان إدارة تيك توك أنها على مسافة واحدة من الإسرائيليين والفلسطينيين، لكنها سمحت بنشر مقاطع تساهم في دعم رواية حركة حماس أثناء جمع تبرعات من أجل الأطفال".
ولتأكيد هذه المزاعم، قال "ساتوف" إن "تقريرًا داخليًا كتبه أحد مديري تيك توك في إسرائيل، أشار فيه إلى استخدم سياسة غير متكافئة بين الإسرائيليين والفلسطينيين بشأن الحرب في غزة".
بينما قالت الشركة الصينية، ردًا على تقرير "فوكس نيوز"، إن الادعاءات الإسرائيلية حول وجود سياسة منحازة "هي أمر عارٍ تمامًا من الصحة".